إعلان

بعد انتخاب عبد المجيد تبون رئيسًا.. متى ينتهي حراك الشارع الجزائري؟

10:07 م الجمعة 13 ديسمبر 2019

احتجاجات الجزائر

كتب – محمد عطايا:

اختارت الجزائر اليوم، رئيسًا جديدًا، بعد مرور عشرة شهور على اندلاع الحراك الشعبي، لتدخل البلاد مرحلة جديدة، وسط استمرار لوتيرة التظاهرات، وتفاءل حذر من الشعب.

هيئة الانتخابات الجزائرية أعلنت اليوم الجمعة، فوز رئيس الوزراء السابق عبد المجيد تبون بانتخابات الرئاسة التي أجريت الخميس، بعدد حصوله على 58% من الأصوات.

وأوضحت الهيئة أن نسبة المشاركة بالاقتراع الرئاسي بلغت 41.14%.

وعقب إعلان نتيجة الانتخابات، خرج الآلاف إلى شوارع مرددين هتافات "لا للتصويت"، ومشددين على رفض الرئيس الجزائري الجديد.

فيما أكد تبون في أول مؤتمر صحفي له عقب إعلان فوزه بالرئاسة، أنه لن يكون هناك إقصاء لأي طرف سياسي خلال الفترة المقبلة، لافتًا إلى أهمية دمج الشباب في العملية السياسية والاقتصادية.

وأردف، "أمد يدي للحراك من أجل حوار جاد يحقق مصلحة الجزائر وحدها"، مشيدًا بدور الجيش الجزائري في تأمين الحماية للحراك الشعبي الذي انطلق منذ فبراير الماضي.

من هو عبد المجيد تبون؟

وُلد تبون، 74 عامًا، في المشرية بولاية النعامة، وتخرج في المدرسة الوطنية لإدارة الاقتصاد والمالية، وهو متزوج وأب لخمسة أبناء.

نقلت الصحيفة الجزائرية عن مصادر مُقربة لتبون أنه رجل غريب الأطوار، عصبي إلى درجة قد تجعله في بعض الأحيان يتخذ قرارات عزل وإنهاء مهام تحت تأثير نوبات عصبية شديدة.

شغل العديد من المناصب المرموقة، كان آخرها الوزير الأول للحكومة، إذ عينه الرئيس الراحل بوتفليقة في هذا المنصب بمايو 2017، خلفًا لعبدالمالك سلال؛ لذلك يتعامل معه المحتجون الجزائريون على أنه امتداد للنظام السابق.

واختار تبون لحملته الانتخابية شعارًا مركزيًا هو "بالتغيير ملتزمون وعليه قادرون" تضمن 54 التزامًا، قال تبون إنّها "تستهدف تأسيس جمهورية جديدة".

وتتعلّق هذه الالتزامات بمراجعة شاملة للدستور ومراجعة قانون الانتخابات، وإنجاز إصلاح شامل وتحرير المجتمع المدني كسلطة مضادة وتسليم تدريجي للسلطة للشباب، ووضع تدابير جديدة لضمان نزاهة الموظفين العاملين في الإدارات العمومية والحكومية.

علاقة تبون بالنظام السابق

رغم التأكيد على أن الانتخابات الحالية، ترسخ لحياة ديمقراطية، ومستقبل أفضل للجزائر، إلا أن بعض الجهات الداخلية تعارض إقامة انتخابات في الأساس، بوجود خمسة مرشحين ارتبطوا بشكل مباشر لنظام بوتفليقة، بل يعتبرونه امتداد لهم، وذلك وفقًا لما ذكره أستاذ العلوم السياسية الجزائري، فؤاد جدو.

وخرج فصيل عريض من الشعب الجزائري للتظاهر بعد إعلان فوز تبون، لما رأوه أنه استمرارًا وامتدادًا للنظام السابق.

تصف الكثير من التقارير تبون بـ"رجل النظام ومرشح السلطة والجيش"، لا سيما أنّه كان قبل سنتين فقط رئيسًا للحكومة في عهد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، وكان يدعم كل سياساته، وأعلن دعمه له للترشح لولاية رئاسية خامسة في الانتخابات التي كانت مقررة في إبريل الماضي، قبل أن يتم إلغاؤها تحت ضغط مظاهرات الحراك الشعبي.

وكان نجل تبون، أحد المقبوض عليهم في عملية التطهير التي أعقبت سقوط عبدالعزيز بوتفليقة، وهو الآن بانتظار المحاكمة بتهمة الكسب غير المشروع.

وكان تبون يُنظر إليه خلال سنوات عمله وزيرا في حكومة بوتفليقة على أنه من التكنوقراط.

وقبل سبعة أيام فقط من بدء الانتخابات الرئاسية، عزف حزب الأفلان "جبهة الوطنية"، التي انتمى لها بوتفليقة، عن تأييد تبون، في سابقة خالفت كل توقعات النخب السياسية.

وبرغم عدم تأييد تبون من قبل حزب الأفلان، إلا أنه يحظى بدعم كبير من رموز النظام السابق وذلك وفقًا لما ذكرته تقارير إعلامية جزائرية.

هل تنتهي تظاهرات الجزائر؟

يواجه تبون، عددًا من الأزمات السياسية والاقتصادية، بينها التظاهرات الحالية، من كتلة لا يمكن الاستهانة بها من الشعب الجزائري.

وقال أستاذ العلوم السياسية الجزائري، فؤاد جدو، في تصريحات لـ"مصراوي"، إن الحراك لن يتوقف إلا إذا أبدى الرئيس مبادرات حسنة للشارع، مؤكدًا في الوقت ذاته، أنه في المقابل الحراك لا بد أن يتهيكل في أحزاب سياسية وبالتالي تحقيق التوازن الديمقراطي.

وأكد أن الأحزاب السياسية في الجزائر ضعيفة أو مرفوضة، وبالتالي لا يمكنها احتواء الحراك إلا إذا وقع تغيير فيها.

فيما أكدت وكالة "رويترز" في تحليل أن السلطات تأمل في أن ينهي انتخاب رئيس جديد الاضطرابات المستمرة على مدى عدة أشهر منذ الإطاحة ببوتفليقة، بعد 20 عامًا في سدة الرئاسة، في أبريل عندما سحب الجيش دعمه له إثر مظاهرات حاشدة.

لكن المتظاهرين يرفضون الانتخابات برمتها ويعتبرونها خدعة مدبرة من قبل سلطات يلفها الغموض ويدعمها الجيش لإخماد الانتفاضة المستمرة منذ أشهر واستعادة النظام السياسي القديم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان