تلاميذ بين المحتجزين في التحقيقات بشأن ذبح مدرس فرنسي
باريس- (بي بي سي):
احتجز أربعة تلاميذ، من بين 15 شخصا آخر، في فرنسا بعد قطع رأس المعلم صمويل باتي، الذي عرض رسوما كاريكاتورية مثيرة للجدل للنبي محمد على تلاميذه.
ومن بين المعتقلين الآخرين أربعة أفراد من عائلة القاتل، ووالد في المدرسة، ومتشدد إسلامي معروف.
ونفذت الشرطة يوم الاثنين حوالي 40 مداهمة على منازل أشخاص يشتبه بأنهم متطرفون. ويتوقع المزيد من المداهمات.
ولقد أدى القتل الوحشي للمعلم إلى صدمة في فرنسا.
وشارك عشرات الآلاف في مسيرات في شتى أنحاء البلاد يوما الأحد تكريما لباتي ودفاعا عن حرية التعبير. ويقام حفل تكريم لذكرى المعلم، الذي كان يبلغ من العمر 47 عاما، في جامعة السوربون في باريس يوم الأربعاء.
وقد قُتل رجل يُدعى عبد الله أيه، يبلغ من العمر 18 عاما، برصاص الشرطة يوم الجمعة بعد مقتل باتي بالقرب من مدرسته في كونفلانس سانت أونورين، إحدى ضواحي شمال غرب باريس.
ما هو الجديد في التحقيق؟
قال مصدر قضائي لوكالة فرانس برس للأنباء يوم الاثنين إن أربعة تلاميذ احتجزوا لأنهم ربما ساعدوا في تعرف القاتل على باتي مقابل أجر.
وبذلك يرتفع عدد الأشخاص الذين اعتقلوا في أعقاب جريمة القتل إلى 15 شخصًا.
كما اعتقل جد القاتل ووالداه وشقيقه البالغ من العمر 17 عاما بعد وقت قصير من الهجوم الشنيع.
وكان من بين من الأشخاص الستة الذين اعتقلوا السبت، والد تلميذ شن حملة على الإنترنت على باتي، وخطيب وصفته وسائل إعلام فرنسية بأنه إسلامي متشدد. واتهم وزير الداخلية جيرالد دارمانين الرجلين بإصدار "فتوى" ضد المدرس.
ولم تكن عشرات المداهمات، التي استهدفت يوم الاثنين متشددين إسلاميين مشتبها بهم، مرتبطة بالضرورة بالتحقيق في مقتل باتي.
لكن دارمانين قال إن الشرطة ستجري مقابلات مع حوالي 80 شخصا يعتقد أنهم نشروا رسائل تدعم القتل.
وقال مصدر في وزارة الداخلية لوكالة فرانس برس "نريد مضايقة وزعزعة استقرار هذه الحركة بطريقة حازمة جدا".
وقالت الحكومة أيضا إنها تحقق في وضع 51 جمعية إسلامية فرنسية. وقالت إنه إذا تبين أن أيا منها تروج للكراهية، فسوف تُغلق.
ووصف دارمانين إحدى تلك المنظمات، وهي جماعة مناهضة للإسلاموفوبيا في فرنسا، بأنها "عدو للدولة".
واتهمت المنظمة، التي تراقب جرائم الكراهية ضد المسلمين في فرنسا، الوزير بالتشهير بها بعد أن ادعى أن الجماعة ضالعة "بشكل واضح" في هجوم الجمعة.
وأصدر مجلس المنظمة بيانا عقب نبأ الهجوم عبر فيه عن "ألمنا وحزننا لأسرة هذا المعلم".
لماذا استهدف صمويل باتي؟
قال المدعي العام المعني بمكافحة الإرهاب، جان فرانسوا ريكارد، إن باتي كان هدفا لتهديدات بعد أن عرض رسوما كاريكاتورية للنبي محمد خلال فصل دراسي حول حرية التعبير في وقت سابق من أكتوبر.
وكما فعل في دروس مماثلة في السنوات الأخيرة، نصح باتي، مدرس التاريخ والجغرافيا، الطلاب المسلمين بمغادرة الغرفة إذا اعتقدوا أنهم يتعرضون للإهانة.
وهذه قضية حساسة بشكل خاص في فرنسا بسبب نشر مجلة شارلي إيبدو الساخرة لرسوم كاريكاتورية للنبي محمد. وتجري حاليا محاكمة بشأن مقتل 12 شخصا على يد متشددين إسلاميين في مكاتب المجلة في عام 2015.
ويقول بعض المسلمين الفرنسيين إنهم مستهدفون باستمرار بسبب دينهم في حملات تمييز وعنصرية، وهذه قضية أدت منذ فترة طويلة إلى حدوث توتر في البلاد.
ماذا حدث في هجوم الجمعة؟
بحسب ما ورد، فإن عبد الله أيه شيشاني ولد في موسكو وكان يعيش في بلدة إفرو في نورماندي، على بعد حوالي 100 كيلومتر من مكان حدوث الجريمة. ولم تكن لديه صلات معروفة بالمعلم باتي أو بمدرسته.
وقال ريكارد إن القاتل ذهب إلى المدرسة في كونفلانز سانت أونورين بعد ظهر الجمعة وطلب من الطلاب أن يشيروا إلى المعلم حتى يعرفه.
وتتبع المشتبه به باتي خلال عودته إلى منزله من العمل. ثم هاجم المعلم بسكين قبل قطع رأسه.
وقيل إن شهودا سمعوا المهاجم يصرخ "الله أكبر".
وعندما وصلت الشرطة إلى مكان الحادث وواجهت المهاجم، أطلق عليهم النار من مسدسه. ورد ضباط الشرطة بإطلاق النار عليه تسع مرات. وعثر على سكين طوله 30 سم في مكان قريب.
وقالت السلطات إن الرجل مثل أمام المحاكم في الماضي، في جنح بسيطة.
فيديو قد يعجبك: