حكاية توأم في الثانوية العامة.. "اضرب القلق x 2"
كتبت-شروق غُنيم:
يجتاح الارتباك كل منزل يضم فردًا في الثانوية العامة، لكن ذلك الشعور تضاعف لدى أسرة مي صالح وشقيقها التوأم مصطفى بسبب خوضهم للتجربة معًا. ومنذ أمس ويتقلّب البيت على جمر القلق إزاء إعلان النتيجة المقررة اليوم الأربعاء، فيما لم يزر النوم الأم طيلة الليل.
مع حلول ظُهر اليوم تبدلت أحوال المنزل؛ انبعثت أصوات الزغاريد من داخله، وحلّت الفرحة بقلب الأسرة بعدما حصلت مي على مجموع 97% بشعبة العلمي علوم، و94% بالنسبة لمصطفى شعبة الأدبي. "كنت خايفة فرحتي تتكسر" تقول الأم لمصراوي إنها توجست من حصول أحد أبنائها على مجموع جيد دون الآخر.
لا يُعد مصطفى ومي أول تجربة للثانوية العامة داخل المنزل نفسه لكنها الأصعب "من حيث الضغط النفسي أو المادي" لذا كانت تحاول الأم الاعتناء بهما معنويًا من خلال تشجعيهما بشكل دائم دون تفرقة بين أحد، مع إخفاء مشاعر قلقها حتى لا يؤثر سلبيًا عليهما.
أما المصروفات المتعلقة بالدروس والكتب فكانت عبئًا كبيرًا، لذا نظّمت الأم -التي تعمل مُدرِسة للمرحلة الابتدائية- ميزانية خاصة بثانوية توأمها "خصصت مرتبي أنا بس ليهم ومرتب والدهم خليته لمصاريف البيت العادية، حاولت بأقصى طاقة مقصرش في حقهم".
طوال الوقت اقترنت خطوات مي بمصطفى، ومنذ المرحلة الابتدائية حتى الثانوية يتشاركون الدروس نفسها وأوقات المذاكرة، ورغم اختلاف حلم كل منهما إلا أن الطريق ظل واحدًا، فبعد اختيارها لقسم علمي علوم وشقيقها مصطفى للأدبي "كنا بنذاكر سوا المواد المشتركة واللي مش فاهم حاجة التاني بيشرحها له".
وبعد انتهاء كل امتحان، تصل مي للمنزل أولًا لقرب مدرستها منه فيما يظل القلق ملازمها هي ووالدتها حتى عودة مصطفى ليطمئنوا عليه. يحمل الشقيقان رغبة أولى لكلية بعينها. مي تمنت الطب ومصطفى الألسن، لكنهما اتفقا أنه في حالة عدم اللحاق بهما سينضمان سويًا لكلية التربية.
فيديو قد يعجبك: