واشنطن بوست: ألمانيا لن تعتمد على أمريكا مرة أخرى بسبب ترامب
كتب – محمد الصباغ:
قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اليوم الأحد، إن أوروبا لا يمكنها أن تعتمد على شركاء أجانب بعد الآن. ويأتي ذلك بعد إعلانها عن فصل جديد من العلاقات الأمريكية الأوروبية بعد لقاء متوتر جمعها بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي، وقالت إن أوروبا يجب من الآن أن تجعل مصيرها بأيديها.
وفي تقرير لصحيفة واشنطن بوست اليوم، تعليقًا على تصريحات ميركل، جاء أنه وبفضل ترامب فإن ألمانيا أعلنت أنه لا يمكنها الاعتماد على الولايات المتحدة الأمريكية. واعتبرت أن ما يجرى تغييرا هائلا في خطاب برلين السياسي. وأضافت أنه في الوقت الذي يتضح فيه للجميع "العلاقة الخاصة" بين بريطانيا والولايات المتحدة، إلا إن العلاقات الألمانية الأمريكية تعتبر أكثر أهمية. وتابعت أن أحد أهم أهداف وجود حلف الناتو هو وضع ألمانيا في إطار دولي يمنعها من أن تمثل تهديدا للسلام الأوروبي كما كانت خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية.
وذكّر التقرير بأنه في الكلمات الاولى لأول سكرتير عام لحلف الناتو، كان من المفترض أن يكون الروسيين بعيدين عن الحلف تماما، بينما يكون الأمريكيين فيه والألمان بعدهم. أما الآن فالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، تقترح عدم الاعتماد على أمريكا، وبالتالي من المرجح أن تمتلك ألمانيا ومعها القارة العجوز أكثر جوهرية واستقلالية مقارنة بما كانت تمارسه في السبعين عاما الماضية.
وتشير واشنطن بوست، إلى دور الرئيس ترامب وجولته الأوروبية الكارثية فيما صرحت به ميركل. وتعد حجر الأساس في حلف الناتو هي المادة الخامسة، والتي تنص على أنه إذا تعرض أحد الأعضاء لهجوم فعلى البقية المساعدة. وعندما زار ترامب حلف الناتو، لم يأت على ذكر المادة أو يعبر عن التزامه بها، وبدلا من ذلك هاجم بعض الدول الأعضاء في الحف بسبب عدم إنفاقهم المزيد من الأموال على التسليح. وعندما وصل ترامب إلى اجتماع دول مجموعة السبع الصناعية الصناعية الكبرى فيإيطاليا، رفض الالتزام باتفاقية باريس للمناخ، تاركا الدول الست الأخرى يعلنون بيانا منفردين.
أوروبا أقوى
خطاب ميركل يهدف إلى التأكيد على أنه إذا ضعفت العلاقات عبر الأطلنطي فإن الاتحاد الأوروبي سيصبح أكثر قوة. وعندما أشارت ميركل إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وإلى أن الولايات المتحدة غير جديرة بالثقة، اقترحت أن بريطانيا قد ولّت، ومن المهم أن يبدأ الاتحاد في التركيز على ترتيب شئونهم، عبر علاقات قوية بين ألمانيا وفرنسا.
وستواجه ميركل تحديات خاصة في محاولتها لبناء أوروبا قوية، حيث تواجه القارة خلافات داخلية. فدول مثل بولندا والمجر يتفقان أكثر مع ترامب أكثر من ألمانيا بخصوص عدد من القضايا. كما أن دول جنوب أوروبا لازالت غاضبة من دعم ألمانيا لإجراءات التقشف القاسية والمؤلمة. ولو كانت ألمانيا تريد أن تتعاون مع فرنسا في مجال الأمن، فإن الأخيرة تأمل في التركيز على امتيازات اقتصادية. وبرغم إشارة ميركل إلى إمكانية توفير تلك الامتيازات إلا أنها ستواجه سياسيين ألمانيين –بما فيهم أعضاء من حزبها- وربما تواجه أزمة أيضًا مع الرأي العام.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أنه في النهاية، الانتقادات التي قدمها ترامب وعدد من قادة الولايات المتحدة من قبله، ليست خاطئة في مجملها. فالدول الأوروبية تنفق عسكريًا بدرجة أقل من الولايات المتحدة الأمريكية، وتعتمد بشكل كبير في دفاعاتهم على القوات المسلحة الأمريكية.
تأثير انتخاب ترامب على المدى الطويل
لم يبدا الناس في التفكير بدرجة كبيرة في تبعات انتخاب ترامب فيما يخص السياسة الدولية. في أجزاء من العالم، يخلق انتخابه الكثير من الفرص. فالدول التي في نزاع من الولايات المتحدة سيكون لها الفرصة في تحقيق مكاسب بسبب تشتت أمريكا في الازمات الداخلية. بينما في أجزاء أخرى من العالم، سيعيد الحلفاء النظر في سلوكياتهم، وبشكل خلص في استقلاليتهم عن الولايات المتحدة. لا يريدون الاعتماد في أمنهم على دولة تختار رئيسًا غريب الاطوار كترامب.
واختتمت واشنطن بوست التقرير بأنه لو أرادت الولايات المتحدة عدم الاعتماد على الحلفاء كما كانت تفعل في السابق، فإنهم سيقررون عدم الاعتماد على أمريكا مرة أخرى وسيبدأون في إعادة ترتيب حساباتهم، والتي ستقلل من قدرة الولايات المتحدة على التأثير في قراراتهم وأفعالهم.
فيديو قد يعجبك: