فى ذكرى وفاة أول خليفة لرسول الله.. "تعددت الأسباب والموت واحداً"
بقلم – هاني ضوَّه :
أبو بكر الصديق .. ثاني اثنين إذ هما في الغار، فلا يذكر اسمه إلا ويتداعى إلى الذهن الهجرة النبوية المشرفة وما كان فيها من أحداث وصحبة للحبيب سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
إنه الصاحب الوفي والمحب المخلص لسيد الخلق صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، فكانت صحبته ومحبته تأهيلًا له ليكون أول خليفة للمسلمين بعد انتقال الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرفيق الأعلى.
توفي سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه في يوم الاثنين 22 جمادى الأولى سنة 13 هـ، وهو الموافق ليوم 23 أغسطس 634م، مما يجعل ذكرى وفاته هذا الشهر.
وتوفي خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن عمر ناهز 63 عامًا، وفي أسباب وفاته روايات عديدة منها أنه توفي متأثرًا بالسم، فقيل أنّ اليهود وضعوا له السمّ في الطعام، فأكل منه هو وطبيب العرب الحارث بن كلدة، فماتا بعد سنة متأثرين بذلك، وهو ما ذكره المحب الطبري في كتاب "الرياض النضرة"، والإصابة للحافظ ابن حجر العسقلاني وغيرهما وأخرجه ابن سعد فى الطبقات بإسناد صحيح، بأن أبا بكر والحارث بن كلدة كانا يأكلان خزبرة أهديت لأبى بكر فقال: الحارث لأبى بكر: ارفع يدك يا خليفة رسول الله، والله إن فيها لسم سنة وأنا وأنت نموت فى يوم واحد، قال فرفع يده فلم يزالا عليلين حتى ماتا فى يوم واحد عند انقضاء السنة.
أما الرواية الثانية في أسباب موته رضي الله عنه أنه توفى بالحمى، كما جاء في تاريخ "الطبري" أنه في يوم الاثنين السابع من جمادي الآخر للعام الثالث العشر هجري وكان يومًا شديد البرودة اغتسل الخليفة رسول الله رضي الله عنه في ذلك اليوم فأصيب بلفحة برد حم على إثرها واستمر محمومًا خمسة عشر يومًا لا يستطيع الخروج للصلاة بالمسلمين، حيث كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه ينوب عنه في ذلك بأمر من أبي بكر وكان الناس يدخلون عليه يعودونه وهو على فراش المرض وحالته تزداد سوءًا.
فيديو قد يعجبك: