سُننٌ منسيّة (19): من آداب الرسول في شُرب اللّبن
كتب - إيهاب زكريا:
يقول الله (تعالى): {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.. [الحشر:7].
وانطلاقاً من هذه الآية الكريمة يرصد "مصراوي" بعض السنن الواردة عن الرسول - صلى الله عليه وسلم- إحياء لها وتذكيراً بها.
يقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ أَحْيَا سُنَّةً مِنْ سُنَّتِي فَعَمِلَ بِهَا النَّاسُ، كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا لَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ ابْتَدَعَ بِدْعَةً فَعُمِلَ بِهَا، كَانَ عَلَيْهِ أَوْزَارُ مَنْ عَمِلَ بِهَا، لَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِ مَنْ عَمِلَ بِهَا شَيْئًا». (سنن ابن ماجة).
ومن السنن التي كان يحرص عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم حق اللبن:
(1) مزج اللبن بالماء
1ـ عن أنس - رضى الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: أتي بلبنٍ قد شيب بماء، وعن يمينه أعرابيٌ، وعن يساره أبو بكر، فشرب ثم أعطى الأعرابي وقال: «الأيمنُ فالأيمنُ». أخرجه البخاري ومسلم.
قال الحافظ: (وإنما كانوا يمزجون اللبن بالماء، لأن اللبن عند الحلب يكون حاراً وتلك البلاد - أي الحجاز - في الغالب حارة، فكانوا يكسرون حر اللبن بالماء البارد). فتح الباري.
(2) الدعاء عقب شرب اللبن
عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: دخلت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أنا وخالد بن الوليد على ميمونة، فجاءتنا بإناءٍ من لبنٍ، فشرب رسول الله، وأنا على يمينه وخالد على شماله، فقال لي: «الشربة لك فإن شئت آثرت بها خالداً» فقلت: ما كنت أوثر على سؤرك أحداً، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «من أطعمه الله الطعام فليقل: اللهم بارك لنا فيه، وأطعمنا خيراً منه. ومن سقاه الله لبناً فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه» وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «ليس شيء يجزئ مكان الطعام والشراب غير اللبن». أخرجه أحمد، والترمذي، وابن ماجه، وأبو داود.
(3) استحباب المضمضة بعد شرب اللبن ونحوه
عن ابن عباس - رضي الله عنهما-: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- شرب لبناً فمضمض وقال: «إن لـه دسماً» وأخرجه مسلم والبخاري.
قال ابن مفلح في الآداب الشرعية: (وتُسنُّ المضمضة من شربه).
وقال: (ويتوجه أن تستحب المضمضة من كل ما له دسم لتعليله عليه السلام).
فيديو قد يعجبك: