إعلان

أساتذة الفقه: ضحايا المطر شهداء.. وما يحدث في مصر قد يكون نعمة أو نقمة

03:59 م الجمعة 25 أكتوبر 2019

ارشيفية

كتبت- آمال سامي:

تمر بمصر حالة من الطقس السيئ، والمناخ غير المستقر، والعواصف والرياح والأمطار، وتضيء السماء بصواعق البرق وأصوات الرعد، وقد أدت تلك الحوادث إلى سقوط سبعة ضحايا، غرقًا وصعقًا.. فهل هي عقاب إلهي؟ أم ابتلاء؟ أم نعمة؟ وهل ضحاياها شهداء عند الله؟ في السطور التالية نعرض رأي عالمين من علماء الشريعة في تلك الأحداث وكيف يمكن أن نراها في ضوء كتاب الله وسنة رسوله..

يؤكد لنا عبدالسلام العتيق، أستاذ أصول الفقه بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، أن الشهداء الذين لقوا حتفهم في الأيام الماضية نتيجة سوء الأحوال الجوية، لهم حكم الشهادة عند الله عز وجل لكنهم لا يعاملون معاملة الشهيد في الدنيا، قائلًا: إننا نحتسبهم في الآخرة شهداء عند الله "الغرق والهدم والصعق بالكهرباء ومن يتوفى جراء تلك الحوادث نحسبهم شهداء عند الله".

وعما إذا كانت تلك الظواهر الطبيعية عقابًا من الله أم نقمة؟، فيقول العتيق إن هناك في النصوص القرآنية أن نزل بها عذاب لقوم من الأقوام لذلك سن الرسول صلى الله عليه وسلم في تلك الأحوال أن ندعو "حوالينا لا علينا" وأن ندعو كذلك "اللهم صيبا نافعا"، فهو يحتمل أن يكون نقمة أم نعمة، وأوضح أن دعوة حوالينا لا علينا تعني أنه لو كان عذابا ندعوه أن يكون بعيدا عنا، وصيبا نافعا تعني أنه لو كان نعمة أن يكون لنا، وقال العتيق في النهاية أن علينا أن نحسن الظن في الله وفي أنفسنا.

أرسل الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم، العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر بأسيوط، تعازيه لمن فقدوا أهاليهم صعقًا بالكهرباء أو غرقًا بالماء في نزول الأمطار الكثيفة على مصر في الأيام الماضية، قائلًا "عظم الله أجركم وغفر لموتاكم". وأكد مختار أن الذين توفوا صعقًا بالكهرباء أو غرقًا في الماء فهم شهداء، موضحًا ما ورد في السنة المشرفة من فرق بين شهداء الدنيا وشهداء الآخرة قائلًا إن شهيد الدنيا والآخرة هو الذي مات في سبيل الله إعلاء لكلمته وهؤلاء قلة، أما شهداء الآخرة فهم كثيرون، كما جاء في السنة الصحيحة، فمنهم من استشهد غريقًا أو حريقًا أو تحت الهدم، أي سقط فوقه جدار أو منزل أو نحو ذلك، وغيرها من الحالات التي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم عن الشهادة.

ويؤكد مرزوق أن من استشهدوا في الأيام الماضية جراء سوء الأحوال الجوية ينطبق عليهم لفظ الشهادة، فحتى لو كانت الكهرباء ليست موجودة في عصر النبي إلا أن فيها معنى الإحراق بل هي أشد من ذلك، فهم شهداء بررة وشهداء الآخرة، وهذا مما يقلل وقع المصيبة على أولئك الناس الذين استشهدوا في هذا الحال وندعو لهم بالمغفرة ولأهلهم بالصبر.

أما عن كون الظواهر الطبيعية نعمة أم ابتلاء أم غضب إلهي، فيقول مرزوق إن الظواهر الطبيعية التي تعتري الإنسان إن كان مؤمنًا حقًا فكل ما يجري عليه من الأمور يعد خيرًا، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم: عجبًا لأمرِ المؤمنِ إنَّ أمرَه كلَّهُ له خيرٌ وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمنِ إن أصابتْهُ سرَّاءُ شكر وكان خيرًا لهُ وإن أصابتْهُ ضرَّاءُ صبرَ فكان خيرًا له" ومما يستفاد من قول الرسول، يوضح مرزوق، أن كل ما يحدث للمؤمن إنما يعد من الخير، إذا استقبله المسلم بما سنه النبي، وهو الشكر عند النعم والصبر عند المصائب.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان