إعلان

بعد تبرع الرئيس لبناء مسجد وكنيسة.. رجال دين: مثال لإعلاء الوحدة الوطنية

05:00 م السبت 07 يناير 2017

الرئيس عبد الفتاح السيسي

كتبت - إيمان محمود:

في مشهد إنساني يدحض فكرة الطائفية وينكر وجودها في طبيعة النسيج المصري، أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي مساء أمس، من داخل الكاتدرائية المرقسية، التبرع بمبلغ 50 ألف جنيه لبناء مسجد، و50 أخرى لبناء كنيسة في العاصمة الإدارية الجديدة، مؤكدًا على فكرة الوحدة الوطنية بين أطياف الشعب المصري، وداعياً الشعب للسير على خطاه.
وأشاد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، بتبرع الرئيس السيسي لبناء مسجد وكنيسة، قائلًا إنه ضرب المثل في إعلاء الوحدة الوطنية وإعمار بيوت الله.
وأشار إلى أن قيمة التبرع ليست في القيمة المادية بقدر القيمة الإنسانية النبيلة التي انطوت عليها هذه المبادرة، لافتًا إلى أن هذا التصرف يذكرنا بما فعله الرئيسان الراحلان، جمال عبد الناصر في تبرعه للكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وكذلك الرئيس السادات الذي أقام مشروع مجمع الأديان في سيناء.
وتبرع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، بآلاف الجنيهات من أجل بناء الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وقال الزعيم الراحل للبابا حينها "علمت أولادي وفهمتهم أن اللى يتبرع لكنيسة زى اللي يتبرع لجامع"، ووضع حجر أساس البناء، عام 1965، يوم احتفالات ذكرى الثورة، وبعدها بثلاث سنوات، افتتح جمال عبد الناصر، والبابا كيرلس السادس، وإمبراطور إثيوبيا هيلاسيلاسي، الكاتدرائية الجديدة.

وطالب كريمة، بإضافة معبد إلى الكنيسة والمسجد المقرر بناءهما في العاصمة الإدارية الجديدة، ليكون دار عبادة لليهود داخل مصر وخارجها، كما طالب بتسمية المشروع باسم مجمع مصر السلام للأديان، وتسمى كل دار عبادة باسم "مصر السلام".

كما طالب أستاذ الفقه، المواطنين إلى الاقتداء بالرئيس عبد الفتاح السيسي في التبرع لبناء دور عبادة، كما طالب أن يتم بناء هذا المجمع بدعم المصريين فقط سواء في الداخل أو في الخارج.

الباحث والمفكر القبطي، كمال زاخر، أكد أن التبرع تصرفًا طبيعياً من الرئيس، وهو ليس أول سابقة في تاريخ مصر.

وقال زاخر، إن مصر تواجه في الوقت الحالي هجومًا شرسًا على تماسك الوطن من خلال استهداف الأقباط، لذلك فهذا يعتبر رد عملي وقوي من الدولة لتؤكد أنها مازالت متمسكة بنموذج الدولة الوطنية.

ولفت زاخر، إلى أن فكرة التبرع لبناء مسجد وكنيسة في نفس الوقت، كانت تحمل نوعًا من التوازن، كما أنها تؤكد فكرة الوحدة الوطنية.

وأكد عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقًا، أن تبرع الرئيس لبناء لكنيسة والمسجد يثمن من فكرة أن المسلمين والأقباط نسيج واحد في هذا الوطن، كما أنه يبطل أي محاولة لإثارة الفتنة الطائفية.

وأشار الأطرش إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم سمح لوفد نصارى نجران أن يصلوا صلاتهم في مسجده، كما أنه أكد على فكرة أن النصارى لهم ما لنا وعليهم ما علينا.
ويؤكد القس بولس حليم، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أن تبرع السيسي كان بمثابة ترسيخ لمفاهيم إنسانية راقية مثل التعايش والتشارك وقبول الآخر.
كما لفت حليم إلى أن خطوات الرئيس تدل عل أنه يريد ترسيخ فكرة المواطنة الكاملة، وأنه لا يوجد تمييز بين ابناء الشعب الواحد، مضيفًا إنها لفتة رائعة، وتدل على أن مصر للمصريين جميعًا.
وفي إطار التأكيد على نموذج الدولة الوطنية، كان يحلم الرئيس الراحل محمد أنور السادات بإقامة مجمع أديان في سيناء أو في منطقة عمرو بن العاص، ووجه بالفعل المتخصصين لوضع أفكار للمشروع ولكنه توقف برحيله.
وتعددت المواقف الدالة على قوة الرابط الوطني بين مسلمي مصر وأقباطها، كشيخ الأزهر الراحل محمد سيد طنطاوي، الذي أجاز للمسلم أن يتبرع من ماله الخاص لبناء كنيسة، قائلًا "الشرع لا يمنع المسلم من أن يوصي ببناء كنيسة إذ أنه حر في أمواله"، وردًا على هذا الموقف فقد ساهم رجل الأعمال المهندس نجيب ساويرس بمليون جنيه، في جائزة "مسابقة الإمام الراحل طنطاوي" للتسامح الديني.

فيديو قد يعجبك: