سيدات في بيت النبوة .. "أم هانئ" ابنة عم النبي التي أسري به من بيتها
كتب – هاني ضوه:
في بيت النبوة كان هناك شخصيات تخلد ذكرها لمواقفها الجليلة والمؤثرة في تاريخ الأمة الإسلامية، ومن تلك الشخصيات السيدة "أم هانئ" ابنة عم النبي –ﷺ-، وأخت الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.
اسمها فاختة بنت أبي طالب وقيل هند، أبوها أبوطالب بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي. وأمها فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، وكانت قبل إسلامه قد تزوجت من هبيرة بن أبي وهب المخزومي فولدت له سبعة من الأبناء والبنات هم: عمرة، وجعدة، وهانئًا، ويوسف، وطالبًا، وعقيلا، وجمانة.
وفي يوم فتح مكة أسلمت "أم هانئ"، ولكن زوجها هبيرة لم يُسلم، وفر إلى نجران وتفرق بينها وبين زوجها الذي لم يسلم.
وذكر الإمام ابن حجر العسقلاني في كتابه "الإصابة في تمييز الصحابة" أن النبي –ﷺ- قد تقدم لخطبتها، ولكنها اعتذرت وقالت: "يا رسول الله لأنت أحب إلي من سمعي ومن بصري، وحق الزوج عظيم، فأخشى إن أقبلت على زوجي، أن أضيع بعض شأني وولدي، وإن أقبلت على ولدي أن أضيع حق زوجي!" فقال النبي –ﷺ-: "خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الْإِبِلَ صَالِحُ نِسَاءِ قُرَيْشٍ أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرِهِ وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ" (متفق عليه).
وجاء في كتاب المستدرك للإمام الحاكم ومسند النسائي والمعجم الكبير وغيرهم أن النبي –ﷺ- دخل إلى منزلها يوم فتح مكة، فصلى عندها ثماني ركعات ضحىً.
فعن "أم هانئ" قالت: ذهبتُ إلى رسول الله –ﷺ- يوم الفتح فوجدته يغتسل، وفاطمة تستره بثوب فسلمت، فقال: «من هذه». قلت: أنا "أم هانئ" بنت أبي طالب، فقال: «مرحبًا بـ"أم هانئ"». فلما فرغ من غسله، قام فصلى ثماني ركعات ملتحفاً في ثوب واحد، فقلت: يا رسول الله زعم ابن أمي -تعني علياً- أنَّه قاتل رجلاً قد أجرته فلان ابن هبيرة، فقال: «قد أجرنا من أجرت يا "أم هانئ"». وذلك ضحى.
وذكر ابن هشام في كتابه "السيرة النبوية" عند حديثه عن الإسراء والمعراج أن النبي –ﷺ- قد أسري به من بيت "أم هانئ" فذكر عن محمد بن إسحاق أنه قال: وكان فيما بلغني عن "أم هانئ" بنت أبي طالب رضي الله عنه، واسمها هند، في مسرى رسول الله –ﷺ-، أنها كانت تقول: ما أسري برسول الله –ﷺ- إلا وهو في بيتي، نام عندي تلك الليلة في بيتي، فصلى العشاء الآخرة، ثم نام ونمنا، فلما كان قبيل الفجر أهبنا رسول الله –ﷺ-، فلما صلى الصبح وصلينا معه، قال: يا "أم هانئ"، لقد صليت معكم العشاء الآخرة كما رأيت بهذا الوادي، ثم جئت بيت المقدس فصليت فيه، ثم قد صليت صلاة الغداة معكم الآن كما ترين، ثم قام ليخرج، فأخذت بطرف ردائه، فتكشف عن بطنه كأنه قبطية مطوية، فقلت له: يا نبي الله، لا تحدث بهذا الناس فيكذبوك ويؤذوك، قال: والله لأحدثنهموه. قالت: فقلت لجارية لي حبشية: ويحك اتبعي رسول الله –ﷺ- حتى تسمعي ما يقول للناس، وما يقولون له".
وقد روت "أم هانئ" عن النبي –ﷺ- ستة وأربعين حديثًا، حسبما ذكر الإمام الذهبي في كتابه "سير أعلام النبلاء" ولم يعرف تاريخ وفاة "أم هانئ" على وجه التحديد، ولكن ذكرت المصادر أنها عاشت لما بعد عام 50 هجريًا.
فيديو قد يعجبك: