إعلان

سياسة "اليد الممدودة" لماكرون مع ترامب

09:04 م الأربعاء 12 يوليه 2017

ماكرون مع ترامب

باريس - (د ب أ):

بالطبع سيكون هناك العديد من الخيارات ضمن قائمة الطعام في باريس، ليلة الخميس، عندما يذهب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزوجته ميلانيا لتناول العشاء والاستمتاع بمنظر مدينة النور كضيفين للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت.

وفي اليوم التالي، سيرافق ترامب نظيره الفرنسي على منصة الاستعراض في الشانزليزيه لمتابعة العرض العسكري السنوي ليوم "الباستيل" (العيد الوطني الفرنسي).

وبالنسبة لشخص يظهر نفسه على أنه يمثل النقيض لسياسات ترامب الانعزالية، فإن ماكرون سيبذل بالتأكيد كل ما في وسعه للتأثير على الرئيس الأمريكي.

وكان ماكرون، الليبرالي المنتمي الى تيار الوسط، قد وجه كلمات قوية لـ"السيد ترامب الأمريكي" خلال حملته الانتخابية في وقت سابق من العام الجاري، وانتقد مرارا سياساته الانعزالية بشكل عام.

وربما يكون هناك عذر فى الحقيقة لإحساس ترامب بالتشويش بعض الشيء بشأن مشاعر ماكرون تجاهه.

ووصف مراقبون الرئيس الفرنسي على نطاق واسع بأنه "يتصيّد" لنظيره الأمريكي، بعد تعليقه على قرار ترامب بالانسحاب من اتفاقية باريس للحد من التغير المناخي.

فقد انضم ماكرون إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء الإيطالي باولو جنتيلوني في إعلان أن الاتفاقية "لا يمكن الرجوع فيها".

وفوق كل هذا، دعا ماكرون في خطاب باللغة الإنجليزية غير مسبوق من الإليزيه، العلماء ورجال الأعمال "والمواطنين المسؤولين" في الولايات المتحدة المستائين من قرار ترامب، إلى الانتقال إلى فرنسا والعمل على القضايا المناخية.

ثم انتقل إلى وسيلة ترامب المفضلة، وهي تويتر، لإطلاق نداء :"اجعلوا كوكبنا عظيما مرة أخرى".

ووسط كل هذا، كانت هناك مفاجأة الدعوة لاستعراض يوم الباستيل، وربما هي أرفع دعوة يمكن لرئيس فرنسي أن يقدمها لرئيس أجنبي.

السبب الظاهر للدعوة هي أنها تواكب الذكرى المئة هذا العام لدخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الأولى إلى جانب فرنسا.

وقد وصل بالفعل مجموعة من الجنود الأمريكيين إلى الشانزليزيه من أجل التدريب للمشاركة إلى جانب قوات فرنسية في الاستعراض المقرر بعد غد الجمعة.

ولكن في الواقع، فإن السعي لكسب ترامب يتماشى مع نهج ماكرون الدبلوماسي، وهو نهج يمكن لفرنسا من خلاله الحديث للجميع، وفقا للمحلل مانويل لافون رابنويل من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية.

وأشار لافون رابنويل، عبر الهاتف لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إلى أن ماكرون استقبل بالفعل أواخر أيار/مايو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في فرساي بفرنسا، رغم ما بينهما من خلافات سياسية.

وأخذ المتحدث باسم الحكومة كريستوف كاستانيه نفس الخط عند سؤاله قبل أيام عن الدعوة، عندما أجاب بأن ترامب "يتخذ بعض القرارات القوية التي نأسف لها، مثل المناخ".

وأضاف :"يمكن فعل أمر من اثنين. إما أن تقول لن نتحدث معكم بعد الآن، لأنكم لم تكونوا ودودين، وإما أن تستمر في أن تبسط يدك".

وقال :"يتعين أن نكون في قلب النظام، مع الآخرين... ولذلك علينا أن نعيد الجميع إلى الداخل".

ومضى في القول إنه إضافة إلى ذكرى الحرب العالمية الأولى، فإن هذه الخطوة تعد طريقة "لإخبار الرئيس ترامب مرة أخرى أنه قوي، ولأنه قوي على وجه التحديد، فإن عليه أن يلعب دورا بعيدا عن عزل نفسه".

وقد شرح ماكرون بنفسه سبب اعتقاده بأن هذا الأمر شديد الأهمية.

فقد أكد قبل قمة مجموعة العشرين في هامبوج مؤخرا أن فرنسا والولايات المتحدة "لديهما علاقات قديمة... وهذا يعني أنه يمكن اليوم، في بعض الموضوعات، أن نتفق أو نختلف".

وأضاف أن هناك الكثير من القواسم المشتركة بين فرنسا والولايات المتحدة في "محاربة الإرهاب، بصورة دولية. وفي الكثير من مسارح العمليات، سواء في أفريقيا أو الشرق الأدنى أو الأوسط، نعمل مع الولايات المتحدة. نحتاجهم في المجال العسكري تماما، كما نتعاون في القضايا الأمنية".

وقال إن هذا هو منطق الدعوة، مضيفا أنها "أيضا وسيلة لإعادة ترسيخ العلاقات بعمقها التاريخي، وبما يخدم المصالح المشتركة التي نتقاسمها".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان