ساندرا.. حكاية أطرافها "زويل" و"الإنجيل" تُوجت بـ "الأولى" في الثانوية العامة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
كتبت - نانيس البيلي:
تصوير - أحمد طرانة ومحمود حمد الله:
لوحة ورقية تتوسطها كلمة "الأولى" بلون أحمر يميزيها، تتناثر حولها آيات من الإنجيل مكتوبة بخط اليد، عُلقت أسفل صليب قبل قرابة الـ 8 أشهر داخل حجرة "ساندرا إبراهيم" طالبة الثانوية العامة بمسكن أسرتها الواقعة بمنطقة شبرا، مع أول درس ذاكرته بداية العام، تقف أمامها اليوم بزهو كبير وابتسامة عميقة تسترجع معها ذكريات من الجهد والمثابرة تكللت بحصولها على المركز الأول بالثانوية العامة شعبة الأدبي.
على غرار اللافتة التي علقها العالم المصري أحمد زويل وقتما كان طالبًا بالثانوية العامة وحملت نسبة "100%" كهدف يصبو إليه، طرأت الفكرة لدى "سارة" الشقيقة الكبرى والوحيدة لـ"ساندرا" لتحفيزها على التفوق "حبيت أعملها نفس فكرة زويل وأحطلها حاجة قدامها طول الوقت تشجعها"، لتثبتها طالبة الثانوية العامة طوال العام الدراسي وتبدأ في كتابة بعض الآيات التي تتوقف أمامها خلال قرائتها للكتاب المقدس، حتى ملأت بها الفراغات باللوحة الصغيرة، واتخذتها رفيقًا لها طوال رحلة المذاكرة "كنت ببصلها كتير وأنا بذاكر وبتشجعني على النجاح" تقول "ساندرا".
كانت "ساندرا" في طريقها إلى الصلاة في الكنيسة عندما هاتفها وزير التربية والتعليم ليزف لها بشرى حصولها على المركز الأول بالشعبة الأدبية، لم تصدق الشابة الصغيرة في بادئ الأمر، المفاجأة أوقفتها وأخذت تلتقط أنفاسها وتستوعب الأمر، لتهاتف بعدها والديها وتبلغهم، قبل أن تقرر استكمال طريقها إلى الصلاة وتلتقي أصدقائها هناك "رحت أصلي وأشكر ربنا، وأصحابي فرحولي جدًا وقعدوا يهزروا ويقولولي عملتيها إزاي".
ارتباط وثيق أصبح بين ابنة الـ17 عام وبضع آيات من الإنجيل دونتها بخط يديها وحفظتها عن ظهر قلب، رافقتها كذلك داخل لجان الامتحانات، تقول "ساندرا" عنها إنها استدعت كل آية منها لبث الطمأنينة في قلبها وتهدئة روعها، دونتها أيضًا على رقم الجلوس الخاص بها "لما كنت بخلص الامتحان وأحس إن في وقت فاضي عشان أراجع، أو أخد راحة في اللجنة لما أتعب من الكتابة، أعد أصلي وأكتب الآيات دي على رقم جلوسي".
نظام صارم اتبعته الأولى على الثانوية العامة لتحقيق التفوق، اعتمدت فيه مذاكرة المواد أولاً بأول بعد عودتها من الدروس الخصوصية "مذاكرة الأسبوع كانت بتخلص كلها يوم الجمعة ويوم السبت نبدأ أسبوع جديد، مكنتش بأجل حاجة"، وتضيف أنها كانت تحاول طمانة نفسها بعض الشيء بأن الثانوية العامة مثل باقي سنوات الدراسة ولكنها تزيد بكونها "سنة تحديد مستقبل"، وكانت تحاول التوازن بين المذاكرة والراحة "مكنتش بعيش كل رفاهياتي وبرضو مكنتش على طول قافلة على نفسي الأوضة".
ترى "ساندرا" أن نظام البوكليت "ناجح جدًا ومنظم بدرجة كبيرة"، بينما تشكو من المناهج الدراسية التي تمتليء بحشو ونقاط كثيرة غير مفهومة ومبهمة، بحسب قولها، وتعبر عن أمنيتها بالحصول على منحة للدراسة داخل إحدى الجامعات الأجنبية بمصر أو جامعات آخرى بالخارج، ولكنها ستقرر بعد ظهور التنسيق والتحاقها بإحدى الكليات. لم تكن ابنة الـ17 عامًا بمعزل عن الأحداث السياسية التي مرت بمصر طوال العام المنصرم، فتقول إنها تابعت معظمها رغم "بعبع الثانوية"، وتشير إلى تأثرها كثيرًا بالأحداث الإرهابية، التي كانت دافعًا آخر أمامها للتفوق "كنت بحس إني مش قادرة أتحمل منظر الدم، وبالعكس كانت دافع خلاني عاوزة أنجح وأعمل حاجة تفرح جنب الأحداث اللي مش حلوة".25 ألف جنيه دفعها "إبراهيم ميخائيل" والد "ساندرا" على الدروس الخصوصية طوال 8 أشهر "سنة الثانوية العامة استنزفت مني أموالاً كثيرة. كنت أدفع متوسط 2000 جنيه كل شهر بخلاف مصروفات الكتب والمراجع"، ويضيف أن ابنته اجتهدت والتزمت منذ شهر أغسطس من العام الماضي "كان نومها قليل وأكلها قليل وخدت الموضوع بتحدي مع نفسها"، وأنه توقع أن تكون من الـ10 الأوائل بالثانوية، ولم يضغط عليها للمذاكرة لكنه نصحها بالنظام والالتزام كأساس للنجاح."نانسي مرشد" والدة ساندرا هي الأخرى أعلنت الطوارئ بمسكنهم الواقع في منطقة شبرا "مع انطلاق العام الدراسي فرضت كثير من الالتزامات ومنعت زيارات الأقارب والأصدقاء"، وتضيف أنها كانت تنصحها بأداء ما عليها وترك النتيجة على الله، تدمع عينيها فرحًا وتقول "هي عملت اللي عليها وربنا كملها بالمكافأة بتاعتها".
وتروي "نانسي" أحد المواقف الكوميدية مع ابنتها خلال سنة الثانوية العامة، فتقول إنها كانت غالبًا ما تمكث في حجرتها لاستذكار دروسها و"كنت أشفق عليها عندما أشعر بأنها مضغوطة فاستدعيها لمشاركتنا مشاهدة التفاز والترفيه عن نفسها قليلاً فترفض تمامًا وترد مداعبةً حينما أقول لها: تعالي يا ساندرا شوفي الفيلم ده كوميدي، بالقول: (يا ماما انتي عاوزة تضيعيلي مستقبلي) وتسيبني وتخش الأوضة تاني".
فيديو قد يعجبك: