8 مشاهد تَرسم خطة الإرهابيين لتنفيذ "مذبحة الروضة"
كتب – عبد الوهاب عليوة ومها صلاح الدين:
الحادية عشرة صباحاَ
4 سيارات لاند كروزر محُملة بعدد من المسلحين تظهر فوق تابة رملية مرتفعة، تقع خلف حي الرحماني الشهير بـ"الفلوجة" قبل صلاة الجمعة بنصف ساعة. الموقع استراتيجي يكشف قرية الروضة بجميع أرجائها، يبعد عن المسجد الذي شهد المذبحة بمسافة تتجاوز الـ 500 متر، مَنع المسلحون أهالي الحي الذي يقطنه مئات المهاجرين من رفح والشيخ زويد الذهاب للصلاة في مسجد الروضة، ومن تحَداهم واعترض على المَنع، دفع حياته ثمناً، كما حدث لأحد الأهالي الذي ذُبح أمام زوجته وأولاده.
الثانية عشرة ظهرا
انتهاء أذان صلاة الجمعة بمسجد الروضة، صعد الشيخ محمد عبدالفتاح إلى المنبر لإلقاء الخطبة، وفي الجهة المقابلة تتحرك سيارات المسلحين من حي الفلوجة إلى داخل قرية الروضة، تتوقف أمام جزع شجرة وضعه الأهالي كحاجز أمني، يهبط المسلحون الذين اختلفت شهادات الأهالي عن عددهم من السيارات، يلقون 4 قنابل صغيرة من نوافذ المسجد وبابه الرئيسي، تبدأ مجموعة "الانغماسين" كما يسميهم التنظيم في بياناته اقتحام المسجد.
الثانية عشرة والنصف
صوت طلقات الرصاص يدوي في أرجاء المكان، تخلو الشوارع من المارة ويعود من كان في طريقه للمسجد إلى بيته مرة أخرى، يترقب من داخل المنازل وقف إطلاق النار، بينما داخل المسجد يحاول بعض المصلين الفرار من طلقات الرصاص، لكن أبواب المسجد مُحاصرة من قبل مجموعة أخرى من المسلحين، تُسقط من يريد الخروج قتيلًا، تتولى مجموعة ثالثة إطلاق النار على تنكات الوقود الخاصة بسيارات الأهالي لتشتغل النيران في 6 سيارات ودراجة نارية، بينما مجموعة أخرى تتكون من 3 أشخاص تصور ما يحدث، اثنان منهم خارج المسجد، وثالث في الداخل.
الواحدة مساءً
تنسحب سيارات المسلحين من داخل القرية، ويستهدفون سيارات الإسعاف القادمة لإنقاذ المصابين والعودة مجدداً إلى التابة المرتفعة خلف حي الفلوجة. وفقاً لشهادة أحد أهالي الحي، ظل الإرهابيون يهتفون "الله وأكبر الله وأكبر.. انتصرنا"، قال أحدهم كلمه أمام الكاميرا، ومن ثم انسحبوا من المكان، لا يعلم أحد إلى أين ذهبوا.
الثانية مساءً
بدأ الأهالي في محاولة الإنقاذ بحذر شديد خوفا من وجود عبوات ناسفة زرعها المسلحون قبل انسحابهم من المكان، ونقل الحالات الأكثر خطورة بسياراتهم إلى مستشفى بئر العبد.
الثالثة مساءً
وصول قوات من الشرطة والجيش، وتمشيط القرية خوفا من وجود متفجرات بها وتأمين الطريق أمام سيارات الإسعاف القادمة من العريش وبئر العبد لنقل المصابين.
الخامسة مساءً
الانتهاء من نقل المصابين وتجهيز مقابر جماعية حفرها الأهالي بلودر بقرية المزار لاستقبال جثامين الضحايا.
السادسة مساءً
تتحرك جنازات الشهداء في مجموعات تؤمنها قوات الجيش التي تمركزت مدرعاتها على الطريق الدولي بين قريتي الروضة والمزار، وينتهي الأهالي من عملية الدفن بعد التاسعة مساء.
فيديو قد يعجبك: