سياسيون يطرحون سيناريوهات ما بعد قطع العلاقات مع قطر.. تهدئة أم تفاقم للأزمة
كتبت- ندى الخولي:
"تطور خطير جدًا.. يبدو أن العُقد الخليجي بدأ ينفرط"، هكذا وصف مختار الغباشي، المحلل السياسي ونائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، قرار عدة دول عربية وغربية، على رأسهم مصر والسعودية والإمارات والبحرين، قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، بسبب "تدخلها في الشؤون الداخلية ودعم الإرهاب"، حسبما أعلنت الدول الأربع.
ووصف المحلل السياسي، ما يدور في المشهد الخليجي بـ"حدوث شرخ في العلاقات الخليجية"، مفسرًا: "حتى الآن، لم تعلن الكويت وعمان موقفهما من قطر، وبالتالي لا يمكن اعتبار ما يحدث موقفًا لدول مجلس التعاون بالكامل".
وأضاف الغباشي "الكويت تلعب دور الوساطة والتهدئة منذ فترة، فضلا عن أن التسريبات التي خرجت من بريد السفير الإماراتي في أمريكا، ألمحت إلى تهديدات تشمل قطر والكويت على حد سواء". أما بشأن سلطة عمان، فقال إنها "خارج السرب الخليجي منذ زمن.. وعلاقاتها بإيران والغرب قوية"، وبالتالي لا يمكن توقع موقفهما.
السيناريوهات جميعها مفتوحة بالنسبة للغباشي، نتيجة تلاحق التطورات، متوقعًا أن تتسرب الحلول من خلال "وساطة الكويت أو ضغط أمريكي"، أو أن يتأزم الأمر أكثر إذا ما جنحت قطر لـ"تركيا أو إيران"، واصفًا المشهد في هذه الحالة بـ"كارثة جديدة في القطر العربي بالكامل".
أما التخوف الأكبر الذي تحدث عنه نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، فهو متعلق بمصير الجالية المصرية في قطر، إذا ما اتخذت الحكومة القطرية "رد فعل متهور، بإمهال مواطني تلك الدول مهلة 14 يومًا لمغادرة أراضيها"، على غرار القرار الذي اتخذته الإمارات.
أما بشير عبد الفتاح، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، فيرى أن قرارات فجر اليوم "متوقعة"، نتيجة لـ"عدم التزام قطر بالاتفاقية التي تم إبرامها في نهايات 2013، وبدايات 2014، بالتوقف عن دعم الأذرع الإرهابية السياسية والإعلامية"، واستطرد "التزمت قطر بها جزئيًا وطردت مجموعة منهم من على أراضيها، ثم خرقتها من جديد".
وأكد عبد الفتاح، أن قمة الرياض كانت شاهدة على أن قطر تسبح عكس التيار، على حد قوله، متابعًا "القمة الإسلامية الأمريكية في الرياض، اتفقت على الشراكة الوثيقة بين قادة الدول العربية والإسلامية وأمريكا لمواجهة التطرف والإرهاب، وإدانة مواقف النظام الإيراني العدائية وتدخلاته في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، بينما أعلنت قطر تطويد علاقاتها بالجانب الإيراني".
وتوقع الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عدة سيناريوهات، أبرزها "تراجع النظام القطري في مقابل إلغاء قرارات المقاطعة، بعد وساطات ومواقف دولية للضغط"، أو "انقلاب يطيح بالنظام القطري من الداخل".
أما عن التأثيرات الاقتصادية على قطر، فأكد عبد الفتاح، أنها قد لا تظهر إلا على المدى البعيد، نتيجة ثرواتها الطائلة.
وقالت وزارة الخارجية المصرية، إن قطع العلاقات جاء "في ظل إصرار الحكم القطري على اتخاذ مسلك معاد لمصر، وفشل كافة المحاولات لإثنائه عن دعم التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم الإخوان الإرهابي، وإيواء قياداته الصادر بحقهم أحكام قضائية في عمليات إرهابية."
وقررت السعودية "قطع العلاقات مع قطر وإغلاق إغلاق كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية... حماية لأمنها الوطني من مخاطر الإرهاب والتطرف".
تعد هذه الإجراءات الأكثر صرامة من إجراءات أخرى اتخذت خلال خلاف دام ثمانية أشهر في 2014 عندما سحبت السعودية والبحرين والإمارات سفراءها من الدوحة. لكن الأجواء لم تغلق آنذاك ولم يتم طرد القطريين.
وتستضيف الدوحة مئات من جماعة الإخوان المسلمين المصنفة جماعة إرهابية في العديد من البلدان العربية. ووفرت منابر ومساحات إعلامية لجماعات أخرى مصنفة إرهابية للتحريض على القاهرة، بحسب تصريحات رسمية.
ومن شأن ذلك الخلاف بين الدوحة وحلفائها المقربين تداعيات محتملة في محمل قضايا الشرق الأوسط.
وتهدد الإجراءات الدبلوماسية مكانة قطر التي تستضيف قاعدة عسكرية أمريكية كبيرة - قاعدة العديد - كما ستنظم بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022.
فيديو قد يعجبك: