إثيوبيا تواصل التعنت: سد النهضة سيكتمل 2023.. ولن نتنازل بضغط خارجي
كتبت- رنا أسامة:
واصلت إثيوبيا سياسة التعنت حيال أزمة سد النهضة، وادّعى سفيرها لدى الولايات المتحدة، فيتسوم أريجا، أن المخاوف من تهديد السد للأمن المائي "لا أساس لها وغير علمية"، مؤكدًا الانتهاء منه بحلول عام 2023.
وأعاد أريجا تصريح وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي سيلشي بيكيلي الذي أكّد خلاله قبل أيام أن "مراحل بناء سد النهضة مستمرة كما هو مُخطط له"، والبدء في الملء الثاني للسد في يوليو المقبل، بشكل أحادي، حتى لو لم يتم التوصل لاتفاق قانوني ملزم، في تجاهل لتحذيرات مصر والسودان وانتهاك للمواثيق الدولية.
وفي سلسلة تغريدات عبر تويتر، زعم الدبلوماسي الإثيوبي أن سد النهضة "هو السد الأكثر أمانًا لجميع المشاريع على نهر النيل باستخدام أحدث التقنيات"، واصفًا إيّاه بأنه "بنك مياه لدول المصب".
وتابع ماضيًا في مزاعمه: "مشكلتهم (مصر والسودان) ليست تقنية ولا خوفًا من نقص المياهن ولكن سوء فهم لاعتبار (تنمية إثيوبيا تهديدًا)".
وأضاف: "سد النهضة هو المشروع الأكثر فائدة لدول المصب بكافة المقاييس".
وزعم أن "إثيوبيا مستعدة دائمًا للتوصل إلى اتفاق عادل"، مُشددًا على أنها "لن تتنازل عن مصالحها الوطنية بالضغط الخارجي".
GERD is a water bank for the downstream countries.
— Fitsum Arega (@fitsumaregaa) February 18, 2021
“Their problem is neither technical nor fear of water shortage but misconception of considering #Ethiopia's development as a threat.” @seleshi_b_a
GERD is the most helpful project to the downstream countries by any criteria.
وتخشى مصر من أن عملية ملء السد قد تؤثر على حصتها من المياه، ففي السنوات التي يكون فيها معدل الأمطار عاديا أو فوق المتوسط لا يُتوقع أن تكون هناك مشكلة، ولكن القلق بشأن ما قد يحدث خلال فترات الجفاف التي قد تستمر لأعوام.
وبدأت إثيوبيا مرحلة ملء خزان السد العام الماضي، ضاربة بعرض الحائط مُطالبات مصر والسودان بأن يتم الاتفاق أولًا بين الأطراف الثلاثة.
وشجب السودان قرار إثيوبيا الفردي بملء خزان السد على نهر النيل، مؤكدا أنه "تهديد للأمن القومي".
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، دعا وزير الري والموارد المائية السودانية ياسر عباس، الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، إلى الوساطة في النزاع بين مصر وإثيوبيا والسودان بشأن السد.
وحذر عباس من أن مضي أثيوبيا قدما في ملء خزان السد في يوليو المقبل "سيهدد حياة نصف سكان وسط السودان، فضلا عن المساس بالزارعة وتوليد الكهرباء".
فيما أكّد الرئيس عبدالفتاح السيسي استمرار مصر في التفاوض الذي يتطلب المزيد من الوقت والإجراءات. وقال في مداخلة هاتفية قبل أسبوع إن "هناك حديث طويل في هذه القضية، ونحن قمنا بإجراءات داخلية أخرى بخصوص المياه مثل المعالجات وغيرها".
ودخلت السودان ومصر في محادثات غير مثمرة دامت أكثر من عشرية كاملة مع إثيوبيا حول سد النهضة، منذ أن بدأت العمل فيه عام 2011.
والشهر الفائت، جرت محادثات بين الأطراف الثلاثة بحضور مراقبين من الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، ولكنها باءت بالفشل.
بالتوازي، توترت العلاقات بين أديس أبابا والخرطوم في الأسابيع الأخيرة بسبب خلافات حدودية.
فيديو قد يعجبك: