إعلان

موهبة من رحم المعاناة.. كريم "رسام الرصيف": نفسي أدخل المدرسة وابقى فنان كبير - (صور)

10:37 ص الأربعاء 23 فبراير 2022

البحيرة - أحمد نصرة:

مختلعًا نعليه، افترش كريم أحد أرصفة مدينة دمنهور، بمحافظة البحيرة، من أمامه "كرتونة" فارغة يعلوها عبوات مناديل ورقية، وعن يمينه مجموعة من الأقلام الملونة يستخدمها في خط وتلوين رسوماته الجميلة والجذابة.

لم يمنع البرد القارس كريم من الخروج والجلوس لبيع المناديل، فمن دون ذلك، ومع ظروفه الاجتماعية والأسرية الصعبة، لن يجد من المال ما يشتري به الألوان والأوراق اللازمة لممارسة هوايته المحببة.

"بابا مطلق ماما ومدخلتش المدرسة"

بهذه الجملة اختصر كريم الكثير من التفاصيل التي توضح معاناته أجاب بها عن تساؤلات تدور بأذهان كل من يشاهده ويتوقف أمامه منبهرًا ببراعته في الرسم والتي خلقت مشهدًا لافتًا يتجمع حوله المارة.

وتقول منال يسري، إحدى المتابعات لحالة الطفل رسام الرصيف: " كريم عمره 13 عامًا، يكتب إسمه فقط، لا يعرف القراءة والكتابة، والداه منفصلان، لديه 4 أخوة هو الأوسط بينهم ويعيش مع أمه التي تعمل هي الأخرى في بيع المناديل، بينما يعمل الأب في تجميع الكراتين"

وتضيف: "الولد موهوب وعفيف، لا يتسول من أحد و يرفض تلقي الأموال دون مقابل، ويصر على إعطاء من يساعده إما المناديل أو إحدى رسوماته كمقابل لذلك".

وبسؤاله عن الثمن الذي يبيع به رسوماته أجاب كريم: " أي حاجة ساعات 5 جنيه، وساعات 10 جنيه، إللي بيدوهولي باخده".

ويكمل: " بقعد في المكان ده من العصر، لغاية العشاء، و الفلوس إللي بكسبها بجيب بيها الألوان والورق، وإللي بيفضل بأديه لأمي لما أروح".

ويخشى كريم ألا يتمكن من مواصلة هوايته في الرسم ويوضح قائلًا: " ممكن مقعدش هنا تاني بعد كام يوم، بابا عاوزني أنزل شتغل معاه في لم الكراتين".

ووسط تجمع من المارة اجتذبتهم رسوم كريم تساءل أحدهم باندهاش: " أين المسؤولين عن الثقافة بمحافظة البحيرة من هذه الموهبة؟، ولماذا لايتبنون حالة هذا الطفل ويتعهدونه بالرعاية ليكون مشروعًا لرسام محترف، ويتغير مسار حياته نحو الأفضل".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان