نيوزويك: من يمسك زمام الشرعية في سوريا.. أمريكا أم روسيا؟
كتب - علاء المطيري:
قالت مجلة "نيوزويك" الأمريكية إن الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا دخلتا مرحلة حرجة في سوريا بعدما أسقطت طائرة حربية أمريكية مقاتلة سورية.
وتابعت المجلة - في تقرير لها اليوم الثلاثاء: أنه عقب إسقاط واشنطن للطائرة الحربية السورية أعلنت روسيا، الإثنين، أنها أنهت خط خفض التوتر مع الولايات المتحدة وأن دفاعاتها الجوية في سوريا ستعتبر أن أي طائرة أمريكية تحلق غرب نهر الفرات أهدافًا مشروعة لصواريخها.
ولفتت المجلة إلى أن مخاطر التصعيد والمواجهة المباشرة بين أمريكا وروسيا لم تصل إلى مستوى أعلى من ذلك أبدًا، مضيفة أن البلدين يبدو أنهما لا يوافقان على القانون ولا على الحقائق الموجودة على الأرض؛ فأمريكا تزعم أن الطائرة السورية التي تم إسقاطها كانت تهاجم قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها واشنطن بينما تتدعي روسيا أن الطائرة كانت توفر حماية جوية لقوات أرضية سورية كانت تقوم بهجوم ضد مسلحي تنظيم "داعش".
وتقول المجلة إنه منذ توافقت روسيا وسوريا على عدم التمييز بين "داعش" وفصائل المعارضة المسلحة؛ يمكن القول أن واشنطن وموسكا أصبحتا تتفقان على الحقائق الأساسية بشأن سوريا، لكن تشخص كل منهما يختلف عن الآخر، تقول المجلة.
وأضافت: "تقول الولايات المتحدة الأمريكية إنها تستخدم خط مناسب لخفض التصعيد ومنع المواجهة بين الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية، ورغم ذلك، تزعم روسيا أن واشنطن لم تستخدم قواعد هذا الخط قبل إسقاط الطائرة الروسية".
ومن الناحية القانونية، تزعم الولايات المتحدة الأمريكية أنها استخدمت حق الدفاع عن النفس - ضمن قوات التحالف الدولي - في إسقاطها للطائرة السورية، لكن روسيا تعتبر التصرف الأمريكي تعدٍ على سيادة الدولة السورية، وفقًا للمجلة التي أوضحت أن موسكو تعتبره تعد صارخ على القانون الدولي وعدوان عسكري ضد الدولة السورية.
ولفتت المجلة إلى أن القيادة المركزية الأمريكية مهدت الطريق لتبرير إسقاطها للطائرة السورية بإصدار بيانًا صحفيًا قالت فيه: "في الثامن عشر من يونيو الجاري هاجمت قوات النظام السوري قوات سوريا الديمقراطية في مدينة جزين جنوب الطبقة ونتج عن الهجوم إصابة عدد منهم".
وتابع البيان: "قامت طائرات التحالف باستعراض قوة وتمكنت من إيقاف تقدم قوات النظام السوري باتجاه قوات سوريا الديمقراطية في المدينة، وتم الاتصال تليفونيًا مع الجانب الروسي عبر الخط الخاص بخفض التصعيد للمطالبة بوقف قوات النظام السوري إطلاق النار".
وأضاف: "عقب ذلك قامت طائرة سورية طراز سو 22 بإلقاء قنبلة بالقرب من قوات سوريا الديمقراطية فقامت طائرة أمريكية إف 18 هورنت بإسقاطها على الفور وفقًا لقواعد الاشتباك وحق الدفاع عن النفس".
ورغم ذلك - تقول المجلة - فإن تبرير الولايات المتحدة لإسقاط الطائرة الروسية من المفترض أنه يستند إلى ميثاق الأمم المتحدة، لكن هذا الميثاق ينص على أن حق الدفاع عن النفس مبدأ يتم تطبيقه لدفاع الدول عن نفسها وليس المجموعات التي ليس لها كيانًا تمثله مثل قوات سوريا الديمقراطية.
وتقول المجلة إن الولايات المتحدة ربما تسند إلى بند آخر خاص باستخدام حق الدفاع عن النفس عندما تتعرض قوات تعمل معها لتهديد من طرف معادي، لكن قوات سوريا الديمقراطية ليس جزء تابع للقوات الأمريكية إضافة إلى أن تطبيق حق الدفاع عن النفس يجعل أمريكا أيضًا معرضة لتحمل ما يمكن أن ترتكبه تلك القوات تصرفات في المعارك.
ولفتت المجلة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تستخدم حق الدفاع عن النفس دومًا دون أن توضح ما إذا كان ذلك يستند إلى ميثاق الأمم المتحدة أم وفقًا لقواعد الاشتباك الخاصة بها أم وفقًا للقانون الجنائي الخاص بها، مضيفة: "لكن ذلك يعني أنه إذا تصرفت واشنطن وفقًا لقواعد الاشتباك الخاصة بها، فإن سيكون من الصعب التأكيد على امتثالها للقانون الدولي في هذه الحالة.
وشددت المجلة على أن الولايات المتحدة تعتبر أن هدفها هو القضاء على "داعش" مشيرة إلى أنها ستكون بحاجة إلى شرعنة دفاعها عن شركائها الذي يقاتلون في سوريا من الناحية القانونية بالتوازي مع العمليات العسكرية.
فيديو قد يعجبك: