سيارته انشطرت نصفين وقتله الإهمال.. مأساة شاب على محور عرابي (فيديو)
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
كتب- محمد شعبان:
كعادته كل يوم، غادر عبد الله عبد الحق وتوأمه "عبد الرحمن" المنزل في طريقهما إلى محل عملهما في مخبز بحي المهندسين وسط محافظة الجيزة.
ودّع الأَخَوَان أفراد الأسرة على وعد بتناول وجبة الغداء سويًا، لم تدرِ الأم أن القدر سيحرمها من فلذة كبدها جراء حادث مروري لم يكن هو الفاعل الحقيقي، بل كان إهمال أطباء السبب الرئيسي لتلك المأساة.
الثانية عشرة منتصف ظهر الأحد الماضي، أنهى "عبد الله" عمله، وطالب شقيقه بالاستعداد للمغادرة عبر سيارة مالك المخبز- في سيناريو معتاد.
مالك المخبز طالب الأخير بالمكوث وانتظار عودته، واصطحب صاحب الـ23 سنة عبر محور أحمد عرابي قاصدا منطقة بشتيل.
حادث مروري تلو آخر ترتفع معه حصيلة الضحايا، الأمر الذي دفع كثيرينن إلى تسمية طريق أحمد عرابي بـ"محور الموت"؛ بسبب وجود عيوب هندسية بمنزل المحور- حسب قائدي المركبات- وكان آخر هؤلاء "عبد الله" بعدما تحولت السيارة إلى قطعة خردة.
اختلت عجلة القيادة بيد مالك المخبز، وفقد السيطرة على السيارة، وازداد الأمر سوءا مع وجود بقعة زيت تسببت في دوران السيارة واصطدمت بها أخرى ملاكي حمراء اللون من الخلف لتصطدم في أحد أعمدة الإنارة بالمواجهة ليتهشم الجزء الأمامي بالكامل "الموتور طار".
هرع قائدو السيارات ورجال المرور إلى نجدة من في السيارة، خرج مالك المخبز و"عبد الله" في حالة جيدة بفضل "الإير باج"، وجرى نقلهما إلى مستشفى الموظفين العام في إمبابة.
الواحدة ظهرا، خضع "عبد الله" إلى الإسعافات الأولية وأصيب بـ6 غُرز في الوجه من الجانب الأيمن، إلا أن مرافقيه فوجئوا بالفريق الطبي المعالج يطالبهم "خدوا الولد واطلعوا على قصر العيني" دون إعداد أي تقرير وافٍ عن حالته الصحية أو إجراء الأشعة اللازمة، حسب عم الشاب ويدعى "وائل أحمد".
"مش هستقبل الحالة من غير ورقة تحويل" وصلة جدال استمرت 30 دقيقة بين أسرة "عبد الله" والأطباء انتهت بإيداعه قسم الطوارئ وسط تأكيدات "ابنك محتاج رعاية مركزة عنده نزيف داخلي.. الحالة من الدرجة الثالثة" مطالبين أسرته بالانتظار لحين وجود سرير شاغر أو التوجه إلى مستشفى خاص.
اتصالات عدة أجراها أفراد أسرة "عبد الله" بحثا عن مكان شاغر بمختلف المستشفيات لكنها باءت بالفشل لدى مطالبة مسؤولي تلك المنشآت الطبية "لازم نشوف التقرير الطبي الأول للحالة" ليؤكد عم الشاب العشريني أنهم انتظروا 4 ساعات لإعداد التقرير.
انتصف ليل الأحد، زف أحد المسؤولين بالمستشفى العتيق خبرا سارا لأسرة "عبد الله" بوجود سرير شاغر، ليتنفس الجميع الصعداء مع ارتفاع احتمالية مجاوزة نجلهم مرحلة الخطر، وسط تعنت الإدارة بعدم إتمام عملية نقل الشاب إلى العناية المركزة قبل إنهاء الإجراءات المطلوبة والتي استغرقت ساعتين.
غادر أفراد الأسرة المستشفى تنفيذًا لتعليمات المستشفى بعدم السماح بوجود مرافق مع حالات العناية المركزة على أمل زيارته في الصباح.
داخل منزل بسيط بمنطقة بشتيل التابعة لمركز إمبابة، جلس أفراد أسرة "عبد الله" يبتهلون بالدعاء أملا في شفائه، انزوى بعضهم لقراءة آيات من الذكر الحكيم، وعمد آخرون إلى الصلاة لحين موعد الزيارة لكن اتصالا هاتفيا بدد كل ذلك.
الثانية عشرة ظهر، الاثنين، تصادف تواجد أحد أفراد العائلة بمستشفى قصر العيني لزيارة أحد المرضى، فتوجه إلى قسم العناية المركزة للاطمئنان على تطورات الحالة الصحية لـ"عبد الله" الذي كان فارق الحياة، أخبره الأطباء بالخبر الصادم "البقاء لله".
دقائق معدودة وصل معها أفراد العائلة المستشفى لإنجاز إجراءات تسلم الجثمان، لتتوالى الصدمات عليهم لدى علمهم بأن "عبد الله" توفي في ساعة متأخرة من الليل دون أن يخبرهم أحد من إدارة المستشفى، واكتفوا لدى مقابلتهم "ابنكم في المشرحة".
بصوت متحشرج، ووجه غاصب، يتذكر عم المتوفى تفاصيل أصعب 6 ساعات في حياته "قعدنا من 1 الضهر لحد 7 المغرب علشان نخلص ورق الدفن" مستنكرا: "ليه وجع القلب وحرقة دم أبوه وأمه؟.. مش عارفين ناخد حقنا عايشين أو ميتين"، حسب وصفه.
واختتم عم المتوفى حديثه لمصراوي بقوله "الحادثة قضاء وقدر.. لكن إهمال المستشفيات سيناريو متكرر متسائلًا: مستشفى كبير زي قصر العيني مفيهوش سرير فاضي؟!
فيديو قد يعجبك: