إعلان

الكاثوليك المصريون ينتظرون بشغف البابا القادم لدعمهم

12:55 م الأربعاء 26 أبريل 2017

تمارين لجوقة كنيسة القديس يوسف استعدادا لاستقبال ا

القاهرة (أ ف ب)
تفوح رائحة البخور العطرة وتصدح أنغام موسيقى تراتيل وترتفع صلوات باللغة القبطية في إحدى كنائس القاهرة حيث ينتظر المصلون الكاثوليك بشغف وصول البابا فرنسيس القادم لتقديم الدعم لمسيحيي مصر بعد اعتداءات دامية استهدفتهم.

وسيكون رئيس الكنيسة الكاثوليكية الارجنتيني في القاهرة الجمعة والسبت في زيارته الأولى إلى البلد العربي الأكبر ديموغرافيا والتي ستكون تحت شعار "بابا السلام في مصر السلام".

وتكتسب زيارة البابا فرنسيس أهمية رمزية كبيرة، كونها تأتي بعد اعتداءين انتحاريين استهدفا كنيستين في طنطا (دلتا النيل) والإسكندرية (على البحر المتوسط) في التاسع من أبريل الجاري وأوقعا 45 قتيلا.

ويقول كريم صابر، وهو طالب في الثالثة والعشرين من عمره، عقب مشاركته في قداس مساء الأحد بكاتدرائية الأقباط الكاثوليك في شرق القاهرة "بالطبع، الكل يشعر بالقلق بعد ما حدث" من اعتداءات.

ويضيف الشاب الذي يحمل على ذراعه وشما بصليب كبير "لكن مجيء البابا إلى مصر يؤكد أن لا شيء، حتى الإرهاب، يمكن أن يمنعنا عن الصلاة".

وتبنى تنظيم داعش الاعتداءين على الكنيستين اللذين أوقعا 45 قتيلا فيما كان المسيحيون المصريون يحتفلون بأحد الشعانين. وما زال التهديد قائما، إذ دعا التنظيم إلى مزيد من الهجمات على الأقباط.

وتقول دينا فهمي، وهي مصممة جرافيكس، في الخامسة والعشرين "بعد كل لحظة وجع لا بد أن نكون مؤمنين أن شيئا جميلا سيأتي وسيفرحنا".

وبحماس، تضيف الشابة ذات الشعر الأسود اللامع المنسدل على معطف ابيض أنيق، "البابا، رئيس الكنيسة في العالم، يأتي لدعمنا، وهذه بركة لنا".

قداس في استاد رياضي
وعلى الرغم من التوتر والحزن، فإن الطائفة الكاثوليكية الصغيرة (قرابة 272 ألف شخص وفقا للإحصاءات الفاتيكان) مصممة على تنظيم استقبال حافل للبابا الذي سيترأس السبت قداسا في استاد رياضي بإحدى ضواحي القاهرة تشارك فيه الكنيسة القبطية الكاثوليكية وكنائس الأرمن والموارنة والكنيسة الكاثوليكية اليونانية.

وفي إطار الاستعدادات لهذا القداس، تقوم جوقة بتدريبات أخيرة في قاعة ملاصقة لكنيسة القديس يوسف التابعة لرهبنة الفرنسيسكان في وسط القاهرة.

وتتعالى أصوات السوبرانو والتينور والباس في القاعة، منشدة تراتيل بالعربية والإيطالية والفرنسية على أنغام البيانو والساكسوفون.

وتقود ماجدلين ميشال الجوقة بحركات مدروسة بذراعيها. وتتألف الجوقة من عشرين شخصا يتابعون بدقة المقطوعة الموسيقية على دفاتر في أيديهم.

وتتوجه ماجدلين (في العقد الخامس) إلى أعضاء الجوقة قائلة بلغة عربية تتخللها كلمات فرنسية "بالنسبة للزي، اتفقنا أنه قميص أبيض وسروال أسود".

وبنبرة بالغة الحماس، تقول لفرانس برس "بالطبع زيارته في هذا التوقيت فخر لنا".

وتضيف "في الوقت نفسه، فإن زيارته تشعرنا بالأمان. إصراره على أن يأتي رغم الأوضاع يطمئننا ومجيئه لمساندتنا يشعرنا بالأمان".

حوار بين الأديان
وعبّر بطريرك الأقباط الكاثوليك في مصر إبراهيم إسحق عن الشعور نفسه بالقول إن زيارة البابا تشكل "دعما معنويا وروحيا في وقت تسبب فيه الحوادث (الاعتداءات) المتتالية نوعا من الإحباط للناس ونوعا من الغضب أحيانا".

وكان انتحاري من تنظيم داعش فجر نفسه في ديسمبر الماضي في كنيسة في القاهرة ما أسفر عن مقتل 29 شخصا.

ومن المقرر أن يلتقي البابا فرنسيس الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وبطريرك الأقباط الأرثوذكس تواضروس الثاني وشيخ الأزهر أحمد الطيب.

ويؤكد المطران الكاثوليكي يوحنا قلتة أن "الزيارة مهمة للغاية لتثبيت دعائم الحوار بين أهل الأديان" السماوية.

ويضيف "انقطع الحوار لفترة ما ثم جاء البابا فرنسيس وأعاد جسور الحوار".

وتأتي الزيارة بعد 17 عاما من تلك التي قام بها البابا يوحنا بولس الثاني لمصر والتي ما زالت ماثلة في الأذهان.

ويقول قلتة "كان شخصية محبوبة جدا جدا من المسلمين والمسيحيين، كان يمثل الطيبة والحب لجميع الناس".

ويختم "وكذلك البابا فرنسيس فهو من الأرجنتين وينتمي للعالم الثالث وللفقراء والضعفاء".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان