من الجزائر للصومال.. أفارقة يشجعون منتخب مصر أمام أوغندا (صور)
كتب- رمضان حسن:
على بُعد أمتار من بوابات مدخل استاد القاهرة الدولي، المخصصة لجماهير الدرجة الثانية، بشارع يوسف عباس، وقف الصومالي يحيى عبد الشكور، يفاضل بين أعلام مصر التي يعرضها الباعة بأشكال مختلفة وأحجام متنوعة.
"يحيى" حرص على الذهاب إلى استاد القاهرة الدولي قبل ساعات من مباراة مصر وأوغندا، التي تقام في التاسعة من مساء اليوم ضمن مباريات الجولة الثانية من دور المجموعات لبطولة كأس الأمم الأفريقية. واشترى العلم المصري لتشجيع منتخب الفراعنة، والأمر نفسه تكرر أثناء مباراة المنتخب المصري السابقة مع منتخب الكونغو؛ رفع فيها العلم المصري داخل الاستاد.
في بداية الأسبوع الماضي، أخبر "يحيى" صديقه المصري "أحمد حسن" برغبته في حضور مباراة اليوم. لم يتردد إسلام في حجز تذكرتين بمدرجات الدرجة الثانية، خاصة بعد أن انتهت امتحاناتهم بكلية الطب بجامعة المنصورة، "يحيي أقنعني نحضر الماتش، علشان نغير جو بعد الامتحانات، كمان لأنه بيحب لعب المنتخب المصري"، يقول أحمد.
لم تكن هذه البطولة هي الأولى التي يحضرها "يحيي" لتشجيع المنتخب المصري؛ حيث يتذكر مباراة مصر وأوغندا في تصفيات كأس العالم 2018، والتي حضرها في استاد برج العرب بالإسكندرية: "كنت في الاستاد بشجع مصر، ولم أنسَ الهدف الذي أحرزه محمد صلاح، في الوقت الضائع، وفرحت زي المصريين بصعودهم لكأس العالم".
جاء يحيي إلى القاهرة في أواخر 2017، قادما من مدينة "جالكعيو" الصومالية، ليستقر بمدينة المنصورة بالقرب من كلية الطب، حيث ساعده أحمد في تعلم اللغة العربية، ليعرف كيف يتعامل مع المصريين.
ويتابع الشاب العشريني كرة القدم، منذ صغره، ويعرف الكثير عن رحلة احتراف اللاعب محمد صلاح، منذ بدايتها، فهو يتابعه، مذ كان يلعب مع فريق روما الإيطالي، "صلاح لاعب عالمي، ويفتخر به أي مواطن عربي أو أفريقي".
يتمني يحيي أن يكون بلده ضمن المنتخبات المشاركة في البطولة، "بلدي مفيهاش كرة قدم بمستوى محترف، ولكن الصوماليين بيحبوا الكرة، وأتمني نشارك في البطولة المرة القادمة".
اختار الشاب الصومالي "مصر والسنغال والمغرب" ليشجعها في البطولة، ويتوقع أن تحصل مصر على البطولة هذا العام، كما يرى أن وجوده في مصر فرصة مميزة ليتابع بطولة كأس الأمم الأفريقية، والتي يصفها بالمحببة لديه، مؤكدا أنها المناسبة الأفضل التي تجمع الشعوب الأفريقية حول شيء واحد.
بمجرد خروجهما من محطة مترو الاستاد، لفت "سيد على"، و"خالد الراحمي" أنظار المشجعين المصريين الموجودين في المنطقة، حيث كانا يرتديان فانلة منتخب الجزائر، بينما كان يمسك أحدهما بعلم الجزائر، وقف الصديقان لدقائق معدودة، قبل أن يبادر أحدهما بسؤال أحد الجماهير عن الطريق لبوابة مدرجات الدرجة الثانية، وكان الآخر يشتري العلم المصري، ليشجعا منتخب مصر.
وصل الصديقان إلى القاهرة، صباح اليوم الـ21 من الشهر الجاري، لحضور المباراة الافتتاحية، لبطولة كأس الأمم الأفريقية، وكذلك لمؤازرة منتخب بلادهم في البطولة، وهي المرة الأولى التي يخرج فيها الشابان وراء منتخب الجزائر لتشجيعه.
قبل بداية البطولة بأسبوع، بدأ سيد وخالد في حجز تذاكر المباريات عبر الإنترنت، فهي المرة الأولى التي يأتي ويزورا فيها مصر، "أول مرة نيجي مصر، إن شاء الله ما تكون الأخيرة".
يقول سيد: "إحنا إخوة، وجينا نشجع المنتخب المصري، لنقول للكل إننا إخوة، وما فيه مشاكل بينا"، في إشارة إلى الأحداث الشهيرة التي أغضبت الجماهير المصرية والجزائرية عقب مباراة المنتخبين بالعاصمة السودانية "أم درمان"، "إحنا هنشجع منتخب بلدنا والمنتخب المصري في كل مبارياته"، ونتمنى وصول مصر والجزائر إلى النهائي".
التقط خالد خيط الحديث ليؤكد أنهم جاءوا لتشجيع المنتخب المصري ورؤية محمد صلاح، "أتوقع فوز مصر بالبطولة، فهي تمتلك منتخبا قويا جدا".
يخطط الشابان لزيارة مدينة الإسكندرية أثناء فترة البطولة، كما سيستغل أيام توقف المباريات لزيارة مدينة شرم الشيخ، للاستمتاع بمياهها، وذلك بعد نصيحة من أحد الأصدقاء في بلدهم بضرورة زيارتها أثناء وجودهم في مصر.
في هذه الأثناء، كانت حنان الشفاع تستعد للدخول مع الجماهير المصرية للدخول، عبر بوابة استاد القاهرة المطلة على طريق صلاح سالم، جاءت من المغرب خلف منتخبها لتشجعه أثناء البطولة: "أحب أشجع المنتخب المصري في مبارياته، لأن مصر أحب البلاد للمغرب"، ولكن ترى أن منتخب المغرب هو الأكثر ترشيحا للحصول على اللقب هذه النسخة.
تعودت حنان على السفر وراء فريقها الوداد المغربي لحضور مبارياته مع فريقي الأهلي والزمالك، في بطولة دوري أبطال أفريقيا، "آخر مباراة حضرتها كانت في استاد برج العرب بين الوداد والأهلي"، فهي المرة الخامسة التي تزور فيها مصر، ولكن الأولى التي تخرج فيها وراء منتخب بلادها.
ترى "الشفاع" أن مصر هي البلد العربي الوحيد الذي يجمع الدول العربية في مكان واحد دون خلافات بينها، "مصر أم العرب وحاضنة للدول الأفريقية".
أما عن استضافة مصر للبطولة هذا العام، فتقول: "مبهورة بالصورة التي ظهرت بها مصر في تنظيم البطولة حتى الآن"، مضيفة: "جميل أننا نجتمع كلنا كأفارقة على أرض مصر، لنقول للعالم كله إننا قارة بلا عنصرية، ونحب كل شعوب أفريقيا".
لا تفوت حنان مباراة للمنتخب المغربي، منذ سنوات، تتذكر وهي طفلة حين كان يصطحبها والدها لحضور مباريات منتخبها من داخل الاستاد بالمغرب، "منذ صغري وأنا أشجع منتخب المغرب، وحريصة على حضور كل مباريات المغرب".
فيديو قد يعجبك: