حديث ومعنى: "خَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا" وشرح للشيخ عطية صقر
كتبت - سماح محمد:
خلال برنامح إذاعى نادر، ورد سؤال سابق إلى الشيخ الدكتور عطية صقر - رئيس لجنة الإفتاء الأسبق بالأزهر الشريف، رحمه الله تعالى- طرح فيه المذيع السؤال على الدكتور قائلاً: "ورد حديث في صحيح البخاري أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا وَشَرُّهَا آخِرُهَا وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا" فما معنى الحديث، وتفضل صقر بالإجابة عن السؤال قائلاً:
الحديث رواه البخاري وغيره والنبي صلى الله عليه وسلم ورد عنه حديث أيضا رواه البخارى يقول: لو يعلم الناس ما في الأذان والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، أي لو يعلم الناس ثواب الصف الأول لحكموا القرعة بينهم عند كثرة من يرغبون فيه.
وتابع رئيس لجنة الإفتاء الأسبق بالأزهر الشريف أنه روى مسلم وغيره أن الرسول (ص) قال ألا تصفّون كما تصّف الملائكة عند ربها؟، قلنا يا رسول الله كيف تصف الملائكة عند ربها؟ فقال يتمّون الصف الأول ويتراصون فى الصف. وكذلك روى أحمد بإسناد جيد أنه قال: إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول. وصلاة الله رحمة وصلاة الملائكة استغفار.
وأضاف صقر أن هذه الأحاديث إنما تدل على فضل الصفوف الأولى للرجال لصلاة الجماعة، وعلى فضل الصفوف الأخيرة للنساء، وعلى أفضلية الصف الأول من هذه الصفوف وعلى أفضيلة أن تكون الصفوف الأولى من ذوي العقول المستنيرة والمتفقهين فى الدين، والحكمة في كون هؤلاء أولى بالصفوف الأولى تظهر في أمور منها:
- أنهم أقدر على الأخذ والفهم لما يقوله الرسول صلى الله عليه وسلم.
- وأقدر على تعليم غيرهم ما تعلّموه منه صلى الله عليه وسلم.
- وأنهم يستطيعون تنبيهه إذا حدث ما يدعو إلى التنبيه أو الفتح عليه عند التوقف عن القراءة.
- أنهم أولى بالإمامة إذا أراد استخلاف أحد لعذر من الأعذار.
والحكمة في جعل النساء في الصفوف الخلفية تظهر في أمور منها:
أولاً: أن المرأة ليست فى مستوى الرجال وبخاصة أولو الأحلام والنهي فيما يتميزون به مما سبق ذكره.
ثانياً: أن تقدمها أمام الرجال فيه صورة إمامتها لهم، وهى ممنوعة باتفاق الأئمة.
ثالثاً: أنها تشغل الرجال عن الخشوع فى الصلاة بمجرد وجودها أمامهم وذلك أمر طبيعى، وعند ركوعها وسجودها يكون الانشغال أشد وهو ما يفسر به حديث "قطع الصلاة إذا مرّت المرأة أمام المصلى" عند جمهور الفقهاء.
رابعاً: ألا تختلط صفوف الرجال بالنساء إذا تخللن صفوفهم فيكون انصرافهن بعد انتهاء الصلاة أيسر.
وكان فى المأثور أن النبى صلى الله عليه وسلم كان لا ينصرف عقب الصلاة مباشرة بل ينتظر هو وأصحابه حتى تنصرف النساء أولا، هذا وكان من المتبع في ترتيب الصفوف في الجماعة أن يكون الرجال في الصفوف الأولى ثم يليهم الصبيان ثم يليهم النساء كما رواه أحمد.
فيديو قد يعجبك: