اختبروا الإثارة والمتعة في السفاري جنوب إفريقيا
06:00 ص
الخميس 15 مارس 2012
تمثل الحياة البرية في الغابات المفتوحة حجر الزاوية في عوامل الجذب السياحي لجنوب أفريقيا، فبوسع زائريها تحقيق الحلم والعودة بالزمن إلى الوراء لمعايشة حياة الإنسان الأول من خلال الاقتراب بشدة من الأسود والنمور والأفيال والجاموس الوحشي ووحيد القرن، حتى أن عشاق السفاري من نزلاء فنادق منتجع «سابي ساند جيم ريزيرف» يقفون أمام هذه الحيوانات التي تُسمى بالخمسة الكبار وجها لوجه، ويقع هذا المنتجع داخل حديقة كروغر الوطنية، وهي أكبر وأشهر حديقة عامة في جنوب أفريقيا.
وربما كانت مظاهر الخطر تمثل في الوقت نفسه مبعثاً للتشويق والإحساس بروح المغامرة بالنسبة للقادم للسفاري في جنوب أفريقيا، والذي عليه أن يلزم الحذر الشديد في هذه المناطق.وعندما تستقل سيارة مكشوفة لتستطلع المكان المبهر، تبدو وكأنك وجبة طعام موضوعة على متن السيارة، لكن لحسن الحظ فإن ملك الحيوانات ليس لديه شهية، إذ تراه مستلقياً في هدوء وسكينة أسفل إحدى شجرات منتجع سابي ساند جيم ريزيرف والذي شهد تطور سياحة السفاري في جنوب أفريقيا منذ ما يزيد عن 60 عاماً.فنادق فاخرة وسط الغابةومنذ عقد التسعينيات يوجد في منتجع «سابي ساند جيم ريزيرف»، الواقع على الحافة الجنوب غربية لحديقة كروغر الوطنية التي أنشأت في عام 1926، منازل تشبه الفنادق الفاخرة الصغيرة، وتقع الفنادق وسط الغابة، حيث كثيراً ما يرى نزلاؤها القرود وأفراس النهر والتماسيح والأفيال، غير أن مقدار الخطر يكون على أشده بالنسبة لنزيل هذه الفنادق داخل الغابة بدون مساعدة مرشدي الغابة والخبراء المتخصصين في تحليل أثر الحيوانات.وأثناء جولة السفاري الأولى التي يقوم بها مجموعة من السياح بعد مغيب الشمس بين المناظر الرائعة في محمية “سينغيتا” الطبيعية، وقعت عيونهم على نسور تحلق في الهواء، الأمر الذي أثار ذعر الزائرين، وهنا يطمئنهم المرشد المرافق
والذي يحمل بندقية لأية طوارئ، بأن هذه النسور لا تنتظرنا، فلا داعي للخوف، كما أن محمية سينغيتا لم يسجل بها أي حالة لقتل حيوان بإطلاق نار عليه.تحليل سلوك الحيواناتويتسم المرشدون في هذه الغابات بالقدرة على قراءة وتحليل سلوك وإشارات الحيوانات، وبسرعة بطيئة تسير السيارة التي يقودها أحد المرشدين وتقل ستة من مبتدأي السفاري المبهورين، وتصل السيارة إلى قطيع من الأفيال ثم تسير على بعد أمتار قليلة من حيوان وحيد القرن، وتنطلق لتقترب من قطيع من الجاموس الوحشي، ثم تمر بمجموعة من أفراس النهر يسبحون، وينعم زائرو المكان بالاقتراب من هذه الحيوانات على نحو لا يحدث في حدائق الحيوانات التقليدية.وتتيح مثل هذه الجولات عبر الأدغال معايشة الجو الحقيقي لرحلات السفاري، كما تتيح لهم مشاهد نادرة ربما لن يرونها في أي مكان آخر كأن تقع أعينهم على اثنين من الأسود خلال عملية التزاوج، حتى إن مرشد الرحلة صارح مرافقيه، قائلاً :”وأنا أيضاً أرى مثل هذا المشهد لأول مرة”.
وتقترب السيارة من الأسدين أكثر حتي تقف على مسافة لا تتجاوز الأمتار الخمسة، ورغم هدير أصوات التقاط الصور عبر كاميرات التصوير للزوار الفضوليين، فإن الأسدين لم يدعا هذه الجلبة تفسد عليهما هذه اللحظات الحميمة.ومع حلول الظلام تزداد أصوات الحيوانات علواً، ويسمع السياح بشكل أكثر وضوحاً زئير الأسود، وصراخ القرود والفيلة، وأصوات الطيور ما بين تغريد ونعيق، وفي هذا الجو يصبح كل حفيف مصدر فزع لأفراد المجموعة، لكن لحسن الحظ فإن جو الجماعة يضفي جواً من الهدوء على زائري الأدغال.ونظراً لأن الفندق الصغير غير محاط بأسوار حماية، فعلى المرء الحذر والتزام المرافقين، فالقطط الكبيرة والحيوانات الضخمة نادراً ما يكون مجيئها للزيارة، وتقول مرشدة من فندق “ليبمبو لودج” بحديقة كروغر الواقع على حدود موزمبيق :”إن حماراً وحشياً عندنا اقتحم الفندق ذات مرة خلال فراره من أسد وسقط في حمام السباحة”.(د ب أ) ك ن/ك ع/أ ط