من معجزات الرسول.. تنبؤه بشفاء سعد بن أبي وقاص ودوره في فتح عظيم

كتبت – آمال سامي:

كثيرة هي دلائل النبوة، ومعجزات الرسول، ومن بين تلك المعجزات إخبار الرسول بما سيحدث في المستقبل ووقع بالفعل سواء في حياته أو بعد وفاته، أو بعد ذلك بسنوات طوال، ومن بين تلك النبوءات ما ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه مرض سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في مرضه، حيث زاره النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى الرغم من أن سعدًا كان يستشير الرسول صلى الله عليه وسلم في أمر وصيته، إلا أنه أخبره أنه سيشفى من مرضه، وسينتفع به قوم ويضر به آخرون..

كان سعد بن أبي وقاص من السابقين الأولين للإسلام، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وشهد بدرًا والحديبية، وهو أيضًا أحد الستة في أهل الشورى الذي ترك عمر الخلافة بين أيديهم، وهو الوحيد الذي جمع الرسول صلى الله عليه وسلم له أبويه، يقول علي: "ما سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يجمع أبويه لأحد غير سعد"، فدعا له في غزوة أحد قائلًا: "يا سعد، ارم فداك أبي وأمي"، وهو أول من رمى المشركين بسهم.

وقد روى الشيخان في صحيحيهما عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قصة مرضه وما أخبره به النبي حينذاك، فيروي سعد كيف مرض بمكة وكان يكره أن يموت بالأرض التي هاجر منها، واشتد مرضه حتى كاد أن يوشك على الموت، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوده ولم يكن لسعد سوى بنت، فقال: يا رسول الله أوصي بمالي كله؟ قال: لا، قال: فالشطر، قال: لا، قال فالثلث، قال: الثلث والثلث كثير، ثم قال له: "لعلك تخلّف حتى ينتفع بك أقوام ويستضر بك آخرون"، وبالفعل شفي سعد بن أبي وقاص من مرضه هذا وفتح الله العراق على يديه حيث شارك بقوة في معركة القادسية وفتح المدائن عاصمة ملك فارس، وحث الناس حينها على عبور البحر، وعلق النووي في شرحه لهذا الحديث بأنه من أحدى معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث تحقق ما أخبر به فتوفى سعد رضي الله عنه عام 55 هجريًا حسبما يذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء.