إعلان

داعش يحافظ على غموض صورة "الخليفة"

11:45 ص الإثنين 22 يونيو 2015

داعش يحافظ على غموض صورة الخليفة

بغداد - (أ ف ب):

برز اسم أبو بكر البغدادي لدى توليه زعامة تنظيم "الدولة الإسلامية"، وتحوله من شخص مغمور إلى قائد ابرز التنظيمات الإرهابية في العالم. إلا أن الرجل الذي نصب "خليفة"، ما زال شخصية غامضة بعيدة عن الضوء.

وعلى رغم أن التنظيم الذي يسيطر على مساحات واسعة من سورية والعراق، ينشر دورياً مواد دعائية لنشاطاته والفظاعات التي يرتكبها، إلا انه يندر أن تظهر هذه المواد زعيمه الذي رصدت واشنطن عشرة ملايين دولار مكافأة لمن يقدم معلومات تؤدي إلى التمكن منه.

وأعلن التنظيم في يونيو 2014 "الخلافة الإسلامية" بعد نحو ثلاثة أسابيع من هجوم كاسح سيطر خلاله على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه. وبعد أيام على الإعلان، نشر شريطاً مصوراً لمن قال انه "الخليفة إبراهيم" وهو يؤدي الصلاة في مسجد في الموصل، ثاني كبرى مدن العراق، وأولى المناطق التي سقطت في الهجوم.

ويعد هذا الظهور العلني الوحيد للبغدادي الذي بدا خطيباً ذا لحية كثة سوداء ورمادية، ويرتدي زياً وعمامة سوداوين. أما الخطب الأخرى التي تنسب إليه، فكانت عبارة عن تسجيلات صوتية وزعها التنظيم عبر الحسابات والمنتديات الإلكترونية.

ويقول الباحث في مجموعة "صوفان غروب"، باتريك سكينر "من اللافت أن زعيم أكثر تنظيم إرهابي يدرك أهمية الصورة، هو مقلّ جداً في ما يتعلق بدعايته الخاصة".

ويرى الباحث في "منتدى الشرق الأوسط" ايمن التميمي أن لدى البغدادي "جانباً من الغموض يحيط به، ويبدو انه حقق اكثر بكثير في الواقع من الحرس القديم" للتنظيمات الإرهابية كزعيم "القاعدة" ايمن الظواهري.

وأوردت تقارير في الشهور الماضية أن البغدادي أصيب في ضربات جوية للتحالف الدولي بقيادة واشنطن، إلا أن هذه المزاعم لم يتم التثبت منها. واصدر التنظيم تسجيلين صوتيين منسوبين إلى زعيمه على اثر هذه التقارير، اكد في احدهما انه والخلافة مستمران، ودعا في الثاني المسلمين في مختلف دول العالم "للهجرة" إلى المناطق التي يسيطر عليها.

ويقول التميمي إن "عامل الغموض أيضاً مستمد من أن البغدادي حتى الآن تمكن من تفادي محاولات عدة لاستهدافه بضربات جوية وما إلى ذلك (...) وتمكن من دحض الإشاعات بأنه بات عاجزاً جسدياً" عن القيادة.

وأعاد البغدادي تقوية الإرهابيين في العراق بعد تزعمه عام 2010 "دولة العراق الإسلامية"، الفرع العراقي لتنظيم "القاعدة". وتحت قيادته، أعادت هذه المجموعة تنظيم صفوفها، وتحولت عام 2013 إلى تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، بعدما أفاد الإرهابيون من النزاع في سورية المجاورة، قبل أن يشنوا هجومهم الواسع في العراق في السنة التالية.

ومع سيطرته على أجزاء من العراق، بدل التنظيم اسمه ليصبح "الدولة الإسلامية"، وبات اكثر التنظيمات بطشاً وقوة وغنى في العالم. ويقول سكينر إن البغدادي "والدائرة المحيطة به، وضعا خطة استراتيجية جداً، ووضعا هذه الخطة موضع التنفيذ، ما اكسبهما ولاء وثقة".

وتفيد وثائق عراقية رسمية أن البغدادي ولد في مدينة سامراء ذات الغالبية السنية شمال بغداد عام 1971، ولديه أربعة أولاد على الأقل من زوجته الأولى (صبيان وبنتان)، ولدوا بين 2000 و2008.

ويورد تقرير للاستخبارات العراقية أن البغدادي يحمل شهادة الدكتوراه في العلوم الإسلامية، وكان أستاذاً في جامعة تكريت (شمال بغداد). كما يشير إلى انه، واسمه الحقيقي إبراهيم عواد إبراهيم البدري، تزوج امرأة ثانية وله منها ولد.

وانضم البغدادي إلى المجموعات المناهضة للقوات الأميركية بعد اجتياحها العراق في 2003، وأمضى بعض الوقت في أحد السجون جنوب البلاد.

وفي أكتوبر 2005، أعلنت الولايات المتحدة أن قواتها قتلت "أبو دعاء"، وهو اسم حركي كان يعتقد أن البغدادي يستخدمه. إلا أنه تبين أن هذا الأمر لم يكن دقيقاً، بما أن البغدادي تسلم مسؤولية "دولة العراق الإسلامية" في مايو 2010، بعد قتل زعيمها أبو عمر البغدادي ومساعده أبو أيوب المصري في غارة جوية عند الحدود السورية - العراقية.

ويختلف البغدادي عن الزعيم السابق لتنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن الذي كان ثرياً وظهر في سلسلة أشرطة مصورة، وبرز اسمه عالمياً، قبل أعوام طويلة من هجمات 11 سبتمبر ضد الولايات المتحدة عام 2001.

وقال سكينر إن "صعوده (البغدادي) لا يقارن فعلاً بأي قياديين إرهابيين"، مشيراً إلى أن بن لادن "كان اسماً معروفاً، وعرض حياته" في شكل دوري. وأضاف أن "البغدادي عمل بجد خلف الكواليس وبرز إلى العلن عندما اختير زعيماً. على رغم ذلك، لم يقم بنشاطات دعائية"، مؤكداً انه "يتجنب الأضواء، وعندما يصدر كلمة، تكون عن الخلافة وأعدائها، وليس عنه شخصياً".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان