صور من رحمة النبي وتعاملاته مع الإنسان والحيوان والجماد
بقلم - هاني ضوه :
كان سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم في تعاملاته مع كافة المخلوقات راقيًا عطوفًا حنونًا إلى أبعد الحدود، ليس ذلك فقط مع أصحابه الكرام أو من حوله من البشر، بل أيضًا مع الحيوانات، والأكثر عجبًا مع الجمادات.
وفي كتابه "عبقرية محمد" يرصد الكتاب الكبير عباس محمود العقاد بعضًا قليلًا من صور تعاملات الحبيب صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله مع الإنسان والحيوان والجماد فيقول:
إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان عطوفاً يرام من حوله ويودهم، ويدوم لهم على المودة طول حياته وإن تفاوت ما بينه وبينهم من سن وعرق ومقام، وليس في سجل الإنسانية - كما عبر العقاد - أجمل ولا أكرم من حنانه على مرضعته حليمة، ومن حفاوته بها وقد جاوز الأربعين فيلقاها هاتفاً بها: أمي ! أمي ! ويفرش لها رداءه لتجلس عليه.
كان صلَّى الله عليه وآله وسلم من أضحك الناس وأطيبهم نفساً، وقد اتسع عطفه فلم يقتصر على البشر فقط فالحيوان أيضاً كان له نصيب من هذا العطف فكان يصفي الإناء للهرة لتشرب.
وأوصى المسلمين: “إذا ركبتم الدواب فأعطوها حظها من المنازل ولا تكونوا عليها شياطين”، بل الجماد كذلك له حظ من الود فقد كان له قصعة يقال لها الغراء.
وكان له سيف محلي يسمي ذو الفقار، وغيرها من الأشياء التي في تسميتها معناً للألفة التي تجعلها أشبه بالأحياء، حتى بكى جذع الشجرة الذي كان يأتنس باتكاء الرسول عليه في المسجد.
كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا لقيه أحد من أصحابه لم يكن لينصرف حتي يكون الرجل هو الذي انصرف، ونفس الحال في سلامه عليهم باليد.
فيديو قد يعجبك: