إعلان

أمين القومي للإعاقة: لا نملك إحصائية للمعاقين وهذه قصتي مع تصميم الأزياء (حوار)

12:25 م السبت 16 مايو 2015

هبة هجرس

حوار - يسرا سلامة:

بين سيدات حملن الإعاقة في مصر، أصبحت "هبة هجرس" في أول مايو الجاري أمينا عاما لمجلس شئون الإعاقة، بقرار من رئيس الوزراء إبراهيم محلب يتوج المنصب عشرين عاما من السيدة المصرية التي شاركت في صياغة المادة السابعة في مسودة الأمم المتحدة عن الاشخاص ذوي الإعاقة، لم يعيقها إصابتها بالروماتيد، ولم يقتل بداخلها روح فنانة ظهرت في تصميم الازياء، "مصراوي" يتحدث معها في أول حوار لها عقب توليها المنصب.

هبة هجرس (5)

بداية.. كيف تم ترشيحك لمنصب الأمين العام لمجلس شئون الإعاقة؟

ما أعرفه أن صاحب القرار الممثل في رئيس الحكومة يسألون جيدا عن الناشطين في هذا المجال، ومعرفة المدافعين عن حقوق ذوي الإعاقة، وكنت واحدة من ضمن عدد ساهم في تأسيس المجلس عقب ثورة يناير، بعد مطالبات عديدة من أصحاب الإعاقات.

وكيف بدأتِ في العمل بالدفاع عن حقوق ذوي الإعاقة؟

منذ ان انهيت دراستي بالجامعة الأمريكية، وعقب إصابتي بالروماتيد، بدأت في في الانخراط والتعرف على المدافعين عن حقوق ذوي الإعاقة، وبدأت رحلتي لمعرفة المزيد عن حقوقهم، والتي اثقلتها الدراسة فيما بعد، لمعرفة واجبات وحقوق ذوي الإعاقة.

وهل كان ذوي الإعاقة مجال دراستك أو عملك من قبل؟

لا.. بدأت الدراسة في مجال الإعاقة عقب تخرجي بفترة حوالي 12 عام، فبعد معرفة الكثير من مشكلات ذوي الإعاقة، بدأت أخذ خطوة من أجل الدراسة القانونية لمشكلات ذوي الإعاقة، خاصة في ظل وجود دراسات ومراكز قليلة تهتم بهذا الشأن في مصر، فتوجهت لقسم الاجتماع بالجامعة الأمريكية، ودراسة الإعاقة من منظور اجتماعي، ثم حصلت على الماجستير في قضايا المرأة والإعاقة، ومنها أيضا الخروج بفكرة توظيف الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع، وذلك في مدرسة ليدز بالمملكة المتحدة.

وما حكاية عملك بتصميم الأزياء؟

تضحك.. تصميم الازياء كان هواية لي عقب انتهاء الجامعة، فوالدتي كانت تملك محل صغير لتصميم الأزياء، بدأت في التمرين به بعد التخرج، وبجانب عملي كبر الاتيليه ليصبح أربعة اتيليهات الآن، ونما بداخلي حب تصميم الأزياء، ولم اتركه حتى بجانب عملي في مجال حقوق الإنسان.

وكيف انتقلت منه إلى مدافعة عن حقوق ذوي الإعاقة؟

بالمصادفة.. حيث كانت لي صديقة رشحتني للظهور في برنامج تلفزيوني باسم "فرسان الإرادة"، وكان يقدمه "معتصم بالله حجازي" في فترة الثمانينات، بعد أن قدمتني الزميلة على إنني واحدة من النماذج التي تتحدى الإعاقة في المجتمع، بعدها طلب مني أن يكون لي دور أكثر فاعلية في المجتمع، ومنها بدأت الاهتمام بقضايا ذوي الاحتياجات الخاصة.

وكيف أصبت بمرض الروماتيد؟

في التاسعة من عمري، عرفت وقتها أنني لن احرك مثل الأول، وسأعيش به طويلا، وتخيلت أن صعوبة حركتي ستمنعني من الزواج، فاجتهدت في دراستي الجامعية.

هبة هجرس (7)

في عام 2011 كنت واحدة من المرشحين بالانتخابات.. لماذا ترشحتِ لهذا المنصب؟

ترشحت على قائمة الكتلة المصرية في منشية ناصر، كنت اريد ايصال صوت ذوى الإعاقة للناس، ورغم ترشحي على القائمة الحزبية على المقعد الخامس في القائمة، وهذا يعني شبه استحالة فوزي بالمقعد، إلا إنني كنت أريد الحديث للناس عن ذوى الإعاقة، وتغيير الصورة النمطية عنهم أو عن السيدات في أعين المرشحين، وكنت أقول "أنا العام القادم سيكون لي مقعد تحت قبة البرلمان".

وكيف كان رد فعل الناخبين وقتها؟

لأول وهلة كانت المفاجأة تطغى على نظر الناس، "إزاي ست ومعاقة وهننتخبها"، لكن "الشعب المصري ذكى جدا"، وعندما بدأت بالحديث معهم في منطقة منشية ناصر، وجدت أن هناك تفهم لحديثي، وأن الحديث معهم يذيب الإعاقة في أعينهم، ومعرفة أن من تحدثهم لديها وعي بقضايا المرأة والإعاقة، وقبل ذلك أنا صوت لكل الناخبين، وصوت لكل قضاياهم، ووقتها عرفت أني لن أفوز بالانتخابات، لكن سوف أساعد زملائي من المرشحين.

وكيف ترين ذوي الإعاقة في البرلمان القادم؟

الاتجاه العالمي سيكون لصالح ذوي الإعاقة، ولن تقل مقاعدنا في البرلمان عن 8 مقاعد، وسكون صوتنا وفقا للقاعدة المنتشرة بين المدافعين عن حقوق ذوي الإعاقة "لا شئ يخصنا من دوننا"، لإن ذوي الإعاقة يخرجون مشكلاتهم من واقع تجاربهم واحتكاكهم.

بعد ترشحك أمينا عاما للمجلس قررت عدم خوض الانتخابات.. أيهما رأيتِ له أولوية؟

"انا ست تخصصت في الاعاقة".. وسواء في المجلس أو البرلمان، سيكون لنا صوت مدافع عن حقوق ذوي الإعاقة، ورأيت أنني حصلت على فرصة، وأترك مقعد الانتخابات لمرشح آخر يصل صوتنا لجميع، ويعدل على التشريعات في الفترة المقبلة من أجل خدمة قضايا ذوي الإعاقة في المجتمع.

وهل ترين أن ذوي الإعاقة كمرشحين يتحدثون عن قضاياهم بشكل جيد؟

ليس الجميع بالطبع.. ونحن لدينا خطة في المجلس القومي لتدريب الناخبين الفائزين لمعرفة جميع حقوقهم، وذلك ليكون لديهم دراية بالقضايا الخاصة بذوي الإعاقة، وأن يرتدي النائب ثوب المدافع عن حقوق ذوي الإعاقة وهو على علم بمصالح ذويه في المجتمع.

وكيف وجدت المجلس في خلال الأيام القليلة لتوليكِ المنصب؟

المجلس يمر بظروف صعبة وفيه مشاكل كثيرة، ونعمل حاليا على وضع تشكيل للمجلس، ونبحث التعاون مع عدد من الوزارت من أجل تقديم الدعم الكاف لذوي الاحتياجات الخاصة.

هبة هجرس (8)

كيف تجدين اهتمام الدولة والرئيس بقضايا ذوي الإعاقة؟

اهتمام متزايد خاصة بعد افتتاح الرئيس السيسي في اللجنة البارالمبية المصرية، ونتمنى أن يزيد هذا الدعم في الفترة المقبلة.

ما هى أولوياتك أثناء توليك منصب الأمين العام للمجلس القومي لشئون الإعاقة؟

بشكل مبدأي وضع خطوط عريضة لمجلس إدارة المجلس، ووضع رؤية متكاملة لنشاط المجلس في الفترة المقبلة،

هل لدى المجلس حصر بأعداد ذوي الاحتياجات الخاصة في مصر؟

إلى الآن ليس لدينا إحصائية محددة، ونحن في انتظار الاحصاء الرسمي من مركز التعبئة والاحصاء في عام 2016، لكن وفقا لمنظمة الصحة العالمية متوسط عدد ذوي الاعاقة في حوالي 15% من التعداد السكاني للبلد.

بعض ذوي الإعاقة ينتظر أن يقدم المجلس له دعما أكبر.. فماذا عن خطتكم؟

المجلس ليس جهة تنفيذية لتحقيق مطالب ذوي الإعاقة، ولكنه يدفع بالجهات المعنية من أجل تحقيق مطالبهم، مثل الدفع بالقضايا للوزارات، مثل التربية والتعليم والصحة والقوى العاملة وغيرها من الوزارات، وذلك من أجل مساعدة ذوي الإعاقة كلٌ في شأنه، كأن توفر وزارة القوى العاملة الوظائف، ويتولى المجلس التنسيق بين تلك الوزارات، وطموحنا أن تزيد نسبة الـ5% لتعيين ذوي الإعاقة إلى 7%، ونعمل حاليا على وجود هيئة للمجلس في كل محافظة.

هبة هجرس (6)

وماذا تقولِ لكل معاق عقب توليك المنصب؟

"لازم كل ذوي إعاقة يقف بجانب المجلس.. المجلس تعرض لأزمات كثيرة في الفترة الأخيرة ومشكلات"، لكن لا يوجد أزمة ستحل دون أن يكون المعاقون أنفسهم على دراية بحقوقه وتفاصيله، ونحن نأمل أن يُمهد المجال لبيئة أفضل لكل ذوي إعاقة.

هبة هجرس (1)هبة هجرس (3)هبة هجرس (4)

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان