من هو القائد المسلم الذي أوشك أن يفتح الصين؟
بقلم – هاني ضوَّه :
هو واحد من أشهر القادة المسلمين الذي فتحت على يديه أقاصي البلاد ودخلها الإسلام، حتى اعتبره البعض أسطورة متحققة لما قام به من بطولات وفتحوحات كثيرة حتى أنه كاد يكمل فتح بلاد الصين، لولا التغيرات السياسية في الخلافة الإسلامية حينها مما أدى إلى توقفه.
ولد هذا القائد الشجاع عام 48 هجريًا في بيت إمارة وقيادة في أرض العراق، وكان والده من الذين رافقوا "مصعب بن الزبير" الذي عينه والده "الزبير بن العوام" واليًا على العراق في فترة كانت مضطربة جدًا.
ومنذ صغره أظهر هذا القائد شجاعة كبيرة وتحمل للمسؤولية فولاه عبد الملك بن مروان الري. وبعد ذلك ولاه الحجاج بن يوسف الثقفي، سنة 86 هـ، ولاية خراسان وهو إقليم شاسع مترامى الأطراف، لم يكن المسلمون قد واصلوا الفتح بعده، وكان المهلب بن أبى صفرة والياً على خراسان من عام 78 حتى 86 هـ، وقد رأى الحجاج أن يدفع بدماء شابة جديدة في قيادة المجاهدين هناك، فلم يجد أفضل منه ليتولى هذه المسؤولية.
إنه القائد المسلم الشجاع قتيبة بن مسلم الباهلي الذي استمرت فتوحاته في بلاد ما وراء النهر جيحون وسيحون، حتى استقر المقام للمسلمين هناك، ومن البلدات والمدن التي فتحها الطالقان والصغانيان وشومان وكفتان وسمرقند, وقد بلغ عظم فتوحاته مستوى جعل ملك الصين، مهاب الجانب في منطقته، يرسل بالهدايا إلى الفاتح العظيم حتى يدفعه إلى التراجع عن قسمه بأن يدخل المسلمون الصين، وأرسل له حفنة من تراب الصين ليطأها حتى يكون قد أبر بقسمه.
إلا أن قتيبة بن مسلم الباهلي لم يتراجع واستمر يقاتل في تلك المناطق، وراح يخطط لكي ينطلق من فرغانة -وهو إقليم يمتد حاليًا بين أوزبكستان وطاجكيستان وقرغيزيا- نحو فتح الصين كلها، إلا أن التغيرات السياسية التي وقعت في هذه الفترة عقب وفاة الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك وتولي "سليمان بن عبد الملك" من بعده، قد أطاحت بـ"قتيبة" من منصبه واليًا على خراسان ومن قيادة الجيش، ليتوقف عند التخوم الغربية للإمبراطورية الصينية، وتحديدًا عند منطقة كاشغر، التي تقع في تركستان الشرقية داخل حدود الصين الحالية، بعد أن ظل قتيبة يحارب ثلاث عشرة سنة لم يضع فيها السلاح.
وانتهت حياة قتيبة بن مسلم الباهلي بقتله في بلد اسمها فرغانة سنة (96هـ الموافق 715م) على يد وكيع بن حسان التميمي.
موضوعات متعلقة:
- من هو الصحابي الذي كتب وصيته بعد استشهاده؟
فيديو قد يعجبك: