إعلان

كيف استفاد رجل أعمال سوري من الحرب في بلده؟

01:48 م الإثنين 13 أغسطس 2018

رجل الأعمال سامر فوز

كتبت- هدى الشيمي:

قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إن الحرب في سوريا أدت إلى تدمير أحياء بالكامل، وحولت تقريبًا ثلث مساحة البلاد إلى أنقاض، والآن يتم استخدام المخلفات المعدنية لإعادة إعمار المباني المُنهارة.

وذكرت الصحيفة الأمريكية، في تقرير على موقعها الإلكتروني، أن رجل الأعمال السوري سامر فوز يلعب دورًا كبيرًا في إعادة إعمار سوريا، وتمكن من بناء ثروة كبيرة وضخمة بسبب الحرب.

وفي البلد التي هرب الكثير من رجال الأعمال بقى السيد فوز، وتعامل مع العديد من أطراف النزاع، ووزع القمح في الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم داعش والأكراد.

وتوضح الصحيفة أن فوز، 45 عامًا، عمل في القمح والمستحضرات الطبية والاسمنت، ويعتبر من أقرب الشخصيات إلى الحكومة.

1

لفتت ستريت جورنال إلى معاقبة الحكومات الغربية لبعض رجال الأعمال الذين بقوا في سوريا، ومنعوا الشركات والمواطنين من التعامل معهم، وجمدوا أصولهم في الخارج، ومن بينهم رجل الأعمال السوري الشهير رامي مخلوف، ابن خال الرئيس السوري، والذي قال عنه الاتحاد الأوروبي إنه يمول النظام.

ومع زيادة نفوذه الاقتصادي في سوريا، دعت العديد من السفارات الأجنبية في بيروت في اجتماعات عُقدت مؤخرًا لفرض عقوبات على فوز لتقربه من النظام، ولكن حتى الآن لم تدعو أي دولة من أعضاء الاتحاد الأوروبية إلى فعل ذلك.

ويدافع فوز عن نفسه بأنه لا يقوم بأي استثمارات في صناعات لها علاقة بشؤون النظام العسكرية، ولكنه يسعى إلى صنع السلع الغذائية، ما يجعل استثماراته بمثابة مساعدات انسانية.

ويقول: "إذا تمت مُعاقبتي، فيجب معاقبة الأمم المتحدة أيضًا".

ونقلاً عن شخص مُقرب منه فوز، فإنه اشترى القمح القديم المليء بالحشرات من مقاتلي داعش، ثم خزنه في تركيا، وغير في الأوراق الرسمية الخاصة به ليبدو وكأنه جاء من روسيا، ثم باعه في بعض المناطق في شمال سوريا.

وهذا ما ينفيه رجل الأعمال السوري تمامًا، واعتبر هذه الاهتمامات كراهية خالصة له ولأعماله واستثماراته.

2

نقل فوز زوجته وأطفاله منذ 5 سنوات إلى تركيا، وحصل على جنسية تركيا، وقام بالعديد من الاستثمارات هناك.

وفي نهاية عام 2013، عُثر على جثة رجل أعمال مصري أوكراني يُقال إنه فشل في تسليم شحنة قمح بقيمة 14 مليون دولار لفوز في تركيا، واعتقلت السلطات التركية رجل الأعمال السوري للاشتباه بمقتل رجل الأعمال رمزي متى، والتلاعب بالأدلة.

اُطلق سراح فوز في مايو 2014، وقال مسؤول تركي إنه دفع 500 ألف دولار كفالة.

وبعد ستة أشهر من إطلاق سراحه، يقول المسؤول التركي إن المحكمة في اسطنبول حكمت عليه بالسجن 4 أعوام وشهرين بتهمة التلاعب بالأدلة، وتم تعليق الحكم وطلب مُحامي المتهم الاستئناف.

وينفي فوز أنه يواجه هذه التهمة، بينما يقول المسؤول التركي إن رجل الأعمال السوري مُتهم بالاشتباه في قتل، ويذهب بانتظام إلى تركيا لحضور جلسات المحاكمة.

ومن جانبه، يقول رجل الأعمال السوري إنه يذهب بانتظام إلى تركيا من أجل متابعة أعماله وصفقاته، ولكنه نقل عائلته لكي تعيش في دبي.

وأشارت الصحيفة إلى أن البنك الدولي قدّر حجم الدمار الذي وصل إليه الاقتصاد في سوريا إلى حوالي 226 مليار دولار، ما خلق مناخ عدواني لرجال الأعمال الذين قضوا سنوات الحرب داخل سوريا، ما دفعهم إلى ترك البلاد.

وحسب فوز، فإن تنامي نفوذه الاقتصادي في سوريا يرجع إلى شرائه لنادي الشرق الراقي في دمشق، وحصوله على نسبة كبيرة من فندق الفورسيزونز الذي يقع في العاصمة السورية، إذا اشترى الأسهم من الملياردير السعودي الوليد بن طلال.

3

وتُشير ستريت جورنال إلى دخول الشراكة بين فوز والنظام السوري مرحلة جديدة العام الماضي، إذ طلب رجل الأعمال من الحكومة أن تسمح له ببناء 3 أبراج، و5 وحدات سكنية صغيرة، على أراضي يُقول الدبلوماسيين الأجانب إنها صُودرت من أشخاص عارضوا النظام في بداية الثورة.

ولم ترد الحكومة عن الاستفسارات والتساؤلات المُتعلقة بالمشروع المعروف باسم "مشروع 66".

تقول ستريت جورنال إن النظام السوري أدان قرار رجل الأعمال البارز عماد غريواتي إلى دبي.

واستحوذت القوات الموالية للنظام أحد مصانع غريواتي لإنتاج الكابلات وسرقت الماكينات، ووفقًا لشخص مُقرب من فوز فإن غريواتي طلب منه التدخل في هذه المسألة، وبعد محادثات ومفاوضات بين الجانبين اشترى فوز المصنع بثمن بخس.

وذكرت الصحيفة الأمريكية أن فوز وقّع أول تعاقد مع شركة لها علاقات بأوروبا، وهي صفقة تُقدّر بحوالي 250 مليون دولار، وستقوم الشركة الشريكة، وهي شركة مقرها تونس، بشراء معدًات من مجموعة "بي إم ايه" الألمانية وسيتم شحنها إلى سوريا، لإنتاج السكر.

وحاولت الصحيفة الحصول على تعليق الشركة الموجودة في تونس، ولكن الأخيرة رفضت التعليق، بينما أكدت المجموعة الألمانية أنها تعاقدت مع شركة تونسية لشحن ماكينات ومعدات إلى سوريا.

4

ومن خلال صفقات واستثمارات مثل تلك، يأمل فوز في أن يتمكن من جذب المستثمرين الأجانب إلى سوريا.

وفي حمص التي كانت أحد معاقل المعارضة وباتت الآن عبارة عن أكوام من الحجارة والأنقاض، تُعلق صور وملصقات لبشار الأسد وكُتب عليها عبارة تقول :"معًا سنُعيد البناء".

وذكرت الصحيفة أن هناك خمسة أفران تعمل الآن في مصنع الصلب بحمص، بعد أن اشتراه فوز العام الماضي.

ويقول رجل الأعمال السوري: "الاعمار هو إعادة الناس إلى البلاد، ومنحهم وظائف، المسألة كلها تدور حول تشغيل عجلة الإنتاج".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان