لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أسوشيتد برس: هل يتمكن ترامب من الدفع في اتجاه سلام جزئي في الشرق الأوسط؟

09:26 م الجمعة 23 يونيو 2017

كتب - سامي مجدي:
قالت وكالة أسوشيتد برس إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يكون في موضع فريد للضغط من أجل السلام في الشرق الأوسط؛ فالإسرائيليون كما اللاعبون العرب الرئيسيون، كل منهم لأسبابه، يبدون وكأنهم معجبون به ويسعون لإرضائه. لكن هناك حاجة لتفكير خارج الصندوق.

وأضاف الوكالة في تحليل نشرته الجمعة إن صهر الرئيس جاريد كوشنر يتواجد في المنطقة هذا الأسبوع لسماع أفكار عن اتفاق للحل النهائي. ووفقًا لمسؤول فلسطيني شارك في الاجتماعات، طلب كوشنر من الجانبين مقترحات ينقلها معه إلى الرئيس.

وأشارت إلى أن هذا الذي ظهر هو الصيغة المتبعة دون جدوى من جانب الرؤساء بل كلينتون وجورج دبليو بوش وباراك أوباما، والتي يفترض تقضي بالانسحاب شبه الكامل من الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب الشرق الأوسط في 1967، وتقاسم القدس.

يقول الفلسطينيون إنهم تخلوا عن ثلاثة أرباع فلسطين. فيما يرى الإسرائيليون أن دولتهم الصغيرة التي بقت أصغر لا تزال في منطقة عدائية تزخر بالجهاديين وتعكف الآن على مساعي حل معضلة كيفية تقسيم القدس بين دولتين وهو ما يستدعي إقامة حاجز حدودي، بحسب الوكالة.

"موضوعات معقدة"
ولفتت إلى أن الموضوعات المعقدة هي 600 ألف إسرائيلي يعيشون الآن في القدس الشرقية والضفة الغربية. وهناك خطط عديدة طرحت تبادل الأراضي لإدماج بعض المستوطنات على الجانب الإسرائيلي - لكن الكثير من الناس لا تزال هناك حاجة لإخراجهم من منازلهم، ما يثير مما يثير احتمالات حقيقية للعنف. كما أن الخرائط الناتجة، والتي تتسلل حدودها حول القرى والبلدات المجاورة، بعيدة المنال بدرجات متفاوتة.

وتمضي الوكالة في تحليلها قائلة إن المطلب الفلسطيني المتعلق باللاجئين، ونسلهم الذي يحصى بالملايين، وضرورة أن يحتفظوا ولو بحقوق نظرية في العودة لأراضيهم في إسرائيل- وهو أمر لا يقبله معظم الإسرائيليون.

في مقابل ذلك، تقول الوكالة، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد اعترافا كاملا من الفلسطينيين بإسرائيل "دولة يهودية" رغم أن خمس مواطنيها من العرب يعرفون في كثير من الحالات كمواطنين فلسطينيين.

ولفتت أسوشيتد برس إلى أن الحكومات الإسرائيلية السابقة التي وصفتها بالأكثر اعتدالا قدمت عروضا اعتبرتها ذات تأثير كبير، لكن أي من تلك العروض لم يرض الفلسطينيين. مع انخفاض التوقعات من حتى أن يقترب نتنياهو من العروض السابقة، فيمكن أن يتوجه التركيز إلى اتفاق جزئي ينحي جانبا الطموح المبالغ فيه.

وقالت الوكالة إن أحد الأفكار المطروحة تطرح قيام دولة فلسطينية على أراض تستطيع إسرائيل إخلائها بدون أي مشكلات في ظل الواقع الحالي- مناطق الحكم الذاتي الفلسطينية القائمة منذ تسعينيات القرن الماضي، إضافة إلى أجزاء أخرى من الضفة الغربية وكذلك غزة إذا ما امكن استعادة السيطرة على القطاع الساحلي من حركة حماس التي تديره منذ عام 2007، بحسب أسوشيتد برس.

أما الحدود النهائية والقدس وقضية اللاجئين فتترك إلى وقت اخر، بالإضافة إلى إعلان السلام الدائم.

ونقلت الوكالة ما كتبه تسفي بيسك في صحيفة هآرتس الإسرائيلية، "لا يجب أن نلغي أي خيار لتسوية نهائية. علينا أن نسعى فقط لأن نجعل الفترة الانتقالية تحت السيطرة قدر الإمكان؛ ولتمكين الأطراف من الاعتياد على العوائد المشتركة للسلام والهدوء." وأوصى بتقديم "قليل من الأرض في مقابل بعض الهدوء".

وقالت أسوشيتد برس إنه برغم نزعة القومية المتصاعدة، فإن الناخب الإسرائيلي يريد تحركا وثمة توقعات بأن يتمكن نتنياهو وجناحه اليميني من إنجاز فكرة الانسحاب الجزئي - حتى وإن تطلب الأمر بعض الدفع في الاتفاق على التفاصيل- فإن ذلك قد يعزز من حكم اليمين.

وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أن الفلسطينيين كانوا قد اعترضوا على هذه الأفكار في السابق، خوفا من أن إسرائيل سوف تكون سعيدة بالتخفيف من أعباء معظم السكان الفلسطينيين بهذه الطريقة ولن تعود إلى طاولة المفاوضات أبدا، وتتحول المرحلة المؤقتة إلى وضع قائم دائم.

وقالت "هنا يمكن للعالم العربي أن يتصور أن ترامب بمقدوره لعب دور وأن يقدم المحفزات للجانبين".

وأشارت الوكالة في تحليلها إلى أن إسرائيل من شأنها أن تسعد بأي تطبيع - سفارة في العاصمة السعودية الرياض، وعلاقات تجارية مع الإمارات وتعاون أمني مع الخليج. لكن الفلسطينيين الذين لا يزالون يعانون الفاقة والألم، قد يكون لديهم الكثير ليربحوه من التأييد العربي للعرض المقترح: مساعدات واستثمارات لدولتهم الوليدة، وتحسن ملحوظ في حياة الكثير من الفلسطينيين الذين يعانون القمع بأشكال مختلفة في ربوع المنطقة.

وقالت أسوشتيد برس إن ترامب قد يكون لديه القدرة على الدفع بهذا التصور قدما؛ فعلاقاته الجيدة مع الركائز الأساسية في العالم العربي قد تبدو متناقضة مع خطابه المناهض للإسلام، لكنها ترتكز على دعائم صلبة.

وأوضحت الوكالة:
أولا، فقد اتخذ الجانب السعودي في مسعى المملكة لفرض هيمنتها الإقليمية مقابل إيران، وهذا يتناقض مع باراك أوباما الذي سعى لتحييد البرنامج النووي الإيراني عبر الدبلوماسية، ورغم التوصل إلى اتفاق متعدد الأطراف لتحقيق ذلك، إلا أنه ينظر إليه في المنطقة على أنه مسكنا لا أكثر.

ثانيا، على عكس أوباما، لا يحاول ترامب قض مضاجع القيادات المستبدة والسلطوية بالحديث عن حقوق الإنسان. فكثير من حكام المنطقة يخلطون بين الإسلام السياسي والإرهاب الإسلامي ويبررون بذلك حملات القمع ضد المعارضة - ويبدو أن الإدارة الجديدة لا تسير بهذه الطريقة. وتشعر الحكومة المصرية، التي جاءت إلى السلطة بعد الإطاحة بالرئيس الإسلامي المنتخب، برد الاعتبار والترحيب في واشنطن مرة أخرى.

"تهدئة المنطقة واحتواء إيران"
وقالت الوكالة إنه في أنحاء العالم العربي هناك اهتمام بحل القضية الإسرائيلية-الفلسطينية المستمرة منذ قرن من الزمان، والتركيز عوضا عنها على تهدئة المنطقة الملتهبة واحتواء إيران.

في توافق غير تقليدي للعقول، توافق القيادة الإسرائيلية القومية، وعليه فقد انتهى الاهتمام الأمريكي العام بالفلسطينيين، وفقا لأسوشيتد برس. وأضافت أنه بدلا من ذلك تأتي التحذيرات من "التعامل"- وهو أمر يشعر الكثير من الإسرائيليين أن الفلسطينيين لم يفعلوه مطلقا منذ عقود داوموا خلالها على الإلحاح على نفس المطالب الأساسية.

وقالت أسوشيتد برس إن الكثير من الإسرائيليين وجدوا بالفعل صعوبة ما في الشعور بالارتياح تجاه أوباما. وبتجاهل تام لبوادر الدعم المتكررة التي أبداها، بدوا متقبلين أكثر للرسالة القومية التي تنظر لأوباما على أنه ساذج على أحسن تقدير. وحتى الجناح الليبرالي الإسرائيلي ممتن لرؤية قيادة أمريكية تنتقد الأمم المتحدة لما يرونه هوسا بالفلسطينيين على حساب الجماعات المضطهدة الأخرى حول العالم.

وأضافت أنه سيكون من الصعوبة جدا بالنسبة لمعسكر نتنياهو في إسرائيل - الذي غالبا ما يوصف بسخرية بأنه فرع للحزب الجمهوري الأمريكي- ن يعيد تصنيف ترامب بأي وصف غير الصديق، حتى وإن بدأت ضغوط عليه.

وقالت أسوشيتد برس إن الكل من القدس إلى رام الله إلى الرياض، يصف ترامب بأنه مراوغ ومندفع بما يتطلب التعامل معه بحذر وبابتسامة يقظة.

وأنهت الوكالة تحليلها بالقول: "إنه مشهد قد يجعل من الشرق الأوسط أرضا خصبة للدبلوماسية الأمريكية في الوقت الراهن رغم كل ما يعتمل فيها من أزمات".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان