إعلان

انتخابات باكستان.. أزمات اقتصادية ومرشحون متطرفون

07:15 م الإثنين 23 يوليه 2018

كتب - هشام عبد الخالق:

يذهب الباكستانيون يوم الأربعاء، لانتخاب رئيس وزراء جديد ونقل السلطة من حكومة مدنية لأخرى للمرة الثانية في تاريخ الدولة الذي يمتد 70 عامًا.

وتأتي الانتخابات في وقت متوتر للأمة التي يبلغ تعداد سكانها 200 مليون، والمنطقة التي تضغطها الحروب، فباكستان دولة نووية وأحد الحلفاء الأمريكيين البعيدين ولكن المهمين، وإحدى أكبر الدول ذات الأغلبية المسلمة في العالم.

وكان من الممكن أن تكون الانتخابات هذا العام مناسبة لباكستان للاحتفال بالديمقراطية، ولكن بدلًا من ذلك شابت الحملة الانتخابية قمع لوسائل إعلام، اتهامات للجيش بالتلاعب، وزيادة في المرشحين الإسلاميين المتطرفين، وسلسلة من الهجمات على المرشحين والتجمعات الانتخابية، من ضمنها هجوم تسبب في قتل 151 شخصًا.

صحيفة "نيويورك تايمز"، نشرت اليوم الإثنين، تقريرًا مجمعًا عن الانتخابات القادمة، يشمل ماذا يوجد على المحك في الانتخابات؟ والمرشحون، وإذا ما كان المتطرفون سيؤثرون على نتيجة الانتخابات.

أهمية الانتخابات الباكستانية

السياسة في باكستان كانت ومازالت دائمًا فوضوية، حيث تأرجحت الدولة عادة ما بين الحكومات المنتخبة والحكم العسكري الديكتاتوري، ولم يكمل أي رئيس وزراء فترته البالغة 5 سنوات أبدًا، وهذه المرة بالتحديد كانت الانتخابات مشحونة للغاية، نتيجة محاولة الجيش الدفع بالحزب الحاكم السابق خارج المنافسة.

وعلى الرغم من التلاعب الواضح من قبل الجيش، إلا أن انتخابات يوم الأربعاء ستكون بمثابة استفتاء شعبي على بعض القضايا الخطيرة التي تواجه الدولة، منها على سبيل المثال: هل ينبغي أن تُحول باكستان اقتصادها نحو الغرب أم نحو الصين؟ هل الديمقراطية التي تتمتع بها باكستان قوية بما فيه الكفاية لدرجة أن الانتخابات يتواجد بها مرشحون متطرفون يدعمون الميليشيات؟ هل يمكن الوثوق في الجيش والمحاكم كمؤسسات محايدة وموضوعية؟

باكستان تقع بين أفغانستان - التي قادت فيها أمريكا حربًا لمدة 17 عامًا، وعدوها اللدود الهند، وكانت باكستان قاعدة مهمة للغاية بالنسبة للقوات الأمريكية التي تحارب في أفغانستان، وعائق قوي أمام نفس هذه القوات، حيث كانت توفر ملاجئ ومخابئ للمجموعات المسلحة مثل طالبان والقاعدة.

الأزمة الاقتصادية الباكستانية

لا تمر باكستان بمشاكل إقليمية حول الأمن فقط، بل تتمحور مشاكلها حول قدرتها على توفير الفرص لشعبها، من ضمنهم الشباب المتعلم وخريجي الجامعات، وعلى الرغم من تعداد سكانها وحجمها الكبير، إلا أن الاقتصاد الباكستاني تخلف كثيرًا مؤخرًا مما جعلها تواجه مشكلات مستمرة تتمحور حول الفساد.

ازداد التوتر مؤخرًا بين الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية من جانب، وباكستان من جانب آخر - غالبًا بسبب اتهامات لباكستان بأنها لا تقم بواجبها لمحاربة تنظيم طالبان في أفغانستان والميليشيات المسلحة الأخرى - مما جعل باكستان تتجه إلى الصين للحصول على الدعم والمساعدة، ولكن مثل هذه المساعدات لا تأتي مجانية، حيث جلبت معها مشاكل أخرى، من ضمنها الزيادة السريعة في حجم الديون التي يجب على باكستان سدادها للصين.

المرشحون

يوجد 122 حزبًا يدفعون بمرشحين في الانتخابات، ويعدون جميعًا بالوظائف والرخاء الاجتماعي وغيرها، ولكن من يرى الانتخابات يعرف أن المواجهة ستكون بين الجيش وحزب الرابطة الإسلامية الباكستانية (ن) الحاكم، ويتهم الحزب الجيش بتخويف بعض عناصره الأساسية وبدعم مرشح منافس وهو عمران خان.

عمران خان:

يبلغ خان من العمر 65 عامًا، وهو نجم رياضة الكريكيت السابق، ووعد ببديل عن الفساد المنتشر في البلاد حاليًا، ويقول منافسوه إن أرقامه في استطلاعات الرأي زادت بسبب قيامه بصفقة مع الجيش خصصت لتقويض الانتخابات، وأنكر خان هذا الاتهام مرجعًا سبب هذه الاتهامات لكون المنافسين غير قادرين على تحقيق نتائج قوية مثله في استطلاعات الرأي.

أصبح خان مشهورًا بشكل كبير بسبب نجاحه في عالم الكريكيت، وكان أحد أعضاء الجمعية العامة لمدة خمس سنوات، ولكنه لم يترشح لرئاسة الحكومة من قبل، ومن المتوقع أن ينضم أعضاء مستقلون كثيرون لحزبه (حركة الإنصاف الباكستانية) في حالة فوزه.

شهباز شريف:

تم الإطاحة بنواز شريف رئيس الوزراء السابق من منصبه العام الماضي بقرار من المحكمة العليا للبلاد، وأدين بتهمة الفساد وهو الآن مسجون بعد عودته من لندن واعتقاله هذا الشهر، ويقول نواز إن قرارات المحكمة تمت بضغط من الجيش الذي عارض محاولاته كرئيس للوزراء أن يستعيد السيطرة على السياسة الخارجية والدفاع الخاصين بباكستان.

وعلى الرغم من تلك الاتهامات، فإن عائلة شريف ما زالت قوية سياسيًا، فأخيه شهباز هو الرئيس الحالي لحزب الرابطة الإسلامية الباكستانية (ن)، ويأمل في قيادة الدولة، وحتى وقت قريب كان رئيسًا للوزراء في البنجاب، الإقليم الأكثر ازدحامًا بالسكان وازدهارًا وأكبر مصدر دعم للحزب في الأقاليم الأربعة.

بيلاوال بوتو زارداري:

بيلاوال، البالغ من العمر 29 عامًا، سليل واحدة من أكثر السلالات الحاكمة في الهند وأكثرها شهرة، وهو نجل وحفيد رئيسي وزراء سابقين، بينظير بوتو التي تم اغتيالها، وذو الفقار علي بوتو الذي تم إعدامه، ووالده هو الرئيس السابق آصف علي زرداري، الذي يعتقد أنه يمتلك السلطة الحقيقية في حزب "الشعب الباكستاني" اليساري.

لا يتوقع كثيرون - بحسب الصحيفة - أن يفوز زارداري، ولكن من المحتمل أن يلعب دورًا رئيسًا إذا لم يفز أيًا من عمران خان، أو شهباز شريف بعدد كافي من الأصوات لتشكيل الحكومة.

هل سيؤثر المتطرفون على نتيجة الانتخابات؟

أضافت مجموعة العمل المالي، باكستان مؤخرًا إلى قائمة الدولة "الرمادية" التي ترعى الإرهاب، مما زاد الضغط على الدولة لتضييق الخناق على الجماعات المتطرفة، وفي نفس الوقت كان المجمع الانتخابي الباكستاني يمهد الطريق للعديد من المرشحين المتطرفين للترشح لمنصب رئيس الوزراء.

من ضمن الأحزاب التي تترشح يوم الأربعاء في الانتخابات، حزب "الله وأكبر"، وهو نسخة محدثة من حزب آخر كان المسؤولون قد حظروه، وحزب "لبيك باكستان"، الذي يدعم قوانين الكفر المثيرة للجدل في البلاد.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان