إعلان

كيف كان النبي يحيي شهر شعبان؟

02:38 م الأربعاء 18 أبريل 2018

كيف كان النبي يحيي شهر شعبان ؟

بقلم- هاني ضوه:

لله- سبحانه وتعالى- في أيامنا فضائل ومنح، لذا حثنا الحبيب (صلى الله عليه وآله وسلم) على اغتنامها، فقال: "إن لربكم في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها لعل أحدكم أن يصيبه منها نفحة لا يشقى بعدها أبداً"، ومن تلك الأيام أيام شهر شعبان.

وشهر شعبان كما أخبرنا النبي (صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله) هو "شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان"، فنبهنا بذلك إلى أن هذا الشهر المبارك فيه من الخير ما يغفل الناس عنه، لانشغال الناس بشهر رجب من قبل، ثم تشوقهم وانشغالهم لشهر رمضان من بعده.

ومن أفضل القربات التي نحيي بها شهر شعبان الصيام، وقد كان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أكثر صيامه تطوعًا في شعبان، كما روت لنا أن المؤمنين السيدة عائشة (رضي الله عنها) فقالت: "لم يكن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يصوم شهرا أكثر من شعبان، فإنه كان يصوم شعبان كله، وكان يقول: "خذوا من العمل ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا"، وفي رواية: "لم يكن (صلى الله عليه وآله وسلم) يصوم من السنة شهرًا تامًا إلا شعبان يصل به رمضان". ولفظ ابن ماجة: كان يصوم شعبان ورمضان.

والمقصود بأنه كان يصوم شعبان كله بأنه يصوم أغلبه حتى يكاد يصومه كله، كما نقل ذلك الإمام الترمذي عن ابن المبارك قوله: وجائز في كلام العرب إذا صام أكثر الشهر أن يقول صام الشهر كله.

وذلك يوضحه ما رواه الإمام مسلم عن أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): "ما كان يصوم في شهر ما كان يصوم في شعبان، كان يصومه إلا قليلا"، وفي لفظ: "ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان، وما رأيته قي شهر أكثر منه صياما في شعبان".

قال الإمام ابن حجر (رحمه الله): "ولا تعارض بين هذا وبين ما تقدم من الأحاديث في النهى عن تقدم رمضان بصوم يوم أو يومين، وكذا ما جاء من النهى عن صوم نصف شعبان الثاني، فإن الجمع بينهما ظاهر بأن يحمل النهى على من لم يدخل تلك الأيام في صيام اعتاده، وفي الحديث دليل على فضل الصوم في شعبان".

ومن الأعمال المستحبة كذلك في شهر شعبان ما كان يحرص عليه السلف الصالح وأهل الفلاح من عمارة أوقات شهر شعبان بالاستغفار، وذكر الله (سبحانه وتعالى)، والتصدق على الفقراء والمساكين، وختم القرآن وغيرها من الطاعات، وقد كان السلف والتابعون إذا دخل شهر شعبان يقولون: "هذا شهر القراء" لكثرة قراءة القرآن فيه، وفي ذلك عمارة للأوقات والأيام التي يغفل عنها الناس بالطاعة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان