سنن منسية.. (7) "السواك" عند كل وضوء
كتب - إيهاب زكريا:
يقول الله تعالى: "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب" (الحشر:7).
وانطلاقاً من هذه الآية الكريمة يرصد مصراوي بعض السنن الواردة عن الرسول- صلى الله عليه وسلم- إحياء لها وتذكيراً لما كان يفعله. ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ أَحْيَا سُنَّةً مِنْ سُنَّتِي فَعَمِلَ بِهَا النَّاسُ، كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا لَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ ابْتَدَعَ بِدْعَةً فَعُمِلَ بِهَا، كَانَ عَلَيْهِ أَوْزَارُ مَنْ عَمِلَ بِهَا، لَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِ مَنْ عَمِلَ بِهَا شَيْئًا» (سنن ابن ماجة).
ومن سنن الرسول استخدام السواك، لأن له من الفوائد الكثير فمنها:
• يطهر الفم ويوجب مرضاة الرب
عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب". علقه البخاري في صحيحه (2/274) ووصله أحمد (6/47) والنسائي (1/50) وإسناده صحيح (الإرواء 1/105) .
• الندب المؤكد
جاء في حديث أبي هريرة- رضي الله- عنه أن النبي قال: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة ". رواه البخاري، (2/299) ومسلم (1/151).وفي رواية للبخاري: "عند كل وضوء".
• الإجماع
حكى الإمام النووي رحمه الله إجماع من يعتد برأيهم على استحباب السواك وسنيته، ومما يدل على عظم شأنه أن بعض السلف قال بوجوبه ومنهم الإمام إسحاق بن راهويه.
أوقات يستحب فيها استخدام السواك:
1- عند الوضوء والصلاة لقوله- صلى الله عليه وسلم-: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة". وفي رواية مع كل وضوء.
2- عند دخول البيت للالتقاء بالأهل والاجتماع بهم، كما ثبت من حديث عائشة رضي الله عنها أنها سئلت: بأي شيء يبدأ رسول الله إذا دخل بيته، قالت: "كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك". رواه مسلم، (1/220)
3- عند الانتباه من النوم لحديث حذيفة بن اليمان- رضي الله عنه قال-: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك". رواه البخاري، (1/98) ومسلم (1/220).
4- عند تغير رائحة الفم سواء كان التغير بأكل ما له رائحة كريهة أو بسبب طول الجوع أو العطش أو غير ذلك، لأنه إذا كان السواك مطهرة للفم، فإن مقتضى ذلك أن يتأكد السواك متى احتاج الفم إلى التطهير.
5- 5- عند دخول المسجد لأنه من تمام الزينة التي أمر الله بها عند كل مسجد، قال تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31)، (الأعراف)، ولما فيه من حضور الملائكة واجتماع المصلين.
6- عند قراءة القرآن، وفي مجالس الذكر لحضور الملائكة.
المصادر:
-المجموع للنووي (1/269)
-نهاية المحتاج للرملي 1/162)
-حاشية ابن عابدين (1/78)
-نيل الأوطار للشوكاني (1/24)
فيديو قد يعجبك: