هل نُفذت آخر وصايا النبي للأمة التي شدد عليها قبل موته؟
كتب - محمد قادوي:
وصى النبي عليه الصلاة والسلام أمته بعضاً من الوصايا في مرضه التي مرضها قبل موته، ومن هذه الوصايا عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في مرضه الذي توفي فيه الصلاة وما ملكت أيمانكم، فما زال يقولها حتى ما يفيض بها لسانه.
ومن هنا لقد عرفنا نحن البشر، من يصنع أي شيء يعرف ما يحتاجه هذا الشيء ليعمل على أكمل وجه، فكيف إذا كان الخالق هو الله سبحانه وتعالى الذي خلقنا ورزقنا وهو أعلم بما ينفعنا في الدنيا والآخرة لذا فقد أنزل القرآن وأرسل الأنبياء إلينا وفرض علينا شريعته وكلفنا لمصلحتنا ببعض الواجبات ومن ضمنها إقامة الصلاة ووعدنا بأن لنا على أدائها عظيم المكافآت، لأن الصلاة منفعة لنا في الدنيا والآخرة ولا تتعود فائدتها إلا علينا، فالله هو الغني الحميد ونحن من نحتاجه وما فرضه علينا ما هو إلا لينصلح حالنا في هذه الدنيا قبل فوات الأوان.
وأن الصلاة أول شيء ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة هي الصلاة، فإن قبلها الله من عبده قبل سائر أعماله، وإن لم يقبلها ردت سائر الأعمال لأنها العلامة الفارقة بين الإسلام والكفر، ومن يؤدي حقها فقد أدى حق الله تعالى عليه، ومن حفظها فقد حفظ دينه، وهي دليل على حب العبد لربه، وتقديره لنعمه الكثيرة عليه، فلا يجوز للمسلم التفريط بها في أي حالٍ من الأحوال، سواءً كان في سفرٍ أو حضرٍ، أو حربٍ أو سلمٍ، أو صحةٍ أو مرض، وقد جاءت في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة الكثير من النصوص التي صرّحت بكفر تارك الصلاة.
فمن فوائد الصلاة التقرب من الله سبحانه وتعالى، وكسب رضاه في الدنيا، وجنته في الآخرة، فالصلاة هي عماد الدين ولا يكتمل الإسلام إلا بأداء الصلاة والحرص على الالتزام بها.
وكذلك التخلص من المعاصي والدعاء لله بالغفران من الذنوب وتطهير النفس من جميع الآثام التي قد يقع بها المسلم والتخلص من الانبهار بمغريات الحياة فيغدوا المسلم عزيز النفس؛ يرى كل شيء صغيراً أمام عظمة الله، والراحة النفسية التي يشعر بها المؤمن عندما يسجد لله سبحانه وتعالى، ويثق بأن لا ظلم سيقع عليه ولا سوء سوف يمس به ما دام هنالك رب عظيم يسير الأمور.
وتعويد المسلم على الالتزام بالمواعيد، والنظام وعدم ترك أي شيء مهم، فالصلاة لها مواعيد محددة يجب تأديتها بها، فيظل الإنسان معتاداً على أن ينجز كل شيء في وقته.
عند الصلاة في المسجد مع الجماعة يقوي ذلك من الروابط الاجتماعية، ويتم التعرف على أشخاص جدد أسوياء، وبذلك يتخلص الإنسان من الملل والوحدة، وينمي علاقاته الدنيوية، وكذلك الكلام المفيد الذي يتكلم به الشيخ في المسجد لا يغني عنه شيء من فقه وأمور في الدين.
الصلاة داعية لما بعدها من فرائض، فمن يصلي سوف يزكي ويصوم ويحج البيت، فالصلاة بداية كل شيء من الالتزام بطاعة أوامر الله سبحانه وتعالى.
فوائد الصلاة لجسم الإنسان
لقد أثبتت الكثير من أبحاث العلماء الذين عكفوا على دراسة الحكم والفوائد من العبادات التي فرضت على المسلمين، ولعل ذلك كان سبباً في دخول الكثير منهم في الإسلام لإيجادهم أدلة لا تعد ولا تحصى على إعجاز الله سبحانه وتعالى وحكمه في الإسلام، وقد اعتبرت الصلاة من العبادات التي تدخل ضمن "الطب الوقائيّ"، وأقصد بذلك أنّها عبادة تفيد في وقاية الجسم وحمايته من العديد من الأمراض، فالصلاة وما فيها من أمور نقوم بها كالوضوء، والحركات، والقيام، والركوع، والسجود، والاعتدال، كلّها حركات نموذجيّة أقرّ بها الكثير من علماء التربية الرياضيّة. فالصلاة بما فيها من حركات يوميّة متكرّرة ومتنوّعة وأيضاً موزّعة على اليوم بأكمله، وجد العلماء أنّ هذه التمارين بالذات هي الأفضل والأنسب لصحّة الجسم وسلامته من العديد من الأمراض.
الفوائد التي يستفيد منها الجسم في صلاته
تفيد الصلاة جسم الإنسان من النواحي العقلية، وتخفف من حدة التوتر والضغط، فهي تساعدنا في الحفاظ على نفسيات هادئة ومستقرة.
الصلاة تزود جسم المصلي بطاقة سحريه بسبب تواصله مع رب العباد وتزيد هذه الطاقة أكثر كلما زاد الخشوع في الصلاة، يقول تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ}.
حركات الصلاة التي نقوم بها تساعد الجسم في سريان "التيار الكهربائي" في العظام، ممّا يساعد في عمليتي الهدم والبناء، ويفيد أيضاً في حماية الجسم ووقاية من أمراض العظام كالروماتيزم، والتهابات المفاصل، وغيرها.
هذه الفوائد وفوائد أخرى تمّ اكتشافها وغيرها لم يكتشف بعد، تدفعنا أكثر إلى الالتزام بالصلاة في أوقاتها ومواعيدها المحدّدة لما تعود علينا بفوائد عظيمة، عدا عن أنّه ستكون المنجيّة يوم القيامة ومن عذاب القبر، وتردعنا عن ارتكاب الذنوب والمعاصي الأخرى.
فيديو قد يعجبك: