نصيحة النبي لابنته حين شكت ثقل أعبائها المنزلية.. تعرف عليها
كتبت – آمال سامي:
ذات يوم علمت السيدة فاطمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جاءه رقيق، فعزمت للذهاب إليه تشكو إليه ثقل أعبائها المنزلية وتطلب منه خادمًا يعطيه أياها، فيروي عن علي رضي الله عنه كما ورد في صحيح البخاري: "أنَّ فَاطِمَةَ عليهما السَّلَامُ أتَتِ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَشْكُو إلَيْهِ ما تَلْقَى في يَدِهَا مِنَ الرَّحَى، وبَلَغَهَا أنَّه جَاءَهُ رَقِيقٌ، فَلَمْ تُصَادِفْهُ، فَذَكَرَتْ ذلكَ لِعَائِشَةَ، فَلَمَّا جَاءَ أخْبَرَتْهُ عَائِشَةُ، قالَ: فَجَاءَنَا وقدْ أخَذْنَا مَضَاجِعَنَا...".
لكن الغريب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين عرف ذلك، لم يعط ابنته خادمًا، ولكنه أوصاها هي وعلي رضي الله عنهما ذكر يعينهما على أعباء المنزل والأعمال التي تشق عليهما، فقال: "فَقالَ: ألَا أدُلُّكُما علَى خَيْرٍ ممَّا سَأَلْتُمَا؟ إذَا أخَذْتُما مَضَاجِعَكُما - أوْ أوَيْتُما إلى فِرَاشِكُما - فَسَبِّحَا ثَلَاثًا وثَلَاثِينَ، واحْمَدَا ثَلَاثًا وثَلَاثِينَ، وكَبِّرَا أرْبَعًا وثَلَاثِينَ، فَهو خَيْرٌ لَكُما مِن خَادِمٍ".
ويعلل ابن حجر ذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحتاج إلى بيع الرقيق الذي عنده للإنفاق على أهل الصفة، وذكر ما قاله القرطبي أيضًا أنه أراد أن يكون الذكر عوضًا لهم أو لأنه أحب لابنته ما أحب لنفسه من إيثار الفقر وتحمل شدته بالصبر عليه تعظيمًا لأجرها.
ويروي ابن حجر العسقلاني في شرحه لهذا الحديث فائدة قد زادها أبو هريرة، رضي الله عنه، في هذه القصة، إذ أضاف مع الذكر المأثور دعاء آخر، ولفظه عند الطبري: " جاءت فاطمة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - تسأله خادما فقال ألا أدلك على ما هو خير من خادم تسبحين فذكره وزاد " وتقولين: "اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء منزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان أعوذ بك من شر كل ذي شر ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عني الدين وأغنني من الفقر".
فيديو قد يعجبك: