إعلان

إهمال ودماء ومكالمة كشفت مفاجأة.. القصة الكاملة لقطار الموت بالبحيرة من الكارثة للقصاص

02:12 م الجمعة 29 مارس 2019

حادث قطاري البحيرة

البحيرة – أحمد نصرة:

أسدلت محكمة جنايات دمنهور الستار على قضية حادث قطار الموت بالبحيرة الذي وقع في 28 فبراير الماضي أمام قرية أبوالخاوي، مركز كوم حمادة، وأسفر عن مصرع 7 أشخاص، وإصابة 49 من مستقلي القطار.

وقضت المحكمة بمعاقبة "م.ا" عامل تحويلة بالسجن المشدد 15 سنة ومعاقبة كل من: "مصطفى. م"، رئيس كهربائي الإشارات، و"عز. ب" مساعد رئيس كهربائي الإشارات، و"وليد. أ" كهربائي الإشارات، بالحبس سنة مع الشغل.

فحص الصندوقين الأسودين

بعد ساعات من بدء التحقيقات سلم فريق من النيابة العامة بكوم حمادة، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، أجهزة ATC لتفريغ الصندوقين الأسودين لقطاري الركاب والبضائع بخط المناشي عقب أداء اليمين القانونية.

مكالمة تكشف مفاجأة

كشف تفريغ مكالمة تسجيلية على جهاز اللاسلكي الخاص بهيئة السكة الحديد بين عامل التحويلة، ومراقب بخطوط التشغيل بطنطا وقت وقوع الحادث عن مفاجأة.

ودارت المكالمة بين "محمد.ا.م" 58 سنة، عامل التحويلة بمحطة أبوالخاوي، ومراقب بخطوط التشغيل بطنطا في تمام الساعة 12:41 وقت الحادث، حيث دار بينهم حديث على جهاز اللاسلكي كالتالي:

مراقب خطوط التشغيل لعامل التحويلة: 691 خزن؟.

عامل التحويلة لمراقب التشغيل: أيوه خزن؟.

مراقب التشغيل: أنت قفلت 7/8 (التحويلة).

عامل التحويلة : 678 انقلب 678 انقلب 678 انقلب.

مراقب التشغيل: يا نهار أسود انقلب، الجرار ولا القطار؟.

عاملة التحويلة: التحويلة انفتحت.

مراقب التشغيل : 7/8؟

عاملة التحويلة : أيوة 7/8؟

وبمواجهة النيابة لعامل التحويلة بالمكالمة مع مراقب التشغيل بطنطا، قال: "أنا كنت واقف على برج المراقبة لحظة وقوع الحادث، ثم شوفت الحادثة على شاشة التحكم بمحطة السكة الحديد "، وكشفت التحقيقات مفاجأة أخري، بتعطل شاشة التحكم داخل محطة أبو الخاوي بكوم حمادة قبل وقوع الحادث.

كيف وقع الحادث

كشفت تحقيقات النيابة عن التصور النهائي لكيفية وقوع الحادث والمتورطين في ارتكابه، وذلك من خلال قيام المتهم "محمد.أ.م" ملاحظ البلوك بمحطة أبو الخاوي، مركز كوم حمادة، بالاشتراك مع كل من "مصطفى .ط.م" رئيس كهربائي الإشارات، و"عز. م.ب" مساعد رئيس كهربائي الإشارات، و"وليد. أ" كهربائي الإشارات، بارتكاب مخالفات عمدية للائحة سلامة التشغيل لهيئة السكة الحديدية، ولما تفرضه عليهم أصول مهنتهم وتفاديهم بذل الجهد لاتخاذ إجراءات أخرى عديدة، وتعجلهم إعطاء أمر التحويل من السكة الطوالي، إلى سكة التخزين، قبل التأكد من اجتياز قطار الركاب للتحويلة بكامل عرباته، الأمر الذي أدى إلى تغيير مسار القطار بدءً من العربة الثالثة، ما أدى إلى اصطدام الجانب الأيمن من الجزء الخلفي من العربة الثالثة، مع الجهة اليمنى لمقدمة جرار قطار البضائع.

الإحالة لمحكمة الجنايات

في 23 مايو الماضي أحال المستشار نبيل صادق، النائب العام المتهمين بارتكاب حادث تصادم قطاري البحيرة، إلى المحاكمة الجنائية العاجلة، بعد الانتهاء من التحقيقات، وأكدت النيابة أن المتهمين أخلوا إخلالا جسيما بما تفرضه عليهم لائحة سلامة التشغيل للهيئة القومية لسكك حديد مصر، بما يعرض مستقلي منظومة السكك الحديدية للخطر، كما أضروا بأموال ومصالح جهة عملهم وهو ما تمثل في تلفيات بممتلكات ومهمات السكك الحديدية قدرت قيمتها بحوالي 439 ألف جنيها، وتعطيل لحركة سير القطارات قدرت قيمتها بحوالي 67 ألف جنيها.

مرافعة بليغة للنيابة

وقدم المستشار محمد الحسيني رئيس نيابة كوم حمادة، مرافعة بليغة أمام المحكمة: قال فيها "جئت اليوم هنا ليس فحسب ممثلًا للمجتمع في اقتضاء حقه من مرتكب جريمة ارتكبت، وإنما جئت لأنقل لهيئة المحكمة شعور محقق عايش وقائع فاجعة بما حوته من آثام وآلام، حيث ناظرت جثث أناس أبرياء أثناء المعاينة، وعاينت أحشاء ودماء وأشلاء واستمعت لآهات مكلومين ضعفاء، ناقشت شهودًا عاينوا الموت أحياء، ثم تحدثت إلى المتهمين على أن أجد لهم ملتمسًا فلم أجد.

وأضاف: "ما حدث مأساة لأبرياء خرجوا من بيوتهم لتحصيل الرزق الحلال، وأداء رسالتهم في الحياة، فتلقفتهم يد آثمة مستهترة متخاذلة كلفتهم أرواحهم، لا ذنب فعلوه ولا إثم اقترفوه، مأساة أناس أبرياء خرجوا من بيوتهم قاصدين مقار عملهم فانتهى بهم المطاف إلى أسِرة المستشفيات، مأساة زوجات وأطفال فقدوا الزوج والأب والعائل الوحيد".

وتابع: "ترملت النساء وتيتم الأطفال وسلبوا أعز من لهم في هذه الحياة، مأساة أناس عاينوا الموت واقعًا لا مراء، قضوا أسوأ لحظات حياتهم بين موت يطاردهم وأمل بعيد في النجاة يراودهم، مأساة مجتمع بأسره أضناه عبث العابثين وقطع أوصاله فساد المفسدين وظن أفراده ألا نجاة من الطغاة والمجرمين".

وأكمل: "فئة ضالة استمرأت الكسل وتبلدت ضمائرهم، فقتلوا بإهمالهم في لحظات ما لا تحصده حرب في ساعات، إننا اليوم نواجه خطرًا داهمًا ومرضًا عضالًا، إن لم نقف في سبيله بحسم سرنا جميعا إلى الهاوية".

إدانة وحكم رادع

بعد سلسلة من الجلسات استمرت قرابة 6 أشهر اصدرت المحكمة حكمها الرادع بالسجن المشدد 15 عاما لعامل التحويلة وحبس باقي المتهمين سنة ليمثل الحكم صفعة في وجه الإهمال وجرس إنذار لكل من تسول له نفسه العبث أو الاستهانة بأرواح المواطنين.

اقرأ أيضًا

بالصور- حذاء وقميص طفل وغداء لم يكتمل.. مشاهد مؤلمة من "قطار البحيرة"

"أبوالخاوي".. "قرية الفراولة" شاهدة على حادث قطار البحيرة (صور)

فيديو قد يعجبك: