إعلان

سريلانكا تجري الانتخابات الرئاسية وسط تركيز على الأمن

11:24 ص الثلاثاء 12 نوفمبر 2019

سريلانكا

كولومبو- (د ب أ):

بعد عقد من إنهاء سريلانكا للحرب التي شنها متمردو التاميل الانفصاليون، تعود قضايا الأمن القومي إلى دائرة الضوء قبل الانتخابات الرئاسية المقررة يوم السبت المقبل.

والمرشحان الأوفر حظا في الانتخابات هما من الشخصيات التي شكلتها الحرب الأهلية.

وكان وزير الدفاع السابق جوتابايا راجاباكسا، 70 عامًا، قد شارك في توجيه الحملة العسكرية لهزيمة متمردي التاميل وإنهاء النزاع الذي استمر 26 عاما في عام 2009. وشقيقه هو الرئيس السابق القوي ماهيندا راجاباكسا الذي مُنع من الترشح لولاية ثالثة.

أما ساجيت بريماداسا، 52 عامًا، فهو ابن رئيس سابق تم اغتياله في تفجير لانتحاري من التاميل.

وهما اثنان من بين عدد قياسي من المرشحين للرئاسة يبلغ 35 مرشحا.

وينتمي راجاباكسا لحزب المعارضة الرئيسي "سريلانكا بودوجانا بيرامونا" (حزب الشعب).

أما بريماداسا فينتمي إلى تحالف واسع النطاق يعرف باسم "الجبهة الديمقراطية الجديدة"، والذي يدعمه الحزب الحاكم في البلاد "الحزب الوطني المتحد".

وركز الاثنان على قضية الأمن في أعقاب تفجيرات عيد الفصح هذا العام التي نفذتها جماعات إسلامية متطرفة وأسفرت عن مقتل 268 شخصا بالإضافة إلى اهتزاز الدولة بأكملها وسط مخاوف من مزيد من الهجمات.

وقال راجاباكسا، وهو ضابط سابق بالجيش، في تجمع انتخابي مؤخرا: "لدي خبرة في محاربة الإرهابيين وسوف أضمن أمن الشعب"، في إشارة إلى متمردي التاميل.

كما ركز بريماداسا على السلامة العامة، ووعد بتسليم حقيبة الدفاع إلى الفيلد مارشال ساراث فونسيكا، المعروف بانتصاراته على متمردي التاميل. ويبرز بريماداسا اسم فونسيكا في جميع فعاليات حملته الانتخابية تقريبا.

وتضررت صناعة السياحة الحيوية في سريلانكا بشدة بعد التفجيرات، وهو ما يتضح في إغلاق العديد من الفنادق حيث انخفض عدد الزوار في أعقاب الهجمات.

ويقول كل من بريماداسا وراجاباكسا أنه بإمكانه توفير الاستقرار الذي تحتاجه سريلانكا مع استمرار الاقتصاد في التعافي.

ويتمتع راجاباكسا وشقيقه، الرئيس السابق الذي أصبح الآن زعيم المعارضة في البرلمان، بشعبية لدى المجتمع السنهالي، الذي يمثل 75% من سكان الجزيرة البالغ تعدادهم 21 مليون نسمة.

ودارت الحرب الأهلية بين الأغلبية السنهالية ومجموعات الأقلية التاميلية، ويأمل راجاباكسا أن يدعمه المجتمع السنهالي في الرئاسة.

ويعزو السنهاليون الفضل للأخوين راجاباكسا في إنهاء الحرب المريرة مع الانفصاليين التاميل، على الرغم من أن المنتقدين يتهمون حكومتهما بنشر تكتيكات وحشية وغير إنسانية.

وسوف يتعين على بريماداسا، منافس راجاباكسا، تحويل مسار بعض الناخبين السنهاليين في الوقت الذي يستقطب فيه الأقليتين التاميلية والمسلمة للفوز بالمنصب.

ويغازل راجاباكسا أيضا الكاثوليك من خلال ضمان الحماية لهم. وكان معظم الضحايا في تفجيرات عيد الفصح، والتي ضربت كنائس وفنادق فخمة، من الكاثوليك.

وقررت الأحزاب التاميلية الرئيسية التي تمثل المناطق التي كان يسيطر عليها المتمردون سابقا في الجزء الشمالي من البلاد دعم بريماداسا.

وقال مافاي سيناديراجا، عضو البرلمان عن تحالف التاميل الوطني،: "نتوقع أن يكون حزب بريماداسا أكثر شعبية لدى أحزاب الأقليات".

وينبع الدعم من الاعتقاد بأن بريماداسا على استعداد للتفكير في نقل السلطات إلى المناطق الشمالية الشرقية التي مزقتها الحرب سابقا، حيث تستقر مجتمعات التاميل.

ويحق لنحو 9ر15 مليون شخص التصويت في انتخابات 16 نوفمبر الجاري، ومن المتوقع أن تشهد إقبالا كبيرا من الناخبين تزيد نسبته على 80% بسبب الاهتمام الشديد الذي ولده المرشحان الأوفر حظا.

وسوف تنتهي ولاية الرئيس الحالي مايثريبالا سيريسينا، الذي يدعم راجاباكسا، لكن من المرجح أن يستمر في العمل السياسي.

وعلى الرغم من المنافسة الشديدة، كانت الفترة التي سبقت الانتخابات هادئة نسبيا.

وقال المتحدث باسم الشرطة روان جوناسيكارا لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "لم تقع حوادث خطيرة من العنف المرتبط بالانتخابات".

وكان المرشحان الرئيسيان يجوبان أنحاء البلاد، وتحدثا في أكثر من 100 تجمع.

ويجب أن يحصل المرشح الفائز على أغلبية واضحة تزيد على 50% من الأصوات.

وفي حالة عدم حصول أي من المرشحين على الأغلبية الواضحة، يبدأ نظام التصويت التفضيلي في سريلانكا. ويستطيع كل ناخب تحديد المرشح الثاني والثالث الذي يفضله في ورقة الاقتراع. ويتم بعد ذلك أخذ هذه التفضيلات في الاعتبار لتحديد الفائز.

ويعتقد الحزبان الرئيسيان أن الفوز في الانتخابات الرئاسية سيمنحهما قوة دفع بينما تستعد سريلانكا للانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها أوائل العام المقبل.

وسوف يواجه من يفوز بفترة الرئاسة المقبلة لمدة خمس سنوات مجموعة من القضايا عميقة الجذور بالإضافة إلى الأمن، بما في ذلك تحفيز النمو الاقتصادي، وتعديل الدستور، وتطهير المنظومة السياسية، وتعزيز الترابط الاجتماعي في الدولة متعددة الأعراق ومتعددة الأديان .

وقال الصحفي والمحلل فيكتور إيفان: "سيكون من الصعب المضي قدما دون إدخال إصلاحات هيكلية لإنهاء الفساد وعدم الكفاءة في الحكومة وخلق الوحدة بين المجموعات العرقية ".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان