الإمارات: ثقة الدول المقاطعة في قطر أصبحت صفر ويجب مراقبتها
كتبت- رنا أسامة:
أكّد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، أن الإمارات وحليفاتها مصر والسعودية والبحرين، لم تعُد تثق في قطر، داعيًا إلى وضع آليات لمراقبة أنشطة الدوحة الداعمة للإرهاب، حسبما نقلت صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وقال قرقاش، متحدثّا من لندن في زيارة تهدف لحشد التأييد الدبلوماسي إلى قرار قطع العلاقات، إن "ثقة الإمارات وحلفائها بقطر (صفر).. لذا فإننا بحاجة إلى إنشاء نظام للمراقبة.. ونحتاج حلفاءنا الغربيين في ذلك".
وأشار قرقاش إلى أن وضع نظام مراقبة بشأن دعم قطر للإرهاب، يهدف إلى ضمان عدم تمويل الدوحة لأنشطة التطرف وإيواء الإرهابيين وتقديم الدعم للجماعات المتشددة.
وتابع: "الأمر يتعلق بتغيير قطر سلوكها. إذا حصلنا على إشارات استراتيجية واضحة بأنها ستتغير وستتوقف عن تمويل ودعم الإهاب، فإن هذا قد يخلق أرضيّة للنقاش. لكننا على أية حال بحاجة إلى آلية للمراقبة في هذا الصدد".
كانت السعودية والإمارات ومصر والبحرين بجانب دول عربية وإسلامية أخرى قطعت العلاقات الدبلوماسية مع قطر، متهمين الدولة الغنية بالنفط بدعم الإرهاب والتعاون مع إيران والعمل على زعزعة استقرار المنطقة. كما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مؤتمر صحفي، الأسبوع الماضي، إن قطر كانت "ممولا للإرهاب على مستوى كبير".
وحاولت دول مختلفة - من بينها فرنسا وبريطانيا والكويت وتركيا - العمل كوسطاء لحل أزمة الدوحة، التي تفاقمت بعد قرار قطع العلاقات مع قطر.
وتُشير الصحيفة إلى أن هناك بعض الدلائل الدبلوماسية على عدم حصول الإمارات والسعودية على الدعم الغربي المُتوقّع، وسط رفض العديد من الحكومات اتخاذ موقف محدد وحثّهم على تخفيف التصعيد.
وفي هذا الشأن، ذكرت أن الولايات المتحدة لديها قاعدة عسكرية فى قطر، وأكّدت أنها بصدد إبرام صفقة أسلحة كُبرى معها.
وشدّد قرقاش على أن هناك "تفهّم واسع لما يجري على مستويات عُليا في واشنطن"، لافتًا إلى أن ترامب عرض وجهات النظر التي يتم تداولها خلف الأبواب المُغلقة، حول قطر، علنًا أمام الجميع.
وقال قرقاش: "في عام 2014 حاولنا أن نفعل ما بوسعنا بالطرق الدبلوماسية، لكنها باءت بالفشل في نهاية المطاف. لم يلتزم أمير قطر بما تعهد به".
وتابع: :"ومنذ ذلك الحين أصبح واضحا للعالم الخط الفاصل بين الإرهاب والتطرف، وأنه لا توجد منطقة رمادية هناك، وأن التطرف والتشدد يقود للإرهاب".
وأضاف قرقاش أن "الوقوف في المنطقة الرمادية بخصوص التطرف والإرهاب لم يعد مقبولًا. ولا بد من مواجهة الخطاب المتطرف من أجل هزيمة الإرهاب".
وأكد أن "ما يجري ليس أمرًا شخصيًا، ولا يتعلق بثأر مع قطر، بل هو محاولة للحد من سياسة قطر الخارجية الداعمة للإرهاب".
وقال إن قطر تدعم "جبهة فتح الشام" التي كانت تسمى سابقا "جبهة النصرة"، وهي ذراع القاعدة في سوريا، كما تدعم في ليبيا جماعات للقاعدة، من بينها ما يسمى "مجلس شورى بنغازي".
وأعلنت السعودية والبحرين والإمارات ومصر وضع 59 شخصا و12 كيانا على قائمة الإرهاب المرتبطة بقطر. وضمت القائمة المصري يوسف القرضاوي الذي تربطه علاقات بجماعة الإخوان المسلمين، بجانب مؤسسة قطر الخيرية والتي تتعامل مع الأمم المتحدة في مشروعات إغاثة.
ويحاكم أربعة من الخمسة أشخاص في قطر بتهمة نقل أموال إلى تنظيم القاعدة منذ بداية الألفية الثالثة، وفقًا لبيانات أمريكية وأممية.
فيما أكّدت قطر بشكل متكرر أنها "لا ولم تمول الإرهابيين،" وفقًا لتصريحات متحدث الحكومة سيف آل ثاني خلال الأسبوع الماضي.
فيديو قد يعجبك: