"موانا".. طفلة بصحبة "ديك" على حافة الأوسكار (ريفيو)
كتبت - يسرا سلامة:
لا تزال الشركة الأم لصناعة أفلام الصغار "ديزني" على عهدها في المتعة، بفيلمها "موانا" تنافس بقوة على ترشيحات أفضل فيلم للرسوم المتحركة في جوائز الأوسكار، كثير من المؤثرات البصرية، وفيض من المشاعر، صُنِع "موانا" عن تلك الفتاة الباحثة عما بداخلها هربا من "التيه". بعمل مميز تقول ديزني لمنافسيها "إننا لا نزال هنا".
حقق العمل حتى الآن أكثر من 250 مليون دولار، يرصد قصة الصغيرة "موانا وايالكي"، التي تعيش في جزيرة منعزلة في حياة مليئة بالصخب في منطقة بولينيزيا بالقرب من المحيط الهادي بين النباتات والصيد والتسلق، تقرر أن تخرج عن دائرة أمنها، إلى خارج الحدود، وتجد مغامرتها الخاصة في التوق إلى البحر.
قصة أسطورية تحكيها الجدة لموانا في طفولتها، تعلق في ذهنها، "تافيتي" هى الطبيعة الأم، التي سُرق قلبها، تعرضت هى الأخرى لحالة من التيه بفعل تلك السرقة، القلب الأخضر الصغير يظل مع الجدة تعطيه للصغيرة لاحقا، تدفعها لأن تبحث عن حلمها وتنقذ الطبيعة، بدلا من حلم أبيها بأن تصبح رئيس قبيلة "موتونومي" بحكم الوراثة، لكنها تصنع إنجازها الخاص وتنتصر لصوتها الداخلي.
بين ترشيحات قوية يقف "موانا" على حافة الأوسكار هذا العام، لا تبدو المنافسات سهلة بين التحريك والإمتاع البصري وقوة القصة والأداء، لكن "موانا" نجح في كل هذا، يتميز عن أفلام تحريك أخرى بوجود الأغنيات كفيلم موسيقي، بكلمات مميزة وألحان معبرة عن الحالات المختلفة التي تمر بها الفتاة، الفرح والمرح وأيضا التحدي.
في الرحلة تواجه "موانا" الحيرة وسط البحار، لكنها لن تصبح وحيدة، بصحبة البطل الآخر "ماوي" الذي أدى صوته الممثل الأمريكي دوين جونسون، يتورط في التيه هو الآخر على جزيرة منعزلة، يتردد في مشاركة البطلة المغامرة لعودة القلب الأخضر للطبيعة، يستمد قوته من سلاحه "الخطاف السحري"، لكن سرعان ما يعود لإنقاذ موانا من المعركة الأخيرة.
بين صعود وهبوط، واجهت موانا الأزمات، وتحقيق بعض الإنجازات في مسيرتها حتى الفوز النهائي، بعد أن انتصرت لحلمها في العبور خارج الحدود، دفعها أيضا الواقع الصعب الذي تعيشه جزيرتها بضحالة الأسماك على الصيادين، يجذبها الأب للبقاء، لكن تدفعها كلمات جدتها من على سرير المرض "أذهبي يا موانا".
يقول مخرج العمل رون كليمنتس عن موانا –بعد رحلة في صناعة أفلام التحريك آخرها الجميلة والضفدعة عام 2009: "أعتقد أن موانا كان الفيلم الأضخم الذي عملت عليه بين مجمل أعمالي، من حيث التأثيرات البصرية"، يستكمل رفيقه جون موسكير في حوار صحفي: "مررنا بتحديات لم نكن نتوقعها، اختارنا على سبيل المثال أن تكون مياه البحر لها شخصية في العمل، هذا على المستوى التقني كان الأصعب، أن نجعل للمحيط مشاعر تتورط مع أبطالنا"، تظهر براعة الفريق في التفاصيل الدقيقة كما يبرزها هذا الفيديو من خلف الكواليس.
لا تواجه الصغيرة رحلتها وحدها، تكتشف بالمصادفة أن الديك "هاي هاى" يقفز إلى سفينتها الصغيرة، التي تواجه هى الأخرى أكثر من انقلاب في خضم البحر، أما الديك الصغير هو أحد عناصر تميز "موانا"، ليس لإنه يكون سببا في إنقاذ القلب الصغير، لكن لإنه يخلق حالة من المرح والفكاهة أثناء الرحلة.
بقصة أسطورية، تبدو للوهلة الأولى ليست جديدة، لكنها تدفع إلى منح المشاهدين الأمل، والانتصار إلى أصوات أحلامنا، ويبعث برمزية أخرى عن الطبيعة التي تحولت إلى وحش بفعل البشر، إذ تسلط ديزني الضوء على الطبيعة التي تستغيث من حولنا، تحتاج منا إلى "قلب أخضر صغير" يعيد الزروع والثمار في مواجهة التلوث والدمار البشري.
فيديو قد يعجبك: