من الصحابي الذي أنشأ الكتاتيب؟
بقلم– هاني ضوه :
فكرة الكتاتيب التي تحفظ القرآن الكريم قد يعقد البعض أنها لم تكن على عهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أو الصحابة الكرام، وهذا غير صحيح، فحديثنا اليوم عن صحابي جليل كان أول من عقد حلقات لتحفيظ القرآن الكريم وكان يحضر حلقته أكثر من ألف رجل.
كان هذا الصحابي الكريم يعمل قبل الإسلام في التجارة، فقد كان من الأنصار بل آخر الأنصار إسلامًا، وحفظ القرآن الكريم كاملًا في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولذلك قال أنس بن مالك: "مات النبي، ولم يجمع القُرآن غير أربعة" من بينهم هذا الصحابي.
إنه أبو الدرداء الفقيه والقاض يوقارئ القرآن وأحد رواة الحديث النبوي الشريف، حاول بعد إسلامه أن يجمع بين العبادة والتجارة فلم يجتمعا لديه فترك التجارة ولزم العبادة.
كان أبوالدرداء من كُتّاب الوحي، وكان يقوم الليل فلا ينام ويصوم فلا يفطر، فأخبره سلمان الفارسي رضي الله عنه أن يعطي كل ذي حق حقه.
ويعتبر أبو الدرداء (رضي الله عنه أول من سن حلقات تحفيظ القرآن الكريم، فيما يشبه "الكتاتيب".. وكان يحضر في حلقته أكثر من ألف رجل لكل عشرة منهم مُلَّقِن، فإذا أحكم الرجل منهم تحول إليه يعرض عليه ما حفظه.
وخلال الفتوحات الإسلامية في عهد عُمر بن الخطاب انتقل أبو الدرداء (رضي الله عنه) إلى الشام في دمشق ليُعلم الناس القُرآن، والفقه؛ وكان أول من سَنَ حلقات تحفيظ القُرآن هناك ثُم عمل في القضاء، وكان أول قاضِ لدمشق، وتُوفي في دمشق سنة 32هـ أثناء خلافة عُثمان بن عفان رضي الله عنه.
فيديو قد يعجبك: