إعلان

سي إن إن: ترامب يذوق طعم الخيانة

01:15 م الجمعة 24 أغسطس 2018

ترامب

كتبت- هدى الشيمي:

قالت شبكة (سي إن إن) الأمريكية إنه ربما حلّت لعنة على البيت الأبيض، أدت إلى تحول الحلفاء والأصدقاء إلى ألد الأعداء، بعد أن أبرم مايكل كوهين، محامي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السابق، اتفاقية مع الادعاء الفيدرالي يكشف بموجبها عن الكثير من التفاصيل المتعلقة بترامب، مقابل تخفيف الحكم الصادر بشأن تورطه في 8 جرائم من بينها التهرب الضريبي والاحتيال المادي، وخرق قوانين تمويل الحملات الانتخابية.

وأشارت الشبكة الأمريكية إلى اعتراف كوهين بأنه دفع مبالغ مادية كبيرة لنساء يزعمن أنهن أقمن علاقة جنسية غير شرعية مع المرشح الجمهوري آنذاك، لشراء صمتهن. وأكد أنه فعل ذلك بأوامر من موكله.

علاوة على ذلك، صدر تقرير أمس الخميس يُفيد بأن ديفيد بيكر المدير التنفيذي للشركة التي تنشر مجلة " ناشونال إنكوايرر"، المشهورة بنشر قصص الفضائح، حصل على الحصانة من أجل الإدلاء بشهادته فيما يتعلق بتورط ترامب في قضية دفع أموال لشراء صمت النساء.

ومن جانبه، وصف ترامب كوهين بالانقلابي. وقال لشبكة فوكس نيوز، أمس الخميس، إنه يعلم كل شيء عن الانقلاب.

وتابع: "على مدار 30 أو 40 عامًا رأيت الكثير من المنقلبين، وأنا أعرف كل شيء عن هذا الأمر، يُحكم عليهم بالسجن 10 سنوات، ثم يقررون الانقلاب على أهم شخص يعرفونه".

وترى (سي إن إن) أن الأحداث الأخيرة أوضحت أن الأشخاص الذين عملوا مع ترامب لم يعودا يخشون من أن يزدريهم، وقرروا أن يضعوا أنفسهم أولاً، في حال وُضعوا في موقف الاختيار بين ولائهم له وواجباتهم السياسية والدستورية، وبين المساءلة القانونية.

وهذا ما يُقلق دونالد ترامب - الذي تورط في أخطر تحقيق جنائي يواجهه رئيس أمريكي منذ عقود - ومع ذلك فهو يصف كل ما يتعرض له بـ"مطاردة الساحرات" في إشارة إلى الاضطهاد الذي يتعرض له.

وتقول (سي إن إن) إن ترامب واجه العديد من المشاكل التي ساعدته بطريقة ما على الصعود السياسي وجعلته يحكم البلاد بطريقة استثنائية، لذا فمن المحتمل أن ينجو من المصير الأسود.

إلا أن اهتزاز صورته كالحاكم الذي لا يُقهر قد تشجع أعداءه على التمادي في موقفهم والإفصاح عن أمور قد تسيء إليه، والأسوأ من ذلك، فإذا لم تكن نتائج انتخابات الكونجرس النصفية لصالح الحزب الجمهوري، فإن ترامب قد يواجه مشاكل مع أعضاء حزبه.

وترى الشبكة الأمريكية أن اتساع دائرة الخيانة وانقلاب المزيد من أعوانه قد يزعج ترامب، لا سيما وأنه شخص يسعى دائمًا لإحاطة نفسه بأشخاص مخلصين موالين له.

الولاء فوق كل شيء

تقول (سي إن إن) إن ترامب - وهو رجل أعمال ثري - كانت له سمعة تشوبها الشبهات، سعى دائما إلى تكوين دائرة ضخمة من المعارف، وتأسيس شبكة علاقات متينة، إلا أنه لم يضع ثقته إلا في أسرته وعدد محدود جدًا من أصدقائه، وحاول إحاطة نفسه بأشخاص مخلصين له، لأنه يضع الإخلاص والولاء فوق كل شيء.

ولكن بعد انتقاله إلى الساحة السياسية، تقول الشبكة الأمريكية إن حاجته إلى الولاء زادت، ويتضح ذلك من روايات مدير مكتب التحقيق الفيدرالي السابق جيمس كومي، الذي فصله ترامب من منصبه العام الماضي.

ترامب ومايكل كوهين

يقلل ترامب من شأن علاقته بكوهين، ويقول إنه لم يكن يعمل لديه بدوام كامل، وانتقده أكثر من مرة على تويتر.

ويقول ديفيد كاي جونستون، مؤلف كتاب "ايتس ايفين ورس ذان يوث ينك" والذي يتحدث عن تأثير إدارة ترامب على الولايات المتحدة، إن كوهين تعامل مع أكثر القضايا حساسية، وحاول التغطية عليه، ولهذا السبب كان المسؤول عن قضية عارضة بلاي بوي كارين ماكدوجال، والممثلة الإباحية ستورمي دانيالز، وهو من دفع لهما المال لشراء صمتيهما.

وتابع في حديثه مع شبكة سي إن إن: "علم دونالد أنه يستطيع الوثوق فيه فيما يتعلق بأعماله القذرة، وكان متأكدًا من أنه سيفعل كل ما في وسعه لإخفاء أي شيء يُسيء إليه أمام الجمهور".

دائرة الثقة

الرئيس الأمريكي ليس وحيدًا تمامًا، فتقول الشبكة الأمريكية إنه لديه دائرة واسعة من معارفه غير الرسميين الذين يقضي ساعات يتحدث معهم عبر الهاتف، ويناقشهم في أوضاعه السياسية والقانونية.

وحسب سي إن إن، فإن الأشخاص الذين يثق فيهم ترامب الآن هم ابنته إيفانكا، وزوجها جاريد كوشنر، وابنه الأكبر دونالد ترامب الابن، وهم مخلصون له بشدة.

ولفتت الشبكة الأمريكية إلى أن بعض مساعدي ترامب الحاليين والسابقين مثل كوري ليفاندوفسكي، وكيليان كونواي يدافعون عنه باستماتة في كل مكان في المؤتمرات والتصريحات الصحفية والمقابلات التليفزيونية.

وكذلك، سارة ساندرز، المتحدثة الإعلامية باسم البيت الأبيض، والتي غالبًا ما تتمكن من امتصاص غضب الإعلام بشأن تصريحاته الإعلامية وتغريداته على تويتر.

وهناك شخص آخر أثبت أنه سيدافع عن ترامب مهما حدث، وهو محاميه رودي جولياني، والذي وضع إرثه الخاص جانبًا لكي يعمل مع الرئيس الأمريكي.

وتُشير الشبكة الأمريكية إلى أن بول مانافورت، مدير الحملة الانتخابية السابق لترامب، لا يزال ثابتًا على موقفه، بالرغم من احتمالية حبسه لأكثر من 80 عامًا بعد اتهامه بـ8 جرائم من بينها التهرب الضريبي والمصرفي والاحتيال والتعامل مع شركات أجنبية.

ويتحدث ترامب كثيرًا عن إمكانية العفو الرئاسي عن مانافورت. ولا يتوقف عن الإشادة به، الأربعاء الماضي، وقال في تغريدة عبر تويتر: "على عكس مايكل كوهين، فهو رفض اختلاق قصص وحكايات لا أساس لها من الصحة، يا له من رجل محترم وشجاع".

وتجد (سي إن إن) أن ترامب عليه أن يتساءل عما قاله مستشاره للأمن القومي السابق مايكل فلين، ونائب مدير حملته الانتخابية ريك جيتس، منذ إبرامهم صفقة مع المحقق الخاص روبرت مولر.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان