لبنى عبدالعزيز.. حكاية مصورة عربية وحيدة فازت جائزة "هيبا"
كتبت- شروق غنيم:
ما إن دخلت لبنى عبدالعزيز مجال التصوير، تجلّى إبداعها، حتى أن أول صورة التقطتها، عام 2013 اقتنصت جائزة حينها، وعلى مدار 4 سنوات في عالم التصوير. حلّقت لبنى في المسابقات والمعارض الدولية، وحصلت الأسبوع الفائت على المركز الرابع بجائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، واختصارها "هيبا"، وذلك في فئة التلاعب الرقمي.
منذ 6 سنوات؛ لم يكن التصوير مجال ابنة مدينة الإسكندرية، لكنه أسر قلبها، وتحديدًا فن التلاعب الرقمي، والذي يمزج بين التصوير والفن التشكيلي، إضافة إلى إدخال عناصر إلى الصورة عن طريق "فوتوشوب".
ظلت لبنى على مدار عامين تحضر ورشات أونلاين "مكنش معايا وقتها فلوس أجيب كاميرا أو لابتوب"، تشبّعت بكل ما يخص هذا الفن، وفي عام 2013، نفذت أول صورة، والتي حصلت على جائزة صالون النيل حينها.
اختارت المصورة الشابة التلاعب الرقمي تحديدًا، لأنه قائم على خلق الصورة، فيما كان أكثر ما جذبها لهذا الفن هو شغفها بالحكي. إذ أن كل صورة سوف تحمل قصة، وفلسفة ما، فضلًا عن تساؤلات متعددة عن معناها، لكنها لا تقدم أي شرح للصور، إذ تُفضِل أن يشعر بها المُشاهِد، ويتلقاها بالمعنى المُحبب له.
كل فترة مختلفة تتأثر لبنى باتجاه فني مُعين، إذ ظلت فترة تنفذ صور سريالية، فيما اتجهت في الفترة الأخيرة إلى "اللعب" على خط رفيع يفصل بين التصوير والرسم "فتشوف الصورة تحس إنها لوحة زيتية".
في مسابقة "هيبا"، راهنت لبنى على الفوز بالمشاركة بصورة واحدة تحمل اسم "حينما تكبر هي"، استغرقت شهر لتنفيذها، إذ أنها أعّدت الخلفية والفستان بنفسها من خلال اختيار الأقمشة، ثم صوّرت نفسها، بعدها بدأت تعديل الصورة.
في الصورة؛ تبدو الفتاة في حالة استسلام، ورأسها ينبت منه ورود مختلفة. تحمل الصورة قصة ما وتفسيرات متعددة، لكن لبنى قصدت تجسيد لحظة ما قبل النوم، حينما تهاجمك الذكريات، الجيد منها والسئ، متمثلًا في أنواع الورد المختلفة المتفجّر من الرأس، الوردة المزدهرة مثل الذكريات الحسنة، والذابل كالذكريات الحزينة.
"الإلهام بييجي من التأمل وإنك تفتح عنين الخيال اللي في دماغك، والأهم إنك متقتلش الطفل اللي جواك"، تبحث لبنى دائمًا عن فكرة صورة جديدة، وعنصر له رمزية، بحيث لا يعكس فقط معناه الظاهري، مثل الورد، الذي صاحبها في أكثر من مشروع لها بمعانٍ مختلفة.
خلال مسيرة الأربع أعوام؛ نفذت صاحبة الـ26 ربيعًا 40 صورة فقط، تعتبر عددهم قليل، لكن جميعها شارك بمعارض دولية، ومنهم من نال جوائز هامة. وقد تقضي لبنى قرابة 3 أشهر في تنفيذ صورة واحدة، حيث تمر بعدة مراحل لإعداد صورة، فضلًا عن توقفها عن التصوير في عام 2015 بعد فوزها بجائزة الشارقة للصورة العربية.
شعرت لبنى حينها أن الناس لديهم توقعات قوية لصورها بعد تلك الجائزة، وهو ما جعلها تولي اهتمام لآرائهم وقت تنفيذ الصورة "عشان كدة وقفت شوية لحد ما أتخلص من إني بعمل الحاجة عشان تعجب الناس، لحد ما أصور عشان بحب المجال ده".
نفّذت المصورة الشابة مشروعان؛ الأول باتجاه سريالي، يحمل اسم "تعلُق"، ومكوّن من 5 صور، ويبرز فكرة أن التواصل بين البشر بات عن طريق الهواتف الإلكترونية بعد أن كان تواصل بالأعين المُباشرة، أما الثاني باسم "هي"، ويحكي قصة فتاة ترتدي فستان أبيض اللون، تتأرجح مشاعرها، فيما تحمل ورود تجعلها حاجزًا بينها والناس.
وتعتبر لبنى أن التلاعب الرقمي، فن لا يسلكه الكثيرين في مصر، كما تكمن فيه صعوبات عدة بالنسبة لها، أولها عدم إتاحة الإمكانات مثل السماح لها بالتصوير في أماكن بعينها، أو حينما تواتيها فكرة ما لا تكون أدواتها متوفرة هنا "وقتها بحفر في دمافي عشان أعرف أعمل الصورة دي".
العام الماضي حضرت لبنى مسابقة "هيبا" لكن كمتفرجة، حينها أطلقت أمنياتها بالمشاركة "يا رب السنة الجاية مبقاش قاعدة في الكرسي اللي ورا"، بعدها بعام وقفت على المسرح لتسلم جائزتها الرابعة، وكانت الفتاة العربية الوحيدة الفائزة ضمن المتسابقين.
تعمل لبنى مصممة جرافيك بشكل أساسي "ده الشغل اللي بجيب منه فلوس عشان أصرف على التصوير"، إذ أنها تفضل أن يكون ذاك المجال فن دون ضغط "عشان أعمله بمزاجي، وبشغف، حتى لو عجبت عدد قليل من الناس، يكفي إني حطيت من روحي فيها".
فيديو قد يعجبك: