عبادة النبي ﷺ في العشر الأواخر
بقلم – هاني ضوَّه :
أوشك شهر رمضان المبارك على الرحيل، ودخلنا في العشر الأواخر من هذا الشهر الكريم الذي توجهت في القلوب إلى الله، وسعى المخلصون المؤمنون واجتهدوا في طاعة الله، ولكن العشر الأواخر من رمضان لها خصوصية كبيرة وجهنا إليها النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
ولقد كان صلى الله عليه وآللله وسلم يعظّم هذه الأيام العشر الأواخر، ويجتهد فيها اجتهاداً حتى لا يكاد يقدر عليه، تقول أمنا عائشة رضي الله عنها: "كان رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم- يجتهد في العشر الأواخر، ما لا يجتهد في غيره".
وقالت كذلك: "كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يخلط العشرين بصلاة ونوم، فإذا كان العشر شمَّر وشدّ المئزر".
ولعظيم فضل العشر الأواخر من رمضان كان الحبيب صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله يخصها بأعمال عن غيرها من الشهور ومن بين تلك الأعمال أنه كان يحيي فيها الليل كله بأنواع العبادة من صلاة وذكر وقراءة قرآن حتى قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: "ما أعلمه قام ليلة حتى الصباح" تقصد إلا في العشر الأواخر من رمضان.
ليس هذا فقط بل كان عليه الصلاة والسلام وعلى آله يوقط أهله ليقوموا معه الليل ويذكروا الله، تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل، وأيقظ أهله ، وجَدَّ وشدَّ المئزر".
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يطرق باب السيدة فاطمة والإمام علي رضي الله عنهما ليلاً فيقول لهما: "ألا تقومان فُتصليان".
وكذلك كان السلف الصالح، فكان كثير منهم يجتهدون في ليالي العشر اجتهادًا عظيمًا، وكان بعضهم يغتسل كل ليلة ليكون أنشطَ له في العبادة، ويتطيب ويلبس أحسن ثيابه، ليخلو في محرابه يدْعو الله ويعبده، وهو في أكمل هيئة، وأبهى صورة.
قال سفيان الثوري: " أحب إليّ إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجد بالليل، ويجتهد فيه، ويُنهض أهله وولده إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك.
ومن تلك العبادات في العشر الأواخر كذلك الاعتكاف، ففي الصحيحين عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى.
فيديو قد يعجبك: