تعرف على قصة الصحابية التي استشهد بها السيسي وأثارت جدلًا
إعداد فريق إسلاميات مصراوي :
في خطابه الأخير .. أثار استشهاد الرئيس عبدالفتاح السيسي بقصة إحدى الصحابيات موجة من الجدل بعد قوله بأن هذه الصحابية اشتكت النبي صلى الله عليه وسلم إلى الله، وهو ما لم يرد في أي من الروايات التي ذكرت تلك القصة، ولكنه ورد أنها اشتكت "حالها" إلى الله، وتباينت تعليقات المعلقين ما بين الانتقاد الشديد لتغييره في نص القصة وبين التماس العذر له بأنه قد يكون خانه التعبير.
على كل حال دعونا نتعرف على قصة هذه الصحابية وما حدث فيها كما ذكرتها كتب السنة والتفسير.
الصحابية الكريمة هي خولة بنت ثعلبة التي جادلت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونزل في حق هي وزوجها قرآنًا وقد روى قصتها الإمام أحمد في مسنده، والإمام النسائي وابن حبان وغيرهم، وتدور أحدث القصة عندما راجعت الصحابية خولة بنت ثعلبة زوجها الصحابي الجليل أوس بن الصامت في شيء أثار غضبه، فقال لها: أنت عليَّ كظهر أمي، أي محرمة عليّ، ثم بعد ذلك أراد أن يجامعها فأبت وامتنعت عنه، وقالت له: كلا، والذي نفس خويلة بيده لا تخلص إليَّ وقد قلتَ ما قلت حتى يحكم الله ورسوله فينا بحكمه.
تروى السيدة خولة فتقول: ثم خرجت إلى بعض جاراتي فاستعرت منها ثيابها، ثم خرجت حتى جئتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلست بين يديه، فذكرت له ما لقيت منه، فجعلت أشكو إليه صلى الله عليه وسلم ما ألقى من سوء خلقه، قالت: فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يا خويلة! ابن عمك شيخ كبير فاتقي الله فيه، قالت: فوالله ما برحت حتى نزل فيَّ القرآن فتغشى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يتغشاه، ثم سُرّي عنه، فقال لي: يا خويلة قد أنزل الله فيك وفي صاحبك. ثم قرأ عليَّ: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ}.. (المجادلة: 1) إلى قوله: {وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} .. (المجادلة:4)، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: مريه فليعتق رقبة، قالت: فقلت: والله يا رسول الله ما عنده ما يعتق، قال: فليصم شهرين متتابعين، قالت: فقلت: والله يا رسول الله! إنه شيخ كبير ما به من صيام، قال: فليطعم ستين مسكينا وسقا من تمر، قالت: قلت: والله يا رسول الله ما ذاك عنده، قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإنا سنعينه بعرق من تمر، قالت: فقلت: وأنا يا رسول الله سأعينه بعرق آخر، قال: قد أصبتِ وأحسنت، فاذهبي فتصدقي عنه، ثم استوصي بابن عمك خيرا، قالت: ففعلت).
قال ابن حجر بعد أن ذكر أن الحديث: "أخرجه أحمد وغيره، وهذا أصحّ ما ورد في قصّة المجادلة، وتسميتها".
وفي رواية أخرى رواها الإمام ابن حبان عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: "تبارك الذي وسِعَ سمعُهُ كل شيء، إني لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة ويخفَى علَيَّ بعضه وهي تشتَكي زوجها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهي تقول: يا رسول الله، أَكَل شَبابي، ونثرتُ له بَطني، حتَّى إذا كبُرَتْ سِنِّي، وانقطع ولَدي، ظاهرَ منِّي، اللَّهمَّ إنِّي أشكو إليك، فما برِحَتْ حتَّى نزل جِبرائيل بِهَؤلاءِ الآيات: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} .. (المجادلة: 1)).
وفي رواية قال لها النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "ما أراك إلا قد حرمت عليه"، فظلت تجادله وتراجعه ودعت الله شاكية حالها، فنزل الوحي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بآيات سورة المجادلة التي كان فيها الفرج لها، وناداها وتلى عليه قوله تعالى: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِى تُجَادِلُكَ فِى زَوْجِهَا وَتَشْتَكِى إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ * الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِى وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ * وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.
موضوعات متعلقة:
- من هي الصحابية أخت النبي من الرضاعة ؟
فيديو قد يعجبك: