إعلان

المتحف المصري الكبير.. مكايدة تحولت إلى مشروع القرن

04:03 م الثلاثاء 15 أكتوبر 2024

كتب- محمد شاكر:

يفتح المتحف المصري الكبير، أبوابه، أمام الجمهور غدا الأربعاء، لبدء التشغيل التجريبى لأجزاء جديدة بالمتحف، تشمل 12 قاعة عرض رئيسية للمرة الأولى، تقع على مساحة تقدر بحوالي 6 أفدنة، بخلاف ما تم تشغيله بالفعل.

وقد جاءت فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير، على يد الفنان فاروق حسني، عفوية وبالمصادفة، ولكنها أفضت إلى واحد من أهم المشاريع الثقافية في القرن الحادي والعشرين، نستعرضها خلال السطور التالية.

ففي ذات مساء، بينما يتناول فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق، العشاء في معهد العالم العربي في باريس، إذا بصديق معماري إيطالي يستفز "حسني" بسؤال عن المتحف المصري في التحرير قائلا: "هتعملوا إيه في المخزن اللي في التحرير؟!"، ليرد عليه "حسني" بشكل تلقائي، "هنعمل أكبر متحف في العالم في منطقة الأهرامات"، وذلك بعدما كاد يموت من الغيظ، على حد وصفه، في أحد اللقاءات التي أجريت معه في وقت سابق.

إجابة الفنان فاروق حسني دفعت المعماري الإيطالي ليعرض عليه تقديم دراسات الجدوى للمشروع بشكل كامل مجانا.

يكمل وزير الثقافة الأسبق باقي القصة قائلا: لم يكن لدى أى تصور عن المكان، لكن كان بداخلى إيمان قوى بالفكرة، وفوجئت بهذا المعمارى بعد ذلك يسألنى عن أرض المتحف، وإمكانية زيارة المكان المزمع إقامة المتحف عليه فتجولت معه المكان الحالي للمرة الأولى، ثم انطلقت مسيرة إنشاء المتحف.

ويواصل "حسنى" أنه اختار مكان إنشاء المتحف بعد عرض الفكرة على الرئيس حسني مبارك، ولكن مبارك اصطحبه في المكان برفقة المشير حسين طنطاوي وزير الدفاع في ذلك الوقت، وكانت أرضا رملية، مضيفا أنهم اختاروا مكانا آخر، وكان أفضل من المكان الذي تم اختياره في البداية، وهو الموقع الحالي للمتحف.

ويكمل حسني: الدراسات الأولية للمتحف استغرقت 8 سنوات، بعد إعلان الفكرة في 1992، وقبل أن نبدأ فى تنفيذ المشروع تم عمل دراسة جدوى له من 6 مجلدات واستغرقت هذه الدراسة 4 سنوات ونصف، ثم عامًا ونصف لعمل كراسة الشروط المرجعية ثم عامًا لاختيار من سينفذ، وقد تقدم للمشروع 1557 بيتًا استشاريًا فى العالم وهذا رقم لم يحدث فى أى مبنى فى العالم.

ومن المقرر أن يستقبل المتحف في الافتتاح التجريبي له غدا، 4 آلاف زائر يوميا بحد أقصى، لأن الهدف من التشغيل التجريبي، تقييم جاهزيته لاستقبال الجمهور، وتحديد أى نقاط تحتاج إلى تحسين، وسيتم تحديد موعد الافتتاح الرسمي للمتحف لاحقا من قبل رئاسة الجمهورية.

وخلال هذا الافتتاح يستطيع الزائر أن يتجول داخل عرض أثري تاريخي لفترات عصور ما قبل التاريخ، وعصور ما قبل الأسرات، وعصر بداية الأسرات والدولة القديمة والوسطى والحديثة واليونانى الروماني، والعصر المتأخر، وحتى عصر الانتقال الثالث، بين موضوعات رئيسية للعرض المتحفى تتناول المجتمع، والحكم الملكي، والمعتقدات حتى نهاية العصر اليونانى الروماني.

وكانت الفترة السابقة، شهدت تشغيل المتحف تجريبيا عبر جزء بسيط تضمن البهو العظيم والمسلة والدرج العظيم وعرض «توت عنخ آمون» والمنطقة التجارية، حققت اكتمالا فى الأداء ونجاحا تجاوز التوقعات.

أما قاعة الملك «توت عنخ آمون»، صاحب الشهرة العالمية الواسعة، فستكون مفتوحة عند الافتتاح الرسمي، بما تحتويه من كنوز أثرية معروضة تقترب من 5390 قطعة فريدة، منها قطع يشاهدها المتخصصون لأول مرة.

فيديو قد يعجبك: