رحلة "الرجل العنكبوت" من مالي إلى قصر الإليزيه
لندن- (بي بي سي):
عبرت أسرة الطفل الذي أنقذ بصورة درامية بعد تدليه من شرفة شقة في باريس عن امتنانها للشاب المالي الذي بات يعرف بـ"الرجل العنكبوت" بعدما أنقذ حياته.
ووصف جد الطفل الشاب المالي مامودو قاساما، الذي تسلق أربعة طوابق لينقذ الطفل من الخطر، بأنه "بطل حقيقي".
فمن هو مامودو قاساما؟
يبلغ مامودو 22 عاما، وقد كرمه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزية بمنحه الجنسية الفرنسية. وتحدى الشاب المالي الصحراء الكبرى، والعصابات الليبية، وأمواج البحر المتوسط خلال ملحمته لبلوغ أوروبا.
كيف بدأت مغامرة الهجرة؟
في عام 2013 بدأ الشاب الخجول الذي ينحدر من بلدة ياغوين الواقعة في جنوب غربي مالي خوض رحلة الهجرة التي تودي بحياة الآلاف كل عام.
وقال قاساما، الذي لحق بشقيق له سبقه إلى فرنسا، لماكرون "لم يكن لدي ما يعينني على العيش، ولم يساعدني أحد".
وسافر قاساما عبر بوركينا فاسو، وشمال النيجر، ومنها إلى ليبيا، وهي المركز الأساسي لرحلات العبور السرية إلى أوروبا.
وقضى مامودو في ليبيا عاما وهو يعمل هناك، حيث يقع المهاجرون فريسة لعصابات مسلحة، تخطفهم من أجل الفدية أحيانا، وأحيانا تستعبدهم.
وقال مامودو "لقد عانيت طويلا. إذ كنا نحتجز ونضرب، لكني لم أفقد الأمل".
ثم أبحر بعد عام إلى إيطاليا في أحد القوارب المكدسة بالمهاجرين التي عادة ما تغرق. وقال لإحدى محطات التلفزيون الفرنسية "كانت الرحلة مفزعة. وكان عدد الناس كثيرا جدا".
ومن إيطاليا بدأ العام الماضي رحلته إلى فرنسا، حيث التحق بأقارب له في حي مونترويل شرقي العاصمة باريس، الذي يعرف باسم "باماكو الصغيرة" مقارنة بالمدينة المالية التي تعرف بكثافة سكانها.
وكان المأوى الذي يقيم فيه عبارة عن غرفة في منزل للمهاجرين مساحتها 15 مترا مربعا يشاركها فيها أقاربه، وبها بعض الفرش على الأرض.
كان قاساما، الذي لم يقدم على اللجوء في فرنسا، يقبل بعض الأعمال في مجال البناء، لكنه كان مهددا بالترحيل في أي وقت.
يوم السبت الذي غير حياته
لكن حياته تغيرت تماما وبصورة درامية يوم السبت، حينما هب لإنقاذ طفل في الرابعة من عمره شوهد وهو يتدلى من شرفة من الطابق الرابع في بناية في شمال باريس.
قال قاساما، الذي كان يتمشى في المكانوقتها، لماكرون وهو يحكي له الحكاية "لم أفكر مرتين. بل اندفعت لأداء المهمة".
ويوم الاثنين نقل مامودو إلى قصر الإليزيه لمقابلة الرئيس الفرنسي، الذي استمع مبتسما إلى حكايته، ثم منحه نوط الشجاعة.
وقال قاساما بعد ذلك "إنني مسرور لأن هذه هي المرة الأولى التي أتسلم فيها ميدالية".
ونقلت وكالة فرانس برس عن شقيقه الأكبر، بيراما، البالغ 54 عاما، قوله "نحن فخورون به. إنه يحب مساعدة الآخرين". وأشار إلى عشق شقيقه لكرة القدم.
ومنح قاساما الجنسية الفرنسية، كما أن ماكرون عرض عليه وظيفة في خدمة الإطفاء.
وقال له ماكرون "أنت أصبحت مثالا لأن ملايين الناس شاهدوك. والأمة كلها ممتنة لك".
ورحبت به خدمة الإطفاء قائلة إنه جسد القيم التي يتحلى بها أفراد الإطفاء.
فيديو قد يعجبك: