"صفقات التسلح الأخيرة لواشنطن مع الدول العربية تطيح بالتفوق العسكري الإسرائيلي"
كتب - عبدالعظيم قنديل:
نشرت مجلة "ناشيونال انترست" الأمريكية تقريرًا قالت فيه إن إبرام واشنطن صفقات أسلحة ضخمة مع البلدان العربية على مدى الخمس سنوت الماضية، سيُمثل تقويضًا للتفوق الإسرائيلي، حيث اعترف التقرير بأن أي تحالف جوى للدول العربية السنية قد يلحق خسائر فادحة بالطائرات الإسرائيلية والبنية التحتية الإسرائيلية حتى مع اقتناء تل أبيب لطائرات "إف - 35" الأمريكية.
وأشار التقرير إلى أن المقاتلة "إف - 35" لا يمكنها أن تعوض القوة التدميرية من تنامى القدرات الجوية العربية الهجومية، لافتًا إلى أن أي مواجهة بين سلاح الجو الإسرائيلي والمقاتلات العربية ستخلف أضرارًا جسيمة على الدولة العبرية، ولذلك فإن قدرة إسرائيل على القيام بعمليات جوية هجومية ودفاعية فعالة ستقل بشكل ملحوظ، ومن المرجح أن تكون التكاليف البشرية والمادية كبيرة للجانب الإسرائيلي في أي نزاع مستقبلي.
ميزان القدرات الجوية فى المنطقة
وبحسب التقرير، فإنه من المتوقع أن تمتلك دول الخليج، في السنوات القادمة، كمية كبيرة من المقاتلات الجوية الأمريكية الصنع، حيث سيزيد العدد الإجمالي للمقاتلات الأمريكية المتطورة ما بين 250 وأكثر من أربعمائة، حيث تشمل هذه الطائرات ما بين مقاتلات من طراز "إف - 15" و"إف - 18"، إضافة إلى مقاتلات من طراز "إف - 16" في جميع بلدان الخليج العربي، علاوة على الآلاف من صواريخ "الجو - جو" المدمرة.
وبالإضافة إلى ذلك، حاولت الدول العربية والخليجية أيضًا، في السنوات الأخيرة، إبرام صفقات متطورة مع الشركات الأوروبية والروسية، وتشمل هذه الدول مصر، التي اقتنت أربعة وعشرين مقاتلة من طراز "رافال" من فرنسا وعدد كبير من طائرات "ميج" من روسيا، حيث ستتمكن البلدان العربية من إضافة نحو من 450 إلى 510 مقاتلة على مدى السنوات القليلة المقبلة، وذلك حسبما أفادت مجلة "ناشيونال انترست".
إسرائيل فقدت ميزة التفوق الجوى
وبحسب التقرير، فإن تراكم القدرات الجوية الهجومية المتطورة للعديد من الدول السنية يهدد تفوق الإلكترونيات الإسرائيلية وراداراتها المتقدمة، بما في ذلك الرادارات المتطورة المحمولة جوًا والإلكترونيات الفضائية، إضافة إلى أنظمة الدفاع الجوي، لذلك فإن الصفقات العسكرية للبلدان العربية تجسد تغيير أساسي في قواعد اللعبة الإقليمية، حيث سيتعين على القوات الجوية الإسرائيلية أن تمنع بشكل حاسم إطلاق صواريخ بعيدة المدى من البلدان المجاورة لها، فضلا عن المبادرة باستخدام ذخائر هجومية مباشرة قصيرة ضد المناطق القريبة من الحدود الإسرائيلية.
ووفقًا للتقرير، فإن القدرات الجوية العربية أصبحت أكثر خبرة بعد تحسن كفاءتها في حروبها ضد داعش في سوريا والعراق، وكذلك ضد الحوثيين فى اليمن، ولذلك من المتوقع ان إسرائيل لن تواجه خصوما عديمي الخبرة أو غير مهنيين، حيث ان قرار القيادة الإسرائيلية بزيادة عدد الطائرات من طراز "اف - 35" سيساهم في بقاء قوة إسرائيل الجوية.
وعلاوة على ذلك، فإن قدرات الدفاع الجوي في البلدان العربية تشهد تطورات كبيرة، ويتجلى ذلك فى قيام المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة باقتناء أنظمة الدفاع الجوي "باك-3" أو "ثاد"، كما أن مصر بصدد تفعيل نظام "اس- 300"، الذى طلبته من روسيا، ومن شأن ذلك أن يحسن قدرات هذه البلدان على الكشف عن مقاتلات الجيل الرابع الإسرائيلية، وذلك وفقًا لما أوردته مجلة "ناشيونال انترست" الأمريكية.
خطورة الانتظار الإسرائيلي
كما أكدت المجلة ان يصعب تصور انشاء تحالف عربي سني، فى ظل الظروف الراهنة، ضد إسرائيل، حيث يعتمد الرأي العام العربي على تقارب مؤقت للمصالح الاستراتيجية بين العرب وإسرائيل، لكن الاستقرار الطويل الأمد للعلاقات الحالية بين إسرائيل والدول العربية هو أبعد من أن يكون مفروغا منه، لافتة إلى أنه من غير المستبعد أن تتغير نوايا الدول العربية، التى تمتلك قدرات جوية متطورة، تجاه إسرائيل.
وعلى نفس المنوال، قال التقرير إنه بتقويض التفوق الجوي الإسرائيلي تفقد الدولة العبرية ميزة تقليدية وأحد ركائز موقفها الرادع، حيث يحتاج الجيش الإسرائيلي إلى التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرًا إلى أنه يجب على إسرائيل أن تعزز التزام الولايات المتحدة باستخدام نفوذها لمنع أي نزاع مستقبلي ضد البلدان، التي تمتلك قدرات عسكرية متقدمة من الولايات المتحدة، لذلك يعد استمرار علاقة إسرائيل الخاصة بالولايات المتحدة، واستعدادها لاستخدام نفوذها مع الدول العربية السنية، لهما أهمية قصوى.
فيديو قد يعجبك: