فؤاد حجاج.. شاعر الفرصة الواحدة (بروفايل)
كتب- مصراوي:
فَقَدَ الوسطُ الأدبيُّ والثقافيُّ، اليوم السبت، أحدَ أهم شعراء العامية الكبار في مصر، وهو الشاعر فؤاد حجاج، مؤلف كلمات المقدمة والنهاية لمسلسل "حديث الصباح والمساء".
يعدُّ فؤاد حجاج امتدادًا لسيرة الشعراء في هذا المجال؛ ممن أثروا المكتبة العربية بالكثير من الدواوين والأشعار الخالدة حتى الآن، وإن لم تمتدْ يدُ الشهرة والتقدير لتزيِّن مسيرته.
لم تتوقف موهبة الشاعر الراحل عند العامية فقط، وإنما امتدت إلى مجالَي المسرح والدراسات الأدبية أيضًا، واللذين أبلى فيهما بلاء حسنًا، إلا أن المجالات التي عمل فيها لم تمنحه الشهرة الكافية؛ فقد مسَّه بريقها بعد تأليفه تترَي مسلسل "حديث الصباح والمساء" في تعاونه مع السيناريست محسن زايد، الذي منحه فرصة عمره التي اغتنمها وأحسن استغلالها وقدم أحد أهم التترات الخالدة في وجدان الشعب العربي كله، ولكن هذا التعاون لم يتكرر ولم يُقدِم مخرجو التليفزيون على التعاون معه مرةً أخرى، رغم نضج وعمق وطزاجة كلماته.
وعن هذه التجربة، يقول صاحب ديوان "وادي الخوف"، في أحد لقاءاته السابقة: كان محسن زايد يرسل إليَّ حلقات المسلسل باستمرار؛ لكي يأخذ رأيي فيها بحكم الصداقة التي نشأت بيننا بعد مشاهدة زايد مسرحية حجاج "محاكمة شخصيات نجيب محفوظ".
وأضاف حجاج: "بحكم الصداقة التي تكونت، أخذ زايد في إرسال حلقات المسلسل إليَّ تباعًا لأبدي رأيي فيها أثناء الكتابة، هزتني الأحداث بشدة، فكتبت تترَي البداية والنهاية دون أن يكلفني أحد بكتابة شيء، كتبت فقط لأني لم أستطع أن أتمالك نفسي أمام جمال السيناريو، عرضت ما كتبت على محسن زايد، ولم أكن أتوقع الكثير؛ فكل مخرج مسلسل أو فيلم، كان لديه في هذا الوقت مجموعته التي لا يغيرها أبدًا من كتاب، ومغنيين وممثلين.. إلى آخره، ولم أكن أنتمي إلى أية مجموعة، إلا أن (زايد) أُعجب بالكلمات بشدة، واعتبرها تلخيصًا وافيًا لكل أحداث المسلسل في أسطر قليلة، وأذكر أنه نقل إليَّ لاحقًا ثناء الأستاذ نجيب محفوظ وإعجابه الشديد بما كتبت".
جاءت أغلب أشعار حجاج، وطنية، ورصد كل الأحداث الوطنية التي مرت على مصر؛ بداية من النكسة وحتى ثورتَي يناير ويونيو، وجاء موقفه خلالهما موقف أغلب المثقفين الوطنيين الذين عبروا عن هموم المواطن المصري وطموحاته في غدٍ أفضل.
وفؤاد حجاج كاتب وشاعر صدر له عدد من المؤلفات الأدبية؛ منها "وادي الخوف"، ديوان بالعامية، 1971، و"في المحكمة" ديوان بالعامية، 1973، و"غنوة المطر" ديوان بالعامية، 2003.
وصدرت له أيضًا دراسات؛ منها "المسرح والعمال" 1989، ز"بتهوفن معزوفة التحدي" 1995، و"فارس مسرح الثقافة الجماهيرية" 1997.
وحصل حجاج على عدد من الأوسمة والجوائز؛ منها جائزة العيد الأول للفن والثقافة عام 1979 من وزارة الثقافة، وجائزة الميكروفون الذهبي عام 2001 من مهرجان الإذاعة والتليفزيون، وشهادات تكريم من أغلب جامعات مصر، وشهادات تكريم من مديريات الثقافة بالأقاليم، ومنحة التفرغ لعامي 1996- 1997 من وزارة الثقافة.
فيديو قد يعجبك: