ديبكا: تعامل ترامب مع أزمة قطر يحدد مسار السلام الفلسطيني الإسرائيلي
كتبت- رنا أسامة:
قال موقع "ديبكا" الاستخباراتي الإسرائيلي إن تحقيق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ما يصبو إليه من تحسّن سريع في العلاقات بين إسرائيل والعالم العربي، بما في ذلك الفلسطينيين في 2018، يعتمد بشكل كبير على الطريقة التي تتعامل بها إدارته مع الصراع الدائر بين قطر وخصومها العرب الأقوياء: مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات.
ومضى ترامب يُحبط مساعي وزير خارجيّته ريكس تيلرسون ووزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، لحلّ أزمة قطر مع الخليج بشكل دبلوماسي. وبدلًا من أخذ زمام المبادرة وتعزيز جهود الوساطة لاحتواء الأزمة، استمع إلى نصائح كل من وزير الدفاع السعودي وولي ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، ووزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، الذي زار واشنطن هذا الأسبوع.
وحاول ماتيس وتيلرسون ترتيب اجتماع بين مُمثّلي الجانب السعودي والقطري، غير أن ترامب نسف هذه المبادرة بتبنّيه الخط السعودي المتشدد إزاء الدوحة، بحسب "ديبكا".
كانت السعودية والإمارات ومصر والبحرين بجانب دول عربية وإسلامية أخرى قد قطعت العلاقات الدبلوماسية مع قطر، متهمين الدولة الغنية بالغاز بدعم الإرهاب والتعاون مع إيران والعمل على زعزعة استقرار المنطقة. كما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مؤتمر صحفي، الأسبوع الماضي، إن قطر كانت "تمول الإرهاب على مستوى عالٍ".
تأزّم المشهد وتعقّدت أبعاده خلال الأيام القليلة الماضية، على نحو جعل جهود ترامب لتحقيق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين تترنّح بين التقدّم والتقهقر. ويرصد الموقع الإسرائيلي أبرز الدلائل على حالة عدم الاستقرار التي تشهدها جهود عملية السلام:
1- أزمة انقطاع الكهرباء في قطاع غزة، وما يُصاحبها من ضغط متصاعد تُثيره مصر من جانب والسلطة الفلسطينية من جانب آخر، أملًا في الإطاحة بحماس من قطاع غزة أو الضغط على قادتها. وسط رفض الحركة المشوب بالعِند لمطالب القاهرة بقطع العلاقات مع قطر.
2- التقارير المتواردة حول تقديم إسرائيل تنازلات للجانب الإسرائيلي، وبعيدًا عن مدى صحّتها، إلا أنها موجّهة خصيصًا لإقناع ترامب بحُسن نيّة حكومة نتنياهو تجاه مبادرته للسلام واستعداد الحكومة الإسرائيلية لاتخاذ خطوات جادة تعكس ذلك.
3- وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون أبلغ، هذا الأسبوع، مجلس الشيوخ بأن السلطة الفلسطينية وافقت على وقف مدفوعاتها لأسر الفلسطينيين الذين قتلوا في هجمات ضد إسرائيلين. ويقول "ديبكا" إن المسؤولين الفلسطينيين يرغبون في توصيل رسالة تحمل استعدادهم لمواصلة مبادرة ترامب للسلام، دون أن يكون لديهم أي نيّة حقيقية في ذلك.
علاوة على ذلك، استعرض "ديبكا" بعض التنبّؤات والسيناريوهات المُتوقّع حدوثها مُستقبلًا، خلاصة تقارير إعلامية ودراسات بحثية أجرتها مراكز البحوث العربية، بما يُحدّد مصير مفاوضات السلام بين إسرائيل والعالم العربي، برعاية ترامب.
في وقتٍ ما في 2018، يُتوقّع أن تُعقد قمة بين ترامب ونتنياهو وحكام عرب بارزين أمثال العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس عبدالفتاح السيسي، وولي العهد الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان. خلال هذه القمة سيُنشر بيان مُشترك يشير إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل على نحو تدريجي، باتخاذ خطوات أوليّة مثل: تبادل الوفود الاقتصادية والتجارية مع إسرائيل.
في هذه الأثناء، إسرائيل ستُقدّم تنازلات من أجل تحسين حياة الفلسطينيين العاديين، مثل إزالة الحواجز وإصدار تراخيص البناء للمدن الفلسطينية وتوفير مزيد من فرص العمل في إسرائيل.
تعزيز التعاون الأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. وسيتم إقناع الفلسطينيين بوقف تحريضهم ضد الدولة اليهودية.
سيترتّب على ذلك إجراء مفاوضات إسرائيلية- فلسطينية مباشرة، دون شروط مُسبقة، من كلا الجانبين، بحضور عربي واسع.
بعبارة أخرى، يقول الموقع الإسرائيلي إن عام 2018 سيشهد بناء علاقات طبيعية بين إسرائيل والعالم العربي، سيعقبها في وقت لاحق عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية. وقد استقر ترامب بوضوح على الرياض والقاهرة وأبوظبي كوسطاء لدفع إسرائيل والفلسطينيين إلى محادثات سلام.
ومن ثمّ فإن تحسّن العلاقات بين إسرائيل والعالم العربي سيكون له صدىً إيجابيًا على عملية السلام الفلسطيني الإسرائيلي. ويبدو أن هذا هو النهج الذي يسير عليه ترامب. وعليه تحقيق هدف ترامب يعتمد جملة وتفصيلًا-بحسب "ديبكا"- على الاحتفاظ بعلاقات طيّبة مع العالم العربي على المدى الطويل.
فيديو قد يعجبك: