إعلان

سعد الحريري.. الخائف من مصير والده

03:24 م السبت 04 نوفمبر 2017

سعد الحريري

كتبت- هدى الشيمي:

على مدار عشرة أعوام تقريبا، تمكن سعد الحريري من الانسجام داخل المجتمع اللبناني، فأصبح قريبا من أطيافه المُتعددة، وربما يرجع ذلك إلى ما ورثه عن والده رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري من دبلوماسية، وحنكة سياسية، فأصبح الحريري الابن واحدا من أكثر الشخصيات المحبوبة في بيروت، ما جعل إعلانه لاستقالته، اليوم السبت، من العاصمة السعودية الرياض، صدمة للأمة بأكملها.

وقال الحريري، في خطاب مُتلفز ألقاه من الرياض، إنه لا يستطيع أن يتولى رئاسة الحكومة اللبنانية بعد الآن، وأرجع ذلك إلى عدة أسباب، أولها خشيته من مصير والده الذي تعرض للاغتيال قبل سنوات وثانيها هو خصمه اللدود حزب الله الشيعي المدعوم من إيران، قائلا: "إن حزب الله بات دولة داخل دولة، وأن طهران تنشر الحراب أينما ذهبت".

وفي أول رد فعل لرئاسة الجمهورية اللبنانية، أفاد بيان صادر عنها بأن الرئيس ميشال عون ينتظر عودة الحريري إلى بيروت لمعرفة أسباب استقالته.

ولد الحريري عام 1970، في الرياض، وحصل على الجنسية السعودية كوالده، وتخرج في جامعة جورج تاون في واشنطن، وحاز منها على شهادة في إدارة الأعمال الدولية عام 1992.

ودخل الحريري الحياة السياسية بعد اغتيال والده، إذ دخل الانتخابات النيابية وفاز فيها، وترأس أكبر كتلة برلمانية ضمت 35 نائبا من أصل 128 مقعدا، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

وهزّت عملية اغتيال والده، رفيق الحريري، المجتمع اللبناني، وكانت مُحركا لقيام ثورة الأرز التي أخرجت الجيش السوري من لبنان، وأدت إلى قيام محكمة دولية من أجل الكشف عن القتلة ومحاكمتهم، وما يزال الحريري الابن، يشير بأصابع الاتهام إلى حزب الله والحكومة السورية، ويحملهم مسئولية قتل أبيه كاملة.

وأسس الحريري تيار المستقبل عام 2007، والذي يعد تجمع سياسي يمثل السنة في لبنان.

وتمكن الحريري من تحقيق الفوز مرة ثانية في الانتخابات التشريعية في يونيو 2009، وحصل مع حلفائه على 71 مقعدا، وبذلك تولى منصب رئاسة الوزراء لأول مرة في مسيرته السياسية في العام ذاته، حتى سقطت حكومته عام 2011، بسبب قرار حزب الله بسحب وزرائه منها على خلفية الجدل السياسي في البلاد، بخصوص المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، والتي تنظر في قضية اغتيال رفيق الحريري.

"تهديدات أمنية"

واجه الحريري العديد من التهديدات الأمنية، وكان ذلك من بين الأسباب التي دفعته إلى إعلان استقالته اليوم، فقال في خطابه: " لمست ما يحاك سراً لاستهداف حياتي". ووصف الأجواء الراهنة بأنها "تشبه ما كان عليه الحال قبيل اغتيال رفيق الحريري.

وقال الحريري، عقب سقوط حكومته عام 2011، أنه لا يستطيع البقاء في وطنه لأسباب أمنية، وانتقل بين باريس والرياض لفترة، حتى عاد إلى لبنان مرة أخرى عام 2014.

ونجا رئيس الحكومة اللبنانية عام 2011 من محاولة اغتيال بسيارة مفخخة كانت تستهدفه على طريق مطار بيروت.

وأفادت وسائل إعلام لبنانية منذ فترة، أن الأمن العام نجح في إفشال مخطط لتنظيم داعش لاغتيال الحريري، وسط العاصمة بيروت.

"صدمة سياسية"

وأحدثت استقالة الحريري زلالزالا في المجتمع اللبناني، إذ يخشى المواطنون والسياسيون والمحللون من أن يتسبب ذلك في حالة من الفوضى، بعد الاستقرار النسبي الذي شهدته البلاد، عقب تولي العماد ميشال عون رئاسة البلاد في نوفمبر الماضي، وتكليفه للحريري بتشكيل الحكومة. 

وقال غسان مخيبر، النائب في كتلة التغيير والإصلاح، لصحيفة النهار اللبنانية، إن اعلان رئيس الحكومة سعد الحريري استقالته اليوم كانت مفاجئة كبيرة، بعد زياراته المتكررة الى السعودية التي أوحت باستمرار الاستقرار وعدم تأثر لبنان في الصراع بين الولايات المتحدة والسعودية من جهة وايران من جهة اخرى.

وأشار إلى أن أوساط الحريري بالامس نفت أن يكون قد طلب من لبنان أي موقف ضد حزب الله، لذلك خطوة الحريري اليوم شكلت مفاجأة للجميع.

واعتبر النائب اللبناني بطرس حرب، استقال الحريري من الحكومة "صدمة سياسية" نتائجها سلبية، مضيفاً أنّ اللبنانيين تفاجأوا على السواء إذ أنهم كانوا موعودين بإمكان التوثيق بين جميع الأطراف السياسية.

ونوه حرب، في تصريحات لصحيفة النهار اللبنانية، إلى أنّ سياسة النأي بالنفس التي اعتمدها الفريق الآخر أحرجت الحريري وأوصلته إلى هذا الإعلان، مشدداً على ضرورة "الحكمة والتعقّل إذ أنّ الوضع خطير نتيجة الفراغ الحكومي".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان