الانتخابات الأمريكية: لماذا يتحدث ترامب كثيرًا عن خسارته المُحتملة؟
كتبت- هدى الشيمي:
أخطر الحيوانات هي الجريحة والمحاصرة، ينطبق الأمر نفسه على البشر وتحديدًا رئيس الولايات المتحدة. قالت شبكة سي إن إن الأمريكية إن قبل نحو أسبوعين من إجراء الانتخابات الرئاسية يجد دونالد ترامب نفسه متخلفًا عن منافسه الديمقراطي جو بايدن في استطلاعات الرأي على المستوى الوطني وفي الولايات المتأرجحة التي يكون لها دورًا حاسمًا في مساعدة المُرشح على الوصول إلى البيت الأبيض.
في الأيام الأخيرة الماضية تحدث الرئيس الأمريكي كثيرًا عما سيفعله حال خسارته في الانتخابات أمام جو بايدن. تشير تغريدات ترامب وخطاباته في الحملات الانتخابية على مدار الأيام القليلة الماضية بعدة أمور أولها أنه يعي جيدًا أنه سيخسر في الانتخابات، ثانيًا لا يملك الرئيس الجمهوري، حسب سي إن إن، أي وسيلة للتعامل مع هذا الأمر وتحويل الهزيمة المُحتملة إلى فوز، وثالثًا وهو الأهم، وفقًا للشبكة الأمريكية، فإنه سيحاول فعل كل شيء من أجل الخروج من هذا المأزق.
هذا ما يجعل ترامب أكثر خطورة مما كان عليه خلال السنوات الأربع الماضية، قالت (سي إن إن) إن الرئيس الأمريكي سيفعل أي شيء على الإطلاق من الآن وحتى 3 نوفمبر، مدفوعًا برغبته المُلحة في الفوز وإلحاق أكبر قدر ممكن من الأذى بجو بادين في حالة فوزه.
قالت الشبكة الإخبارية إن ترامب - كما هو الحال دائمًا- لا يستطيع مساعدته نفسه، ومن خلال مراقبة عملية الاقتراع أصبح يعي جيدًا أنه ليس المُرشح المُفضل للفوز، ورغم أنه لا يزال هناك طرق للحصول على 270 صوتًا من أصوات المجمع الانتخابي تضمن فوزه، إلا أن هذه الطريق قليلة ومتباعدة.
لجأ ترامب حتى الآن إلى مجموعة من الحيل التي سبق استعان بها، ومن بينها الإشارة إلى المواد التي عُثر عليها في الحاسب الشخصي هانتر بايدن نجل مُرشحه الديمقراطي، والتي تُشير إلى احتمالية تورطه في فضيحة مع شركة بوريسيما الأوكرانية. كذلك شكك الرئيس الأمريكي في صحة بايدن العقلية، وزعم أنه مُصاب بالخرف.
المناظرة الأخيرة
تتجه الأنظار إلى ولاية تينيسي، الخميس المُقبل، حيث تُجرى آخر مناظرة رئاسية بين مُرشحي الرئاسة بعد مواجهتهما الأولى التي اعتبرتها وسائل الإعلام الأمريكية والسياسيون في الولايات المتحدة كارثة كبيرة حلّت على رأس الرئيس الذي تنمر على منافسه الديمقراطي ولم يتوقف عن مقاطعته أثناء الحديث.
ورفض ترامب اقتراح إجراء المناظرة الثانية على الواقع الافتراضي، ما يجعل مناظرة تينيسي المُقبلة آخر فرصة أمام رجل الأعمال النيويوركي الطامح للفوز بأربعة أعوام أخرى في الانتخابات.
لم يتضح حتى الآن ما الذي يخطط له ترامب في المناظرة المُقبل، فيما ترجح (سي إن إن) أنه سيقضي أغلب الوقت في الحديث عن هانتر بايدن، نجل منافسه الديمقراطي، وعن شركة بورسيما للغاز التي عمل فيها هانتر لبعض الوقت، ويزعم أن بايدن استغل منصبه كنائب رئيس سابق للبلاد لحماية ابنه من التورط في تحقيقات فساد طالت الشركة.
مع ذلك، كان لهذه الهجمات تأثير محدود خارج قاعدة ترامب المخلصة له. قالت (سي إن إن) إن هؤلاء الناخبين ليسوا مشكلة ترامب، ولكن الجمهوريين والمستقلين هم من يحتاجون إلى تكوين وجهة نظرة واضحة وقوية إزاء الرئيس، وهو ما لا يحدث، إذ تظهر استطلاعات الرأي التي اُجريت خلال الفترة الماضية أن ترامب ليس لديه رسالة قوية، ويكتفي فقط بالتحدث عن تعافيه من كوفيد-19، والهجوم على منافسه الديمقراطي.
"اسوأ مُرشح في التاريخ"
قال ترامب خلال حشد انتخابي في جورجيا، الأسبوع الماضي، إن منافسة أسوأ مُرشح في الانتخابات الأمريكية يضعه أمام ضغطًا كبيرًا. وتابع: "هل تتخيلون ماذا سيحدث إذا خسرت؟ ماذا سأفعل؟ سأقول إني خسرت أمام أسوأ مُرشح في تاريخ السياسة، لن أشعر بشعور جيد، ربما أغادر البلاد".
وكرر نفس العبارات تقريبًا في اليوم التالي، وقال: "إنه يفضل مواجهة شخص ما موهوب بشكل استثنائي، بهذه الطريقة أستطيع المُضي قدمًا وإدارة شؤون حياتي".
الخسارة ليست من المواضيع التي يُفضل ترامب التحدث عنها أو التفكير فيها، ففي داخل عقله – حسب سي إن إن- لا يدور شيئًا سوى أنه رجل في الـ74 من عمره قادر على الفوز وإلحاق الهزائم بمنافسيه وأعدائه. إذن لماذا يتحدث ترامب الآن عن الخسارة؟
فيديو قد يعجبك: