لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

من هو الصحابي الذي استهزأ بالأذان فأصبح مؤذن مكة؟

03:31 م الأحد 30 يوليه 2017

من هو الصحابي الذي استهزأ بالأذان فأصبح مؤذن مكة؟

بقلم – هاني ضوَّه :

كان للصحابة الكرام رضوان الله عليهم مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحوالًا ومواقف عجيبة، فمنهم من كان قبل إسلامه معاندًا مستهزئًا، فأصبح من كبار الصحابة وفردًا مؤثرًا في تاريخ الإسلام والمسلمين.

واليوم نعيش مع واحد من الصحابة الكرام .. كان مستهزئًا بالأذان يقلده بسخرية، فأصبح بين ليلة وضحاها مؤذنًا للحرم المكي، يجلجل صوته في أرجاء بيت الله الحرام، وكان عمره 16سنة.

ولنستمع لقصة هذا الصحابي وهو يرويها بنفسه فيقول: "لما رجع النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - من حنين خرجت عاشر عشرة من مكة نطلبهم، فسمعتهم يؤذنون للصلاة، فقمنا نؤذن نستهزئ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وآله وسلم - : "لقد سمعت في هؤلاء تأذين إنسان حسن الصوت". فأرسل إلينا، فأذنَّا رجلاً رجلاً، فكنت آخرهم، فقال حين أذنت: "تعال". فأجلسني بين يديه، فخلع عمامتي ومسح على ناصيتي ثم قال: "اللهم بارك فيه، وأهده إلى الإسلام"، فبارك عليَّ ثلاث مرات، ثم قال: "اذهب فأذن عند البيت الحرام".

وفى رواية أخرى: فأرسل في طلبنا، فلما وقفنا بين يديه خفنا منه، فكنت أكثر خوفا. وفي رواية يقول: "فقمت، ولا شيء أكره إليَّ من رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – ولا مما يأمرني به، فقمت بين يديه، فألقى علي رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – التأذين هو بنفسه، فقال: قل: الله أكبر الله أكبر. فذكر الأذان، ثم دعاني حين قضيت التأذين فأعطاني صرة فيها شيء من فضة، ثم وضع يده على ناصيتي، ثم من بين ثديي، ثم على كبدي، حتى بلغت يد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – سرتي، ثم قال رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم “بارك الله فيك، وبارك الله عليك”، فقلت: يا رسول الله مرني بالتأذين بمكة، قال “قد أمرتك به”. وذهب كل شيء كان في نفسي لرسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – من كراهة، وعاد ذلك كله محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

إنه الصحابي الكريم أبي محذورة الجمحي، الذي أصبح منذ ذلك اليوم مؤن مكة حتى مات، واشتهر عنه أنه لم يكن يحلق مقدمة رأسه، وعندما سؤل عن ذلك قال: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما علمه الأذان مسح على مقدمة رأسه، فقال بعدها: " شعر مسه ذاك الكف .. والله لا أحلق هذا الشعر حتى أموت". فوصل شعره إلى نصف جسمه، ولذلك كان يرده جذائل.

وظل يؤذن في مكة إلى أنْ توفي سنة تسع وخمسين، فبقي الأذان في ولده وولد ولده بمكة، وقيل: بقي الأذان في ذريته إلى زمن الإمام الشافعي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان